شريط الأخبار
وزير الداخلية يتفقد جسر الملك حسين الذي يُعد المنفذ الوحيد للفلسطينيين رئيس هيئة الأركان المشتركة يتفقد الواجهة الحدودية للمنطقة العسكرية الوسطى الملك والرئيسان المصري والفرنسي يجرون اتصالا مع ترامب لوقف النار في غزة بيان أردني مصري فرنسي يدعو للعودة فورا إلى وقف إطلاق النار مواجهة مصرية إسرائيلية مثيرة في تل أبيب طرح 22 منطقة للتنقيب عن النفط في ليبيا مجلس الدوما الروسي يدرس التصديق على اتفاقية الشراكة مع إيران شرط وحيد لاستمرار جيسوس مع الهلال في مونديال الأندية 2025 وزير روسي: 4 أقاليم روسية تطرح مشاريع استثمارية في قمة AIM للاستثمار بأبو ظبي رئيس وزراء هولندا: المعاناة الإنسانية في غزة فظيعة والصور ينفطر لها القلب وتؤثر في الجميع مصر تحقق انتصارا على إسرائيل الملك يعود إلى أرض الوطن المواجدة تكتب : " أردن الوفاء" إخلاص الشعب الأردني لوطنه و مليكه في وجه التحديات العاصفة " وفد من "الأعيان" يشارك بأعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي الصفدي ووفد برلماني أوروبي يؤكدون ضرورة اتخاذ موقف دولي لوقف الحرب على غزة 1.6 مليار دولار صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المملكة الأردن يشارك باجتماع "الاقتصادي والاجتماعي" العربي على المستوى الوزاري الجمارك :إفتتاح مبنى دوريات الجنوب وساحة الترفيق الجمركي في منطقة السلطاني/الكرك الملك والرئيسان المصري والفرنسي يعقدون قمة بالقاهرة لبحث الأوضاع الخطيرة في غزة العيسوي يلتقي وفدا شعبيا من محافظة الزرقاء

((الأردن وفلسطين: حينما يُساء للأوفياء))

((الأردن وفلسطين: حينما يُساء للأوفياء))

د: ابراهيم النقرش


((الأردن وفلسطين: حينما يُساء للأوفياء))
في خضم الحرب المستعرة على غزة، وبينما تنزف دماء الأبرياء، يخرج بعض الأصوات المسيئة لتكيل الاتهامات إلى الدولة الأردنية، وجيشها، وأجهزتها الأمنية، زاعمين أنها تتقاعس عن نصرة فلسطين، وكأن الأردن هو المسؤول الوحيد عمّا يجري في المنطقة بأسرها. هذا النوع من الخطاب لا يندرج تحت مظلة الرأي الحر أو النقد البنّاء، بل يُعد إساءة واضحة تفتقر للوعي السياسي، وتغذي الفتنة، وتشكك في مواقف دولة حملت القضية الفلسطينية على أكتافها منذ أكثر من سبعة عقود.
الأردن لم يكن يومًا حياديًا في قضية فلسطين، بل كان في صميمها، يدفع الثمن السياسي والاقتصادي والأمني، ويخوض المعارك دفاعًا عن حقوق الفلسطينيين، بينما تتراجع دول عربية وإقليمية أخرى أو تنشغل بحساباتها الخاصة. تاريخ الأردن مشبع بالتضحيات من أجل القدس وفلسطين، وجيشه قدّم قوافل من الشهداء دفاعًا عن الأرض والمقدسات. ولم تتوقف القيادة الأردنية، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني، عن الدفاع عن القضية الفلسطينية في كل محفل دولي، متمسكة بحل الدولتين وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، عاصمتها القدس الشرقية.
وفي الحرب الأخيرة على غزة، لم يقف الأردن متفرجًا، بل كان حاضنًا إنسانيًا ومناصرًا سياسيًا، حيث واصل تشغيل المستشفى الميداني العسكري في القطاع، وأرسل جسرًا جويًا وبريًا من المساعدات، وتحرّك دبلوماسيًا لوقف العدوان وتوفير الحماية للمدنيين. الأردن يقوم بكل ذلك بينما تلوذ دول كثيرة بالصمت أو الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية. لكن بعض الأصوات الجاهلة أو المدفوعة بأجندات مغرضة، لا ترى هذا الواقع، بل تُمعن في تشويه صورة الدولة، وتستسهل توجيه الاتهامات، متجاهلة التحديات الاقتصادية والأمنية والإقليمية المعقدة التي تواجهها البلاد.
من غير المنطقي أو العادل أن يُطلب من الأردن الدخول في حرب مباشرة، في ظل غياب موقف عربي موحّد، وتخاذل دول كبرى، وتدهور اقتصادي محلي يتطلب الحذر والتركيز على الاستقرار الداخلي. إن المطالبة بمواقف عاطفية غير محسوبة، قد تجر البلاد إلى فوضى لا تحمد عقباها. وبدلًا من تعزيز الجبهة الداخلية ودعم الدولة في مواقفها المشرفة، نجد البعض يشكك في وطنية الجيش الأردني، ويهاجم مؤسساته، وكأنهم يسعون إلى إضعاف الدولة الوحيدة التي لا تزال تقف بثبات إلى جانب فلسطين.
إن نصرة غزة لا تكون بالصوت العالي ولا بالمزايدات، بل بالفعل الواقعي والرصين. والأردن، برغم إمكانياته المحدودة، يقوم بدور يفوق حجمه، ويحمل على عاتقه عبء الدفاع عن الحق الفلسطيني في زمن انهارت فيه الكثير من القيم والمواقف. من يهاجم الأردن في هذه المرحلة، لا يخدم فلسطين، بل يخدم الاحتلال بطريقة غير مباشرة. ولذلك، فإن دعم مؤسسات الدولة الأردنية، والثقة بقيادتها وجيشها وأجهزتها، هو واجب وطني في هذا الظرف الدقيق، لا بديل عنه.
سيبقى الأردن، رغم كل الحملات المسيئة، سندًا حقيقيًا لفلسطين، يعمل بصمت، ويتحرك بثبات، ويقف في وجه الاحتلال بإرثه وتاريخه، لا بشعارات عابرة. ومن لا يرى ذلك، فعليه أن يراجع وعيه، قبل أن يساهم – دون أن يشعر – في ضرب واحدة من آخر القلاع الصامدة في وجه المشروع الصهيوني