شريط الأخبار
المومني يلتقي مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إردوغان يرحب بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة مفتي القدس يدين تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بحق الأماكن الدينية ترامب إلى تل ابيب .. صحيفة تكشف جدول الزيارة ومكان الإقامة الأردن: مستعدون لاستئناف إدخال المساعدات إلى غزة فور إزالة إسرائيل القيود "لحظة تاريخية".. السيسي يعلق على اتفاق إسرائيل و"حماس" دعوة أمريكية لمنح السيسي جائزة نوبل مكتب نتنياهو: اتفاق غزة لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد مصادقة الحكومة ولي العهد ينشر صوراً من "برنامج عمله" في فرنسا الدفاع المدني في غزة: قصف إسرائيلي بعد الإعلان عن الاتفاق جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن أن قواته تستعد لإعادة الانتشار بموجب الاتفاق سموتريتش: لا يمكننا التصويت لصالح اتفاق غزة ترحيب عربي ودولي بالإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الأردن يرحب باتفاقية وقف إطلاق النار في غزة واليات تنفيذ المرحلة الأولى منه البرلمان العربي يرحب بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة اتفاقية استراتيجية لحفر 80 بئراً في حقل الريشة الغازي بكلفة 174 مليون دولار الأردن يوقع اتفاقية تمويل بقيمة 47 مليون يورو مع ألمانيا لتعزيز الأمن المائي الأردن ورواندا يتفقان على بدء التفاوض حول اتفاقية تفضيلات تجارية الرئيس الفلسطيني يرحب بالتوصل لاتفاق لوقف الحرب في غزة الخارجية القطرية تعلن الاتفاق على بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

""وهم النجاة الفردية""

وهم النجاة الفردية
""وهم النجاة الفردية""

الصحفي محمد الفايز

ليس كلُّ ما تهدم من أعمدة الحضارة كان على يد أعدائها، بل كثيرًا ما كانت الأيادي من داخلها، تدفع الطوبة الأولى من جدار الصرح، ثم تكتفي بالتصفيق حين يتهاوى الحائط على من تبقّى فيه.

في عمق الصحراء، حيث ،نبوخذ نصر، كان يرسم الممالك بالنار والحديد، وفي ظلال قرطاج التي أكلت أبناءها، وعلى ضفاف الفرات والنيل ومجاري الوجع الممتد من ليبيا إلى فلسطين، ومن الجزائر إلى تونس، والسودان، حيث ظنّ البعض أن سقوط الرئيس هو خلاص الأمّة، بينما كانت الأمّة هي التي تسقط كل مرة، دون أن تدرك.

لقد قال هيجل يومًا، "ما نتعلمه من التاريخ هو أن الناس لا يتعلمون من التاريخ”، وكان الأجدر أن يقرأ العرب هذا قبل أن يهللوا لوحوش يأتون باسم الحرية، ثم لا يغادرون إلا على أنقاض الاوطان.

وبعيدا عن الأفكار السياسية، اروي لكم قصة رمزية التي لا يُعلم أهي وحي خيال أم ترجمة لحقيقة تتكرر، كانت هناك مجموعة من الخراف، قُسّمت بحسب عام ولادتها؛ "خراف العام” – وهم مواليد العام السابق، و”خراف السنة” – وهم حديثو الولادة.

ذات صباح، أقبل وحش كاسر، تقول بعض الروايات إنه ذئب، وأخرى تدّعي أنه ضبع، والنية واحدة.

اجتمعت الخراف كلها خوفًا، ولكن قبل أن يتوحدوا صفًا واحدًا للدفاع أو الهروب، احدى الخراف سأل الوحش قائلًا، ماذا تريد؟، وأجاب الوحش سأل انت من خراف العام ام هذه اسنه، فرد عليه من خراف العام، فأجابه أنا فقط أريد خراف هذه السنة.

ففرح خروف العام، وابتعد، وفسح له الطريق، وسهّل له المهمة، راح الوحش ينهش إخوانهم، وهم ينظرون دون أن يحرّكوا قرنًا.
وبعد أن شبع، غادر الوحش، والخراف الناجية فرِحة، لأنها ليست مقصودة.

لكن في اليوم التالي، عاد الوحش.

وقال له أحد خراف العام، مستنكرًا:
لمَ عدت؟ لقد أكلت خراف هذه السنة أمس!

أجابه الوحش بابتسامة خبيثة:
نعم، واليوم أتيت لخراف العام… فمأكلي مأكلك، ولا مفر، بالعامية، خرفان العام خرفان اسنه ماكلك ماكلك.

هنا فقط، أدركوا أن الشِّق الذي فتحوه للوحش الأمس، هو باب نهايتهم اليوم.

وقال النبي ﷺ: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

ما يحدث اليوم، وما حدث بالأمس، وما قد يحدث غدًا، لا يحتاج لنبوءة… فقط يكفي أن نتوقف عن التصفيق للوحوش.

لعلنا نعيد تعريف النجاة… بأنها لا تكون بانسحابك من صف المذبوحين، بل بثباتك في وجه السكين