شريط الأخبار
كتلة الميثاق الوطني: قرار الحكومة الاسرائيلية المصغرة استمرار لحربها المستعرة ضد الشعب الفلسطيني اختتام الأسبوع الثاني من الدوري الأردني للمحترفين CFI إدارة ترخيص تعلن فتح بوابة شراء الأرقام المميزة غدًا تشكيل المجلس الاستشاري الأعلى لجمعية الاقتصاد السياحي برئاسة الدكتور عمر الرزاز تركيا: على الدول الإسلامية الاتحاد لمواجهة خطة إسرائيل للسيطرة على غزة اجتماع عربي طارئ الأحد لبحث القرار الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة امطار في الجفر والازرق وغبار في العمري والرويشد تحديث موقع القبول الموحد استعداداً للدورة الصيفية وزير الصحة ونظيره العراقي يبحثان تعزيز التعاون فتح باب الترشح لرئاسة جامعتي اليرموك والطفيلة التقنية الخارجية تعزي بارتقاء عدد من عناصر الجيش اللبناني وزير الإدارة المحلية يتفقد واقع الخدمات في بلديتي الفحيص وماحص مهرجان الأردن العالمي للطعام يسير قافلة مساعدات ثالثة لقطاع غزة الجيش الأردني ينفذ إنزالات جوية جديدة على قطاع غزة بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة فعاليات صيف الأردن تُزين المفرق بحضور مُهيب (صور) حوارية لبحث آخر المستجدات المتعلقة بالأمن السيبراني الأردن يشهد زخماً اقتصادياً يمهّد لمرحلة جديدة للتحديث الاقتصادي النائب البشير : العلاقات التي تجمع الأردن بالمملكة المتحدة تاريخية ومتينة وزير الشباب يؤكد من المفرق: بناء شراكات لضمان جاهزية المنشآت الرياضية والشبابية تجارة الأردن: الشركات الأردنية قادرة على تقديم حلول برمجية مبتكرة

البوح والكتمان في زمن التسارع ... حيرة بين الحاجة والأمان...

البوح والكتمان في زمن التسارع ... حيرة بين الحاجة والأمان...
القلعة نيوز:م.دعاء محمد الحديثات
البوح والكتمان في زمن التسارع ...
حيرة بين الحاجة والأمان....
في خضم هذا العصر الذي يلهث فيه كل شيء، وتتغير فيه الوجوه والمعادن كما تتغير الفصول، يصبح البوح والكتمان مسألة أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
لم يعد الأمر مجرد قرار شخصي يخص الفرد وحده، بل هو انعكاس للتحديات التي تفرضها علينا سرعة الحياة وتغير العلاقات.
نافذة للنفس أم باب مفتوح للمخاطر؟
البوح، تلك الحاجة الإنسانية الفطرية لمشاركة ما يختلج في الصدر، كان دومًا بمثابة صمام أمان للنفس.
فرصة للتعبير عن المشاعر، وتفريغ الضغوط، والشعور بالخفة.
في الماضي، ربما كان هذا البوح يجد ملاذه في صديق قديم أو فرد من العائلة يُعرف عنه الثقة والأمان.
أما اليوم، ففي ظل "العولمة الرقمية" و"السرعة" التي تجعل العلاقات سطحية وعابرة، يصبح البوح أشبه بالمشي على حبلٍ رفيع.
من نثق به؟ هل سيظل هذا الشخص مصدرًا للأمان بعد دقيقة واحدة، أم أن أسرارنا ستتحول إلى مادة دسمة للتداول في عالم لا يرحم؟
أصبحت الحاجة إلى البوح تتصادم مع الخوف من العواقب، خاصة عندما نرى كيف يمكن لكلمة واحدة أن تنتشر كالنار في الهشيم، وتغير نظرة الناس، وتتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها.
في المقابل، يظهر الكتمان كحل وقائي. درع نحتمي به من تقلبات البشر، ووسيلة للحفاظ على خصوصيتنا في عالم يشتهي كل ما هو شخصي.
يختار الكثيرون الصمت، ليس ضعفًا، بل حكمةً، لأنهم أدركوا أن بعض الأسرار يجب أن تبقى داخل أسوار القلب، بعيدة عن الأعين التي لا تعرف الرحمة.
لكن الكتمان له وجه آخر، فهو ليس دائمًا حصنًا منيعًا، بل قد يتحول إلى سجن مظلم. فحبس المشاعر والأفكار داخل النفس، يتحول إلى عبء ثقيل، يؤدي إلى الوحدة، والقلق، والاكتئاب. فالكتمان المفرط يمكن أن يمنعنا من تكوين علاقات حقيقية، فهو يبني جدرانًا بيننا وبين الآخرين، ويحرمنا من الدفء الإنساني الذي نحن في أمس الحاجة إليه.

التحدي الأكبر في زمننا هذا هو تغير معادن البشر. فالصديق الذي كان يُعتبر سندًا، قد يصبح في لحظة خصمًا بسبب مصلحة عابرة. والصدق الذي كان أساس العلاقات، أصبح عملة نادرة في سوق النفاق والمجاملات. هذا التغير يجعل من الصعب جدًا اتخاذ قرار البوح أو الكتمان، فالمقاييس القديمة لم تعد صالحة.
ولعل الحكمة في هذا الزمن تكمن في الموازنة الدقيقة. فليس المطلوب أن نبوح بكل شيء، ولا أن نكتم كل شيء، بل أن نتعلم كيف نميز.
أن نختار من نبوح له بعناية فائقة، وأن ندرك أن بعض الأسرار مصيرها أن تدفن معنا.
أن نستخدم الكتمان كحماية، لا كسجن.
في نهاية المطاف، البوح والكتمان هما وجهان لعملة واحدة، عملة اسمها "الحاجة الإنسانية".
في زمن السرعة وتغير القلوب، يبقى السؤال الأهم: كيف نحافظ على إنسانيتنا، وعلى سلامنا الداخلي، في عالم يزداد تعقيدًا وقسوة؟