
*ذكريات الدبابة والرشاش والمدفع والمناورات والغبار يملأ الفوتيك ويغير لون الوجه
وقلبي يحب العسكرية وصوت الردنية والزغرودة من أردنية
عبد الله الشريف اليماني
معالي رياض باشا مشحن أبو كركي المحاميد أبو جميل شخصية عسكرية سياسية من طراز رفيع، بنى نفسه وتعب عليها بعرق جبينه في ميادين العز والشرف واحتضان الدبابة والجلوس بجانبها يحميها.
وهو من معان المدينة، وشعبها الأصيل أهل الكرم والجود، انطلق ضيفنا وضيفكم صاحب المعالي رياض باشا أبو كركي رئيس الديوان الملكي العامر السابق.
فقد التحق في العسكرية وفيها اختار ميدانها، فامتطى ظهور الدبابات في سلاح المدرعات، (مرحى لمدرعاتنا رمز القوة لبلادنا). التي كان يردد كلماتها ضباطها وجنودنا والشباب الأردنيين المتحمسين لاعتلائها، وكونه أحد الضباط كان ينظر بالمنظار (الدربيل).
والغبار المتطاير من مسير جنازيرها غير لون الفوتيك وجهه والدبابة، هكذا هم بواسل قواتنا المسلحة الأردنية، المؤمنين بالله والوطن والملك والأهل والعزوة الذين يعشقون الموت دفاعا عن الأردن وترابه الطهور. إذ يتطلعون إلي الى ذاك اليوم الذي يتصدون فيه للعد، والدفاع عنه، فكانت معركة الكرامة، عنوان الشرف والانتصار والرجولة والبطولة والتضحيات بالمهج والأرواح من قبل أبطال قواتنا المسلحة من تشكيلاتها وصنوفها المختلفة.
وقد شارك معالي أبو جميل بكل رجولة وبسالة وإقدام في يوم الكرامة أما على مستوى عشيرته المحاميد خاصة وأبناء عشائر معان والأردن عامة، فهو محط احترام وتقدير وما أكثرهم ممن يأخذون في راية، وهم جمع غفير من المحبين والأصدقاء والعزوة الكثر. فالرجال الأفياء أمثال معالي أبو جميل دوما يتركون أثرا طيبا أينما حلوا وغادروا، وهو ليس ممن يتلاعبون في مشاعر الناس الذين يوعدون ولا ينفذون بوعودهم، وهو عكسهم أن وعد أوفى.
كانت معان اهم محطة لاستقبال أبطال الثورة العربية الكبرى من بني هاشم الأطهار ومن أحرار العرب، من وجهاء وشيوخ واعيان معان ورجالها عامة، في استقبال والترحيب في الانضمام الى جانبهم ومشاركتهم في ميادين القتال، والبطولة، والرجولة، والشرف. من اجل تحرير الأرض العربية والدفاع عن العرض والشرف والدين، من حكم الدولة العثمانية التي نكلت في الشعوب العربية واعتقال أبرز رجالها وإعدامهم في ساحات دمشق وبيروت. فضلا عن تحرير فلسطين من الصهاينة الأوباش في كل مراحل الحروب التي وقعت دفاعا عن فلسطين.
هكذا هم أهل معان الذين من يلتقوهم وهم سائرون من (معان) متوجهين الى السعودية وغيرها من الدول يجدون كلمات الترحاب التي يتغنى فيها ألمعاني. في مدينتهم الجاثمة في الصحراء.
في العسكرية اختار الميدان وخاصة سلاح المدرعات التي يردد ضباطها وجنودها البواسل (مرحى لمدرعاتنا رمز القوة لبلادنا) هناك بين إخوانه امتطى الدباب وتفيأ تحت ظلالها ونام عليها وتفقد كل أجزاءها، وتغير لون جسده وملابسة من غبار مناوراتها، وتفاخر فيها وبجنودها في دقة رمايتها. .
ومنها بدأت منها الثورة العربية الكبرى، هذه المدينة (معان) التي طوعت الصحراء الجنوبية فاكتست بمبانيها وأشجارها وارفة الظلال وأسواقها التجارية المنوعة، فكانت ولازالت محجا لمن أراد التزود بكل ما يلزمه لأسرته. فتستقبلونهم بكل بشموخ واحترام وتقدير..
دخل الأمير فيصل معان وجعلها الهاشميون موئلاً لقدومهم فقد نزل الأمير عبد الله فيها يوم 11 تشرين الثاني عام 1920، حيث استقبله أشرافها وشيوخها مرحبّين مهللين وكان وصوله بعد أربعة أشهر من اعتداء الفرنسيين على استقلال سوريا..
وكانت معان ملتقى الأحرار من الأمة لكن تجمع الوطنيون والأحرار السوريين والعراقيين في عمان ونظراً لوقوعها في منتصف المنطقة من جهة ولارتباطها بخط سكة الحديد من جهة أخرى جعلت الأمير ينتقل إليها..
في عام (1918) م اتبع قضاء معان، للدولة العربية الهاشمية في الحجاز، وبقي تابع لها إلى أن تم إلحاقها بإمارة شرق الأردن عام (1925) م، أصبحت إحدى مقاطعات الإمارة، وسلخت عنها ناحيتي تبوك ومدائن صالح. وفي مرحلة الحكم الهاشمي: عام 1927م. وتم ترفيع لواء معان إلى محافظة سنة 1965م.
ومن عمق وأنجبت معان خيرة رجالها الذين التحقوا في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية شخصيات عسكرية بارزه كل واحد منهم حمل المأنة المسؤولية بكل كفاءة وأمانة وإخلاص، واذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
معالي زهير عبد الله زنونه
اللواء الركن مصطفى عبدربه البزايعه
اللواء المهندس مصلح مثنى اليماني أبو فيصل
اللواء عبد المجيد مهدي النسعة أل الحصان
اللواء الركن عبد الله العزب
اللواء ذيب عبد بدر النسعة ال الحصان
ولدوا وترعرعوا على تراب الأردن وهم من أعمدة معان التاريخية سيرته ومسيرته تحكي قصة مجد الأردن وتطوره وازدهاره ورفعت أجياله وتظل هذه المسيرة عنوانا شاهدا يتبادلها الأجيال جيلا وراء جيل. على مر التاريخ، ويبقى وفاء أهل معان خالدا الى الأبد..
والجميل معالي رياض باشا مشحن أبو كركي المحاميد أبو جميل سيد كتابتي عنه بهذه الكلمات الهدف والغاية ومنذ دخوله العسكرية ومغادرته لها، اكتب في استراحة محارب ترك لبس الفوتيك، وحتى تولية حقيبة وزارة التنمية الاجتماعية..
ولد في مدينة معان في الشهر 9 من عام (1945) م، وينتمي أبو كركي إلى عشيرة المحاميد إحدى عشائر معان المعروفة، من عشائر معان الشامية التي تضم عشائر (آل الحصان، القرامسة، الخورة، المحاميد)..
وقد حاصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية والماجستير في العلوم الإدارية، انتسب إلى القوات المسلحة عام (1966) كتلميذ مرشح وتدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة لواء مساعد لرئيس الأركان للعمليات والتدريب. وتقاعد من القوات المسلحة برتبة لواء ركن.
وفي عام (2003) عُين وزيرا للتنمية الاجتماعية في حكومة فيصل الفايز وبعد خروجه من الوزارة عام 2005 عُين عضواً في مجلس الأعيان الأردني، ورئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للأمن الغذائي. وفي عام (2011) عين وزيراً دولة للشؤون البرلمانية في حكومة معروف البخيت. كما عمل ملحقاً عسكرياً في اليمن..
وهو عضوا في جمعية تنظيم الأسرة، وجمعية أبناء الجنوب الخيرية، وعضو في مجلس أمناء جامعة مؤتة. وبتاريخ 25 / 10 / 2011 عين رئيساً للديوان الملكي الهاشمي حتى تاريخ 28 / 1 / 2013م، اشترك في العديد من الدورات الخارجية أثناء عمله في القوات المسلحة أبرزها: دورة دروع متقدمة في الباكستان، دورة دروع متقدمة في الولايات المتحدة. دورة الإدارة العليا في الولايات المتحدة. دورة الحرب النفسية في تايوان. وحاصل على العديد من الأوسمة منها (وسام الاستقلال والاستحقاق، والكوكب ووسام النهضة.
قضى خدمته في حب الوطن والدفاع، عنه والقيادة الهاشمية المظفرة وهذا الحب يحمله أبناء معان الشرفاء الذين كانوا في سلك القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وقد ولد هذا الحب اندفاع الشباب المعاني الى العسكرية فالتحقوا في تشكيلاتها المتعددة فسطروا أروع البطولات.
وكل من ضحى من اجل الأردن ملكا وشعبا، هؤلاء من الذين صنعوا المجد الخالد والانتماء والوفاء وبذلوا اقصى درجات العطاء ويبقى الأخ العزيز الحبيب أبو جميل أسد من اسود معان التي تحدت وقهرت الصحراء..
وتبقى أم جميل السيدة الفاضلة سيدة الآسرة والأم الحنون ومربية الأجيال التي رافقت معالي أبو جميل على الحلوة والمرة وغياب أبو جميل في ميدان الجندية والحل والترحال والسفر واشتراكه في المناورات العسكرية، والدورات الداخلية والخارجية..
فكانت أم جميل عسكرية تماما كالعسكر، ولكن من دون رتبة عسكرية، تشرف على تنفيذ طلبات الآسرة، بكل وقار واحترام وتقدير من أبو جميل، وأفراد أسرتها، فكانت ك (جبال الشراة) شامخه تتحدى الصعاب..
وسوف يسجل لها التاريخ بانها قدمت الكثير بهذا الزمان، جنبا الى جنب مع رفيق العمر معالي أبو جميل.
ودائما مفتون في حب إخوانه الأعزاء الذين يسند ظهره عليهم كونهم عضده، وهو بالنسبة لهم ولي شخصيا السند والعزوة وتمنياتي له أن يرعاه الله ويحفظه. ولأنه كان يعيش ما يجري على الساحة العربية المجاورة لنا وكونه يخشى على الأردن من أن تلحقه غبار تلك الدول المتضررة، طالب أن نكون متأهبين بوجه كل من يحاول أن يعبث بأمن ألأردن واستقراره. تحت ادعاءات كاذبه .
وصرخ بأعلى صوته (يا عمي بطلنا نتحمل، ويكفينا بلاوينا، ومش ناقصنا نلم مما هب ودب، كلامي لن يعجب الكثير). فنحن بلد مواردنا محدودة جدا ونعاني من فقر شديد في المياه، والأردن المخيم الأكبر للنازحين والمهجرين من أوطانهم عبر التاريخ..
ورحم الله الشهداء أحفاد رسولنا محمد صلى الله علية وسلم. من بني هاشم الأطهار وهم أهل الشأن في بهذه الأرض الطهور..
يأرب تنزل شفاؤك على غالينا معالي رياض مشحن أبو كركي أبو جميل المحاميد وان يتماثل للشفاء إنك سميع مجيب، يأرب العالمين.