
المهندس عمرو أبو عنقور يكتب: على العهد بعدسة يوسف العلان – عندما تتحول الكاميرا إلى ضمير وطن
ما بين لحظة وأخرى يتكوّن التاريخ وما بين صورة وصورة يتجلّى وطن وبين يدينا اليوم لا نحمل مجرد كتاب بل نحمل ذاكرة وطنية مصوّرة عنوانها "على العهد" وإبداعها بعدسة المصوّر الوفي والأمين يوسف العلان الذي استطاع أن يترجم حب الوطن وولاءه للقيادة في عملٍ يُعدّ من أرقى ما قُدِّم في التوثيق الإعلامي البصري لعهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين – حفظه الله.
العلان ليس مصوّرًا بل سارد الحكاية بعدسته.
يوسف العلان اسمٌ بحجم مرحلة وعدسةٌ بحجم الوطن. ومنذ أن التقط أول صورة لجلالة الملك في العام 2001، شاء القدر أن يُصبح جزءًا من التاريخ الأردني لا على الهامش بل في القلب أصبح المصوّر الخاص لجلالة الملك ورافقه في أدق اللحظات وأكثرها عفوية وأشدها رمزية ورافق مسيرة عهدٍ حمل الأمل والتحدي والانتماء بكل تفاصيله.
العلان لم يكن يوثق فقط بل كان يحكي قصة الأردني وملكه، وينقلها للعالم دون كلمات فقط بلقطة واحدة.
كتاب "على العهد" هوية وطن وعدسة وفاء وهذا الكتاب ليس مجرد ألبوم صور بل هو مرجع بصري وطني يؤرخ لربع قرن من المسيرة ويلتقط الإنجاز والعطاء والتفاصيل ويعيد رواية الأردن الحديث بلغة الصورة وصدق الإحساس.
وفي كل صفحة من صفحاته الـ256، يشعر القارئ أنه داخل المشهد وكأن العدسة تهمس له بقصة من الميدان من العائلة الملكية من الميدان العسكري من جلسة مع طفل أو من لقاء مع وجهاء الوطن ومن زاوية لم ترها الأعين من قبل.
هذا العمل ليس فقط شهادة على العطاء الوطني، بل دليل حي على قدرة جيل الشباب في حمل الراية، والإسهام في بناء الوطن بروح العزيمة والإبداع.
"على العهد" ليس عنوانًا بل عهدًا متجدِّدًا
لم يكن اختيار العنوان عبثيًا، بل كان تلخيصًا لعلاقة الشعب الأردني بقيادته الهاشمية "على العهد" هو قسم في القلب ووعد لا ينكسر وثقة لا تُهزّ رابط بين أجيال عاشقة وقيادة حكيمة.
وها هو يوسف العلان يوثّق بعدسته كما يوثّق الجندي بحبره والمؤرخ بقلمه والسياسي بقراره صورٌ تحكي بلا تكلف وتعبّر بلا مبالغة وتُخلِّد من اللحظات ما لم تكن الكلمات قادرة على وصفه، تعبير صادق لكل معاني الولاء والانتماء.
صورة لكنها تسكن القلب أكثر ما شدّني في هذا الكتاب كإعلامي وكعامل في العمل الشبابي وكموطن هو أن يوسف العلان لم يقدّم فقط لقطات رسمية، بل التقط "الروح" في زوايا غير متوقعة من ملاحظات يكتبها جلالته على كفه ليُتابع القضايا بنفسه إلى وقوفه عفويًا لتحية مواطنين في جولة ميدانية إلى تفاعل ملكي دافئ مع أطفال في مناسبة عائلية وحتى ابتسامة خفيفة في لحظة يملؤها الحب والصدق.
كما جسد المصور يوسف العلان روح الوفاء والإخلاص، يثبت شبابنا اليوم أن العمل الجاد والشغف هما مفتاح التغيير والتقدم والعلان لم يكن "موظفًا بكاميرا" بل رفيق مسيرة يحمل ضمير الصورة وشرف اللحظة حارسًا للذاكرة، وموثقًا لمشاعر أمة.
هذه الصور ليست مجرد ذكريات، بل هي دليل حي لكل شاب يرى في قيادته قدوة، ويطمح لأن يكون جزءًا من مستقبل الأردن الزاهر.
ولاء الوداع ووفاء الملك أشد اللحظات تأثيرًا في هذا العمل كانت لحظة وداع العلان بعد اثنين وعشرين عامًا من الخدمة، حين قال له جلالة الملك: "يوسف، لازم تعرف إنك صديقي، ولست موظفًا فقط وبحب أشوفك دائمًا."
أي تكريم أعظم من هذا؟ وأي وفاء أبلغ؟ هذه ليست كلمات وداع بل وسام على صدر كل إعلامي ومخلص.
ختامًا، ختامًا"على العهد" هو أكثر من كتاب، إنه أمانة إعلامية ووثيقة وطنية يجب أن تُدرّس وتُحتفى بها في كل بيت ومدرسة وجامعة، لأنه مرآة للشعب، وقصة العطاء في زمن التحديات.
هذا الكتاب يُلهم كل شاب وشابة بأن يكونوا جزءًا من قصة الوطن، ليكتبوا فصلهم الخاص في مسيرة العطاء والانتماء والمصور يوسف العلان، يستحق أن يُكتب اسمه بأحرف ذهبية في سجل الإعلام الأردني الحديث، لأنه لم يلتقط صورًا فقط، بل رسم صورة الأردن في ذاكرة الأجيال بكل تفاصيله، بكل نبضات قلبه.
شكرًا سيدنا وشكرًا يوسف العلان.
لأنكما نقلتما الوطن بعدسة كما لم يفعل أحد.
ابن الوطن المخلص المهندس عمرو ابو عنقور