
القلعة نيوز- شهد قطاع التعليم في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني نقلة نوعية لإيمانه أن العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة وتطورها، فوجه جلالته المؤسسات التعليمية إلى الاهتمام بأبناء هذا الشعب وتنمية وصقل طاقاتهم الهائلة وقدراتهم الكبيرة ومواهبهم المتنوعة وتحفيزهم عبر أحدث الأساليب التعليمية العالمية.
كما كانت العناية الملكية بإنشاء المدارس النموذجية التي تحاكي المدارس العالمية، إذ بلغ عدد المدارس في عهد الملك عبد الله الثاني أكثر من 7 ألاف و 700 مدرسة حكومية وخاصة، والاهتمام الواضح بالمناهج التي تركز على الفهم والتفكير ، وإعداد معلمين قادرين على النهوض بالعملية التعليمية.
خبراء في مجال التربية والتعليم أكدوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، اهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني بالتعليم من خلال العديد من اللجان الملكية التي ركزت على التعليم لخلق قوة بشرية تنافس في السوق العربية، وقادرة على النهوض في الاقتصاد الوطني.
وأضافوا أن جلالته يتطلع إلى بناء أردن قوي، يقدم لأبنائه خير تعليم، ويؤهلهم لأن يواجهوا تحديات الحياة وتأسيس أعمال ناجحة، وبناء مجتمع متماسك، مؤكدين أن العقد الأخير من عهد جلالة الملك عبد الله الثاني علامة فارقة في مسيرة التعليم الأردني.
رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس الأعيان الدكتور وجيه عويس، قال إن الاهتمام بالتعليم كان منذ تأسيس الإمارة، حيث كان التعليم في المجتمع الأردني مقتصرا على وسائل التعليم المتاحة في المساجد والكنائس، وكان عدد المدارس أقل من 100 مدرسة، مضيفًا أنه في عصر النهضة وصل عدد المدارس في المملكة إلى 7 آلاف و 700 مدرسة، وهو دليل على تطور التعليم في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني وقلة نسبة الأمية في المملكة حتى وصلت إلى 5 بالمئة، ما يدل أن التعليم أصبح أولوية مهمة للحكومات السابقة والمتتالية.
وأكد عويس أن الأردن في الستينيات والسبعينيات تقدم على جميع الدول العربية في التعليم، وكان للقوى التي تخرجت دور كبير في نهضة الخليج العربي، مضيفًا أن جلالة الملك عبدالله الثاني اهتم في التعليم، ففي 2004 إلى 2005 كانت اللفتة الأولى من جلالته عمل الأجندة الوطنية التي تحوي فيها كل الدراسات المتعلقة بتنمية الموارد البشرية والإدارية والاقتصادية واهتمامه في التعليم بشكل خاص، فطبق جزءا كبيرا منها.
وأشار إلى أنه في عام 2007 شكلت لجنة ملكية لدراسة واقع التعليم المدرسي ووضع الأجندة الوطنية الشاملة المركزة على التعلم المدرسي المهني والتقني ووضع حلول لعملية التعليم، حيث طبق جزء كبير منها، وفي عام 2015 شكلت اللجنة الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية بإرادة ملكية سامية مكونة من 13 شخصا، تفرع منها 16 لجنة فرعية ضمت أكثر من 250 شخصية أردنية من جميع التخصصات وضعت استراتيجية كاملة من التعليم ما قبل المدرسي والمدرسي والمهني والتقني والتعليم العالي الخاص بالجامعات، فأجرت الكثير من الاصلاحات في مجال التعليم.
وأكد عويس اهتمام جلاله الملك عبد الله الثاني بالتعليم الذي شكل العديد من اللجان التي ركزت على التعليم لخلق قوة بشرية تنافس في السوق العربية قادرة على النهوض في الاقتصاد الوطني رغم الظروف المحيطة التي أثرت على المملكة في هذه الفترة، مؤكدًا نجاح العملية التعليمية رغم الظروف التي عصفت بالمنطقة من حرب الخليج، والربيع العربي، وملف اللاجئين، وجائحة كورونا.
