
القلعة نيوز:
بقلم الدكتور محمد أحمد العجارمة...
عمّان تستقبل تميم بدبلوماسية الأخوّة ووحدة الصف في مواجهة التحديات وفي خطوة لافتة تأتي في أعقاب أحداث مؤسفة شهدتها دولة قطر وبصدر رحب كما عهد الأردن سيستقبل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في زيارة رسمية تعكس عمق العلاقات الثنائية وتحمل في طياتها رسائل سياسية وقومية متعددة في ظل ظروف إقليمية حساسة ومتغيرات سريعة تشهدها المنطقة.
توقيت لافت ورسائل أبعد من البروتوكول
تأتي زيارة الأمير تميم إلى عمّان في وقتٍ تحاول فيه الدوحة تجاوز تداعيات داخلية أثارت اهتمام المتابعين للشأن الخليجي وهو ما يضفي على الزيارة أبعادًا تتجاوز الطابع البروتوكولي لتُصبح رسالة إقليمية واضحة مفادها أن قطر ماضية في تعزيز تحالفاتها مع القوى العربية الرصينة وفي مقدمتها المملكة الأردنية الهاشمية.
توقيت الزيارة يشير أيضًا إلى رغبة قطرية واضحة في تأكيد عمق الشراكة مع الأردن البلد الذي لطالما مثّل صوت الحكمة والاعتدال في المنطقة واحتفظ بعلاقات متوازنة مع جميع الأطراف دون أن يحيد عن ثوابته القومية وموقفه من القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
فالأردن بثقله القومي ودوره المحوري
السياسي تثبتها زيارة الأمير تميم لعمان وكونه اعترافًا بدور الأردن المحوري لا كحليف سياسي فقط بل كقوة استقرار إقليمي ورمز للدبلوماسية المتزنة في منطقة تتقاذفها الأزمات.
فلطالما قدّم الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني كركيزة اعتدال عربية وصوت عقلاني في فترة صعبة وملاذا وتقاربا بين الأشقاء بعيدًا عن التداعيات الحادة التي شهدها الإقليم في السنوات الأخيرة.
وفي هذا السياق فإن استقبال الأمير تميم في عمّان يعكس مكانة الأردن كمرجعية قومية في محيطه العربي قادرة على مدّ الجسور وبناء التفاهمات ورمزية للقوة في وجه العدو الأول لا سيما أن البلدين يتشاركان مواقف ثابتة تجاه قضايا كبرى من بينها دعم القضية الفلسطينية ورفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية.
شراكة استراتيجية وآفاق تعاون واعدة
تشهدها العلاقات الأردنية القطرية في نمو متسارع خلال السنوات الأخيرة وتنسيق سياسي في ملفات إقليمية معقدة. متمنين أن تحمل زيارة الغد دفعة جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والتعليم فضلًا عن تعزيز التنسيق الأمني والإقليمي.
داعيين بأن يحفظ الله البلدين آمنين مطمئنين وأن تبقى الدوحة وعمان واحة عز واستقرار في ظل قيادتيهما