
الدكتور نسيم أبو خضير
في خضمّ التوتر المتصاعد الذي يحيط بالشرق الأوسط ، وفي ظل الأطماع الإسرائيلية ومحاولات إعادة رسم خرائط المنطقة على حساب الشعوب ، يظل الأردن ثابتًا في موقفه المبدئي الرافض رفضًا قاطعًا لأي مشروع لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية . فهذه الأرض العربية جزء من هوية الأمة ، والتهجير جريمة مرفوضة إنسانيًا وسياسيًا وتاريخيًا .
إن الحفاظ على أمن الأردن وإستقراره ليس شأنًا أردنيًا فحسب ، بل هو ضرورة عربية لحماية المنطقة بأسرها من أي مخططات صهيونية أو إقليمية تستهدف بث الفتنة وتمزيق الأوطان إلى دويلات ضعيفة يسهل إبتلاعها . فأمن الأردن هو صمام أمان لجواره ، ودرع يحمي المشرق العربي من الإنزلاق في فوضى لا تُحمد عقباها .
واليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، على الأردنيين أن يكونوا صفًا واحدًا ، متماسكين كالصخر ، لا يتسلل إليهم وهنٌ ولا ينال منهم متربص . اللحمة الوطنية هي السلاح الأقوى في مواجهة كل من يحاول النيل من الأردن أو النظر إليه بعين الطمع أو السوء .
إن الأردن قوي بقيادته الهاشمية الحكيمة ، وبقواته المسلحة الباسلة ، وأجهزته الأمنية الساهرة ، وبشعبه الأصيل المجاهد الذي ورث عبر الأجيال معاني التضحية والكرامة . وإن أي يد تمتد إلى هذا الوطن ستجد أمامها جدارًا من العزيمة لا يُخترق ، وإرادة لا تنكسر .