وأضاف أن جلاله الملك اهتم بالتعليم وإصلاحه للوصول إلى خريج قادر على المنافسة في السوق العربية والإقليمية والعالمية، مؤكدًا تميز الجامعات الأردنية التي تخرج كوادر بمستوى عالمي، إضافة إلى زيادة عدد المدارس باستمرار، ووضع الاستراتيجيات لرفع مستوى التعليم ووضع مناهج تخاطب العقل وليس الحفظ.
وأشار إلى أن التقارب بين الإناث والذكور في المملكة يدل على وعي كبير من المجتمع الأردني لأهمية النهضة الأردنية في التعليم.
وقال رئيس لجنة التربية في مجلس النواب الدكتور محمد الرعود، إن التعليم تطور في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يمثل امتدادًا لسلسلة من ملوك بني هاشم الذين ساهموا في النهضة العلمية الشاملة، فمنذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستوريه في السابع من شباط عام 1999 ، أولى جلالته قطاع التعليم أهمية خاصه، حيث أطلق جلالته الورقة النقاشية السابعة بعنوان : " بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة"، إذ أكد جلالته أنه ليس أمامنا إلا أن نستثمر في هذه الثروة بكل قوة ومسؤولية، فلا استثمار يدر من العوائد كما يدر الاستثمار في التعليم ، منوها بأن جلالته وجه المؤسسات التعليمية إلى الإيمان بما يتمتع به أبناء هذا الشعب من طاقات هائلة، وقدرات كبيرة، ومواهب متنوعة، وتنميتها وصقلها وتحفيزها عبر أحدث الأساليب التعليمية.
وتابع جلالته: أن قطاع التعليم هو قطاع استراتيجي، ومن غير المقبول بل من الخطير أن يتم الزج بالعملية التعليمية، ومستقبل أبنائنا وبناتنا في أي مناكفات سياسية ، ومصالح ضيقة، غير آبهين بأهمية وضرورة استمرار التطوير والإصلاح وأثره العميق على أمتنا وحاضر الأجيال ومستقبلهم .
وقال الرعود: مما يؤكد وضوح الرؤيا ودقتها لدى جلالته فيما يتعلق بأهمية التعليم قوله : "إننا نتطلع إلى أردن قوي ، يقدم لأبنائه خير تعليم ، يؤهلهم لأن يواجهوا تحديات الحياة ، ولأن يقيموا أعمالاً ناجحة ، ويمارسوا حرفاً قيمة، وينشئوا أسراً مثالية، ويبنوا مجتمعاً متماسكاً" ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بمناهج دراسية تفتح أمام أبنائنا وبناتنا أبواب التفكير العميق والناقد، وتشجيعهم على طرح الأسئلة، وموازنة الآراء، وتعليمهم أدب الاختلاف ، وثقافة التنوع والحوار ، ومعلمين يمتلكون القدرة والمهارة التي تمكنهم من إعداد أجيال الغد.
وبين الرعود ان التعليم أولوية في التنمية البشرية، إذ شهد قطاع التربية والتعليم خططاً تطويرية بهدف الارتقاء بنوعية التعليم، وكنتاج للرؤية الملكيه، فقد جرى إعداد الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية واستثمارها لتعمل على تأطير عمل القطاعات المعنية بالتعليم والتعليم العالي، والتدريب المهني والتقني، مبينا أن الرؤية التي وجه جلالة الملك بإعدادها أكدت أهمية رفع سوية التعليم.
وأشار الرعود إلى أنه جرى إطلاق مشروع " التطوير التربوي نحو الاقتصاد المعرفي " الذي أثر بوضوح على تحسين البيئة المدرسية واستخدام التكنولوجيا، ففي عام 2013، جرى تأسيس مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية لتطوير حلول مبتكرة، واحتضان مبادرات جديدة ذات اثر على مخرجات التعليم.
وأكد تطور التعليم في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني حيث بلغ عدد المدارس في الأردن للعام الدراسي 2025/2024 حوالي 4 آلاف و 83 مدرسة حكومية، وحوالي 3 آلاف و 450 مدرسة خاصه، وبلغ عدد المعلمين 137 ألف معلم ومعلمة، و 33 ألف إداري ، إضافة إلى إطلاق جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، حيث أطلقت جلالتها عام 2008 مبادرة مدرستي بهدف تحسين البيئة المدرسية في 500 مدرسة حكومية ذات حاجة ماسة للتأهيل.
وأضاف الرعود، أنه جرى منح أبناء المعلمين مكرمة ملكية بنسبة 5 بالمئة من مجموع المقاعد الجامعية، وحديثا أوعز رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان بزيادة هذه النسبة على أن تطبق اعتباراً من أيلول المقبل، مؤكدًا انخفاض نسبة الأمية في الأردن إلى 5 بالمئة عام 2023 مقارنة بنسبة 12 بالمئة عام 2000 .
وأكد أن الوزارة عملت على معالجة مشكلة التسرب الذي يعد رافدا للأمية، فقد نفذت بالتعاون مع الشركاء مجموعة من البرامج العلاجية لتعزيز الثقافة لدى المتسربين، أما على صعيد الأبنية المدرسية، فقد شهدت المملكة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بناء وصيانة العديد من المدارس، وتجهيزها بالمختبرات العلمية و الحاسوبية، والمرافق اللازمة لممارسة الأنشطة المتنوعة، والتوسع في رياض الأطفال، ومبادرة جائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية، وبرنامج التدريب العسكري، ومشروع "بصمة"، والتربية الوطنية، ومشروع التغذية المدرسية، والعناية بالطلبة المكفوفين ورعايتهم، ودعم صندوق إسكان وتطوير نظام الثانوية العامة في مساريه الأكاديمي والمهني ( البيتيك).
وقالت عضو هيئة التدريس في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتورة يسرى العلي، من جهتها، إن المملكة الأردنية الهاشمية شهدت في العقد الأخير من عهد جلالة الملك عبد الله الثاني نقلة نوعية غير مسبوقة في قطاعي التعليم المدرسي والجامعي، حيث تجسدت الرؤية الملكية الثاقبة في تحويل النظام التعليمي إلى ركيزة أساسية لبناء اقتصاد المعرفة وتعزيز التنافسية العالمية، مضيفة أن جلالته أولى التعليم أولوية قصوى بصفته الأداة الفاعلة لبناء الإنسان ، والركيزة التي تقوم عليها نهضة الأمم والطريق الأقصر لبناء مستقبل الأردن .
وأكدت أن التطور النوعي للمناهج والكفايات لم يكن مقتصرا على الجانب التقني ،بل امتد إلى جوهر العملية التعليمية نفسها، فقد شهدت المناهج تحولا من النمط التقليدي القائم على الحفظ والتلقين إلى نظام متكامل يركز على تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي، مشيرة إلى أن "التعلم النشط" و "التعلم القائم على الكفايات " مبدآن أساسيان في الصفوف الدراسية ، حيث يتحول الطالب من متلق سلبي إلى باحث نشط ، قادر على تحليل المعلومات وربطها بواقعه.
وبينت العلي، أن الوزارة اهتمت باللغات والعلوم التطبيقية ، حيث جرى تعزيز تدريس اللغة الإنجليزية والبرمجة والذكاء الاصطناعي منذ المراحل التعليمية المبكرة مما أهل خريجينا للتنافس في السوق العالمية.
وأكدت أن العقد الأخير من عهد جلالة الملك عبد الله الثاني علامة فارقة في مسيرة التعليم الأردني حيث تحولت الرؤية الملكية إلى إنجازات ملموسة على الأرض فقد نجح الأردن في تحقيق توازن نادر بين التنوع الكمي والنوعي بين الأصالة والحداثة بين الاحتياجات المحلية والمتطلبات العالمية.
وأشارت العلي، إلى استمرار الجهود المبذولة من جلالته لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة ووضع نظام تعليميأ أردني ليؤسس لمستقبل أكثر إشراقا للأجيال القادمة مستلهما الرؤية الثاقبة لقائد الوطن الذي جعل من التعليم أولوية وطنية عليا .
--(بترا)