القلعة نيوز:
فوجئ رجال القانون والقضاء بزيارة جلالة الملك الى المجلس القضائي والايعاز بتشكيل لجنة لتطوير القضاء، والحق ان الزيارة تