
العيسوي: خطاب الملك أمام الأمم المتحدة رسالة حازمة تعبّر عن ضمير الشعوب
العيسوي: الحق الفلسطيني راسخ لا يقبل النقاش والأردن ماضٍ في الدفاع عن القدس
المتحدثون: القيادة الهاشمية مسيرة إنسانية عابرة للحدود وجهود ممتدة داخلياً وخارجياً
القلعة نيوز- أكد رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، أن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة شكّل رسالة واضحة للعالم أجمع، حملت مواقف راسخة ورؤى ثاقبة، عبّرت عن ضمير الشعوب العربية والإسلامية، ورسّخت الثبات الأردني في الدفاع عن الحق الفلسطيني والوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات.
جاء ذلك خلال لقاءين منفصلين عقدهما العيسوي في الديوان الملكي الهاشمي اليوم الأربعاء، جمع الأول وفداً من المهندسين والمهندسات الأردنيين، فيما ضم اللقاء الثاني عدداً من الشباب والشابات العاملين في مجال الاستشارات والضرائب من مؤسسة جهد الاستشارية.
وقال العيسوي إن جلالة الملك كان صريحاً في رفض سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تعمل على تقويض أسس السلام ودفن فكرة الدولة الفلسطينية، محذراً من أن الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى تنذر بخطر إشعال حرب دينية تتجاوز حدود المنطقة.
وشدد على أن الحق الفلسطيني ليس منحة ولا مكافأة، بل حق راسخ لا يقبل النقاش، وأن أي سلام حقيقي لن يتحقق إلا على أساس حل الدولتين، بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية.
واستعرض العيسوي الجهود الأردنية المتواصلة في نصرة فلسطين وغزة، مشيراً إلى أن الأردن أصبح اليوم مركزاً رئيسياً للاستجابة الإنسانية من خلال قوافل الإغاثة والمستشفيات الميدانية التي تجسّد البعد الإنساني لمواقف جلالة الملك.
كما لفت إلى أن صوت الأردن في المحافل الدولية سيبقى منبراً للحق، داعياً إلى تحويل نداءات الشعوب بوقف الحرب في غزة إلى فعل ملموس.
وتطرق العيسوي، خلال اللقاءين، إلى مشروع التحديث الشامل بمساراته الاقتصادية والسياسية والإدارية، مؤكداً أنه خيار لا رجعة عنه وأمانة للأجيال القادمة.
وأوضح أن رؤية التحديث الاقتصادي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين وتوليد فرص عمل للشباب، بينما يركز المسار السياسي على تعزيز الحياة الحزبية والبرلمانية لترسيخ المشاركة الشعبية.
كما أشار إلى جهود جلالة الملكة رانيا العبدالله في التعليم وتمكين المرأة ودعم الأسرة، ودور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في تحفيز الشباب وإشراكهم في عملية صنع القرار، لافتاً إلى أن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم يمثل ترجمة عملية لرؤية جلالة الملك وولي العهد في صقل شخصية الشباب وتعزيز انتمائهم الوطني.
واختتم العيسوي حديثه بأن الأردن، بقيادته الهاشمية، سيبقى صامداً في وجه التحديات، وأن الإرادة الوطنية والطاقات الشبابية والمهنية هي المحرك الحقيقي لمسيرة التقدم والازدهار.
من جهتهم، أشاد الحضور بدور جلالة الملك في الدفاع عن فلسطين، معتبرين أن خطابه في الأمم المتحدة عبّر بصدق عن تطلعات الشعب الفلسطيني والأردني، وأكد مكانة الأردن كصوت عادل في مواجهة الاحتلال.
وأشاروا إلى أن القيادة الهاشمية، منذ عهد الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، ظلت صرحاً شامخاً في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وأن هذا الدور التاريخي المتواصل يعكس القيم الهاشمية الراسخة في نصرة الأشقاء والذود عن قضايا الأمة العادلة.
كما أكدوا أن جلالة الملك يجسّد هذا النهج الأصيل بجهوده المستمرة، سواء في الداخل أو الخارج، فهو كما قالوا "قائم على حل نزاعٍ أو رأب صدعٍ أو إطعام جائع أو إيواء خائف"، في صورة تعكس إنسانية عابرة للحدود.
وأضافوا أن جهود جلالة الملك حملت هموم الأردنيين كما حملت هموم الأشقاء العرب والمسلمين، وأثبتت للعالم أن الأردن بلد كبير بمواقفه ومكانته، وفرض معادلة جديدة على الخارطة السياسية العالمية مفادها أن الأوطان لا تُقاس بمساحتها فقط، بل بوزنها وتأثيرها في المجتمع الدولي.
كذلك، ثمّن الحضور من المهندسين والمهندسات اهتمام جلالة الملك وجلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو ولي العهد بقطاع التعليم والتقني والتكنولوجي، ما أسهم في رفع مكانة الهندسة الأردنية بكافة مجالاتها إلى مستوى عالمي، مشيرين إلى أن الكفاءات الأردنية في هذا القطاع تتمتع بمهارات احترافية تنافسية.