الدكتور محمد المعايعة يكتب...
الدكتور مهدي العلمي يحاضر عن النهضة كأحد أسرار التقدم والنهوض في المجتمعات العربية.
القلعة نيوز:
بقلم الدكتور محمد سلمان المعايعة الأزايدة /عضو ملتقى النهضة للثقافة والتعليم
ضمن المبادرات الثقافية لملتقى النهضة للثقافة والتعليم، فقد نظم الملتقى يوم الأربعاء الموافق ٢٩/٥/٢٠٢٤ محاضرة ثقافية تنويرية قيمة ومفيدة وعميقة الأثر والتأثير في جوانبها التثقيفية ومتميزة في عنوانها،، جاءت تحت عنوان (أسرار نهضة الأمم والشعوب) بالتعاون والتنسيق مع صالون الدكتور مهدي العلمي،حضرها نخبة من أهل الفكر والمعرفة والدكاترة وعلماء الفقه والمثقفين والمفكرين والأدباء الذين لهم صله بألشان الثقافي والحضاري والسياسي، باعتبار أن المعرفة هي أبرز وسائل قوة الإنسان المعاصر أثرا وتأثيرا ، وهذا ترجمه لرؤية ملتقى النهضة للثقافة والتعليم الذي يعتبر أن التعليم هو أقوى سلاح يمكن إستخدامه لتغيير المجتمع نحو آفاق التطور والتقدم ومنافسة الآخرين لتحقيق الأهداف النهضوية والتنموية في التنوير فكراً وثقافة وحضارة ، ولهذة الرؤية والرسالة جاء عقد هذه المحاضرة القيمه في مضمونها ومعانيها ..من تأطيرالمفكر الكبير الأستاذ الدكتور مهدي فكري العلمي صاحب صالون العلمي للثقافة، هذا الصرح الثقافي العظيم أحد منارات الفكر والتنوير في وطننا الحبيب، فأصبح هذا الصالون مركز إشعاع ثقافي وحضاري عالي المستوى والقدر بفضل إدارته، فقد فتح نوافذه لأشعة الشمس ورفع أشرعته لرياح التجديد والتغيير والإبداع والإصلاح والتمكين بهدف الاسهام في توجيه ونشر ثقافة التميز وثقافة التغيير والإبداع بين أبناء الوطن انطلاقاً من رؤية الأستاذ العلمي أن العلم والثقافة هما الحلقة الأقوى في بناء المجتمعات من خلال المثقفين والمبدعين وأصحاب الأقلام الباحثه عن المعرفة، فالعلم والثقافة يعتبران أحد أسرار تقدم الأمم ورقي الشعوب ونهضتها وتطورها ،وقد جاءت هذه المحاضرة القيمه في مستواها بوزن المحاضر الدكتور العلمي الواعي والمثقف على درجة عالية من المعرفة والدراية،، القامة الثقافية كبيرة القدر وعظيمة الشأن الثقافي والحضاري الممتد في زوايا الوطن إيمانا منه بأن المعرفة هي أبرز وسائل قوة الإنسان المعاصر، وهذه رؤية ورسالة ملتقى النهضة للثقافة والتعليم التي جسدها الدكتور العلمي في محاضرته قولاً وبيانا ، فكانت بمثابة ندوة علمية تربوية في مضمونها ودلالاتها، بمبادرة قيمة من ملتقى النهضة للثقافة والتعليم ممثلة برئيسه وسادنه عطوفة الأستاذ الدكتور إبراهيم العوران الذي قدم المحاضر وأدار الجلسه الثقافية وشارك فيها بأسلوب حواري وبعصف ذهني أذهل الحضور لبلاغة حديثه، وعذوبة منطقه بأسلوب يعبر عن ثقافة عالية المستوى والرؤية التربوية والتعليمية ..وهو مربي تربوي عميق الرؤيه، فكان حديثه عميق الدلالة وقوي العبرة، وهو يمثل منهج انتاج فكري وثقافي وسياسي وحضاري هادف إلى التوجيه ونشر ثقافة التميز وثقافة التغيير والإبداع إيماناً من عطوفته بأن الثقافة هي سر تقدم الأمم ورقي الشعوب ونهضتها وتطورها..من هنا جاء استضافة المفكر الدكتور العلمي للحديث عن أسرار النهضة والتنمية الفكرية كأحد أدوات النهوض والارتقاء بالوعي في المجتمعات لكي تنهض وتتقدم من خلال عملية التغيير والإصلاح والتحديث في الشؤون العامة للمجتمعات..
وقد تحدث المحاضر الدكتور العلمي، أولا بالترحيب بالضيوف الذين حضروا لصالونه الثقافي، بأسلوب عبر فيه عن حسن الاستقبال وكرم الضيافة والوجه البشوش الذي أسعد الحضور وأطرب نفوسهم وقلوبهم.. وقد تحدث الدكتور العلمي بأسلوب حواري متميز فيه من عناصر التشويق واللباقه العجيبه مما أبهر الحضور بأسلوبه وأثار إعجاب وشد انتباه الحضور لقيمة المعلومات وغزارتها والأضاءات التنويرية العميقة التي تعتبر إضافات جديدة في معانيها ودلالتها ومغزاها ..
فكانت محاور المحاضرة قيمة جداً ركز فيها على تفسير وشرح مضمون النهضة في المجتمعات وماذا تعني النهضة والتنمية، وأشار بأنها تعني النهوض الفكري والثقافي والأخلاقي ومنهج العمل الذي يقود إلى الإصلاح الفكري والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتربوي وكلها تركز على التحديث والعصرنه لكي ترقى المجتمعات وتنتقل من مرحلة الجمود الي مرحلة الإنطلاق نحو القمّة والنجومية في إمتلاك أدوات المعرفة العلمية والأكتشافات والاختراعات التي تعتبر من مصادر قوة الدولة لأنها أداة للحصول على مكانة الدولة وهيبتها بين الأمم والشعوب، فالنهضة تعني التغيير والإصلاح والتحديث والتطوير في كافة المجالات التي تحفظ للمجتمع قوته وصلابته وهيبته بين الأمم وتحفظ كرامة الأوطان والمواطنين وتحقق لهم الكرامة الإنسانية التي هي مطلب شرعي للجميع ...وكذلك من محاور المحاضرة التي أبدع وأفاض فيها الدكتور العلمي بأن العلم والمعرفة والثقافة من الحلقات الأقوى في تحقيق النهضة والتنمية الفكرية وتعد من مصادر قوة الدولة، وتعتبر من المحركات الأساسية لأي مجتمع متحضر ومتطور،، كذلك فإن وجود الإنسان الواعي والمدرك والمتعلم يعد من أدوات النهوض والارتقاء بالنهضة والتنمية في كافة مستوياتها التعليمية والادارية والقياديه،، كذلك فإن النهضة بحاجة إلى قيادات تمكنها من الإنطلاق متى توفرت الإرادة السياسيّة القوية التي تمثل أجنحة تطير بهما نحو المعالي، فتوفر القيادة الحكيمة ذات الرؤية والرسالة المتمكنه بأدوات المعرفة العلمية والمهارة القيادية والمنتمية لمجتمعها وأهلها التي تهدف للوصول لبر الأمان لأهلها ووطنها وقت الأزمات وتملك مفاتيح التغيير لتوجيه وإدارة القدرات والامكانيات والطاقات في المجتمع بأسلوب واعي ومطلع على تجارب الآخرين بهدف إحداث النهضة وتطويرها لكي ينهض المجتمع للأفضل والاحسن في تحقيق أهداف النهضة والتنمية في كافة المجالات الحياتية وينافس الآخرين ليكون له بصمة إنسانية وأثر جميل في رسم الخارطة المعرفية المعاصرة التي غزت الفضاء الخارجي معرفيا بأدوات التقدم العلمي والتكنولوجي ، كذلك من عوامل تحقيق النهضة وجود الموسسات الكفؤه ذات الثقافة الواحدة بين فئات المجتمع التي لديها القدرة المعرفية والرؤية والإرادة القوية في صناعة التغيير والإصلاح والتحديث والتطوير لتحقيق الأهداف العليا النهضوية والتنموية .
وباعتبار أن العلم هو الذي يفتح لنا أبواب الفهم والوعي والإدراك..فإن الأمم والشعوب تنهض عندما يحصل التحول إلى الانتاج الصناعي والتقدم العلمي والعمل والمثابرة واحترام التعددية وتطبيق الديمقراطية واحترام القيم الإنسانية التي تجمع عليها كل الشرائع السماويه.
وأشار الدكتور العلمي وتحدث ونسج فأدهش الجميع عن أهمية إصلاح التعليم الذي يعد الخطوة الأولى لأي مجتمع نهصوي، وكذلك الاصلاح السياسي ضرورة ملحة لتحقيق النهوض الاقتصادي الشامل باعتبار أن النهضة الاقتصادية هي جوهر التقدم والازدهار..
كما أشار المحاضر الدكتور العلمي بأن النهضة ترتبط بالوحدة الوطنية لتحقيق وحدة الأمة باعتبار أن وحدة النسيج الاجتماعي يعتبر قوة وأحد عناصر الدولة وتماسكها ضد أي مخاطر وضرب مثالاً عن رؤية الشريف حسين بن علي الذي سعى لتحقيق الوحدة العربية من خلال الثورة العربية الكبرى التي انطلقت أساساً لتحرير العرب من الاستعمار والنفوذ الاجنبي..
كما أشار العلمي بأن الثورة والنهضة مرتبطتان لأن الثورة تعني في أهدافها تغير فكري وثقافي وسياسي وحضاري شامل يُسهم في توحيد جهود الأمة نحو الرقي والتقدم العلمي....
وقال العلمي بأن النهضة لكي تنجح لابد لها من منطلقات فكرية كمراجع تحميها وتصونها مثال على ذلك القرآن الكريم كتاب مقدس لدى رواد النهضة الإسلامية، كذلك فإن النهضة الأوروبية والإصلاح الديني أخذت من منشور مارتن لوثر كنج أساساً فكريا لها، كذلك الثورة الشيوعية والرسمالية والثورة الفرنسية كل منهم له منطلق فكري اعتمد عليه..
كما أعطى أمثلة على الأمم والشعوب التي حققت النهضة في العصر الحديث في محاضرته، وإلى أشكال النهضة وقيادتها التي حققت نجاح لغاية الآن كمشروع نهضوي مثال ذلك الإصلاح الديني في أوروبا، الثورة السياسية في أمريكا، الثورة الصناعية والتعليم والزراعية في ماليزيا بقيادة مهاتير بالإضافة إلى الثورة الشعبية في فيتنام بزعامة هوتشي، وكذلك الثورة الثقافيه في الصين بزعامة ماوتسي توتنغ.. بالإضافة إلى الثورة في سنغافورة ورواندا وكلها ثورات حققت نجاح اقتصادي لتوفر الزعامة القيادية الفاعلة في المجتمع التي قادة النهوض الفكري والثقافي في تلك المجتمعات الناهضة..
وقد عزز محاضرته بضرب أمثلة من التاريخ كيف نهضت الأمم والشعوب من المثابرة والعمل المنظم وتوفر القيادة والرؤية والإرادة القوية ، وأعطى مثال كالصين بزعامة ماوتسي توتنغ من الانتقال من الزراعة إلى الثورة الصناعية..
وتعرض وأسهب وافاض الدكتور العلمي في محاضرته لعوامل إعاقة النهضة التي تتمثل في الجمود الفكري والثقافي والأخلاقي، وتجذر العادات والتقاليد السيئة، وكذلك وجود العوامل المتعلقة المذاهب والطائفية والانغلاق والتقوقع بالإضافة إلى قتل المواهب والإبداعات الثقافية إلى النخب المتميزة وعلماء الأمة..
وفي الختام دار نقاش مستفيض وحوار بناءه من خلال المداخلات والتعليقات والتساؤلات من الزملاء والزميلات الدكاترة الذين أثروا المشهد الثقافي لجو المحاضرة
بهذه المدخلات والتي تعتبر إضافة إلى مضمون المحاضرة وأغنتها من جميل القول والبيان وقد تم الإجابة على جميع التساؤلات والمدخلات من قبل المحاضر الدكتور العلمي شارحا ومفسرا ومقيما بطريقة علمية تنويرية لاقت الإعجاب والتقدير والاحترام من الحضور على روعة سلوبه التشويقي المليئ بالمعلومات المتدفقه كانها تتدفق من مياة نهر جاري لا ينقطع جريانه، ذلك هو فارسنا العلمي المفكر والعالم والمؤلف والاكاديمي الذي فاح صيته المعرفي والسلوكي والأخلاقي والإنساني من كل منصات العلم والمعرفة وتتمدد بحضوره كل المنتديات الفكرية في زوايا وطننا الحبيب... حقيقية المحاضرة قيمة ومفيدة وعميقة الأثر والتأثير الإيجابي في النفوس لما فيها من معلومات كافيه ووافية من انسان مثقف وواعي ومنتمي لديه الرؤية والرسالة وقوة الإرادة والكفاح والمثابرة لتبقى شمس الوطن مشرقة عالية القدر والمكانة الرفيعة في قلوب أبنائه البارين به أمثال عطوفة الأستاذ الدكتور مهدي فكري العلمي الذي يعد ثروة ونعمة للوطن، فطوبى لنا بهذه المدارس الفكرية الرائعة التي أنارت حواضرنا بفكرها وقيمها الأصيلة....!!
الدكتور محمد سلمان المعايعة الأزايدة /عضو ملتقى النهضة للثقافة والتعليم.