كابتن أسامة شقمان
تابعت خلال الأيام الماضية باهتمام ما جرى في مدينة نيويورك من انتخابات لعمدة المدينة، والتي انتهت بفوز زهـران ممداني، الأمريكي من أصول آسيوية، كأول عمدة من أصول مهاجرة يقود هذه المدينة العريقة.
هذا المشهد الديمقراطي أثار تساؤلًا مشروعًا:
متى يكون لعمّان، عاصمتنا الحبيبة، أمينٌ منتخب بإرادة أهلها؟
نحن على أعتاب الاحتفال بعيد ميلاد المملكة الأردنية الهاشمية الثمانين خلال الأشهر القادمة، وهي مناسبة وطنية عظيمة تستحق أن نربطها بخطوة إصلاحية حقيقية، تُعزز ثقة المواطن بمؤسسات بلده، وتفتح صفحة جديدة من المشاركة الشعبية في إدارة العاصمة.
لقد آن الأوان أن نمنح عمّان الحق في انتخاب أمينها كل أربع أو خمس سنوات، على أساس برامج واضحة ومُلزمة، لا شعارات مؤقتة.
إن انتخاب أمين عمّان ليس ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وطنية وإدارية تواكب تطور الدولة الأردنية.
فالعاصمة هي مرآة الوطن أمام العالم، وإدارتها يجب أن تستند إلى المساءلة الشعبية والشراكة مع المواطن، لا إلى التعيين البيروقراطي الذي يضعف الثقة ويحدّ من روح المبادرة.
واقع أمانة عمّان الكبرى اليوم لا يخفى على أحد:
مديونية متزايدة تثقل كاهلها، ضعف في الخدمات العامة، وتراجع في مستوى البنية التحتية، مما جعل المواطن يشعر أن المدينة لا تتطور بالوتيرة التي تليق بمكانتها.
فالمسؤول غير المنتخب لا يشعر بضغط الرأي العام، ولا يخشى فقدان ثقة الناس، ولا يحمل التزامًا مباشرًا تجاه المواطنين الذين لم يمنحوه ثقتهم أصلًا.
نريد نظامًا انتخابيًا يربط المسؤولية بالمحاسبة، ويمنح المواطن حقه في الاختيار والتقييم.
يجب أن يقدم أمين عمّان المنتخب برنامجًا انتخابيًا واضحًا، يُحاسب عليه كل أربع أو خمس سنوات، كما هو الحال في المدن المتقدمة حول العالم.
فإذا نجح، يجدد له الناس الثقة.
وإذا فشل، يُستبدل بآخر عبر صناديق الاقتراع.
عمّان ليست مجرد مدينة، بل رمز وطني وحضاري.
ومن حقها أن تُدار بإرادة أبنائها، لا بقرارات التعيين.
لقد أثبتت تجربة نيويورك أن المدن تنجح عندما يشارك الناس في صنع القرار، وعندما يكون القائد منتخبًا من الشعب ويُحاسب أمامه.
وحان الوقت أن نقول بفخر:
أمين عمّان منتخب من سكان عمّان، يعمل من أجل سكان عمّان، ويُحاسب أمام سكان عمّان.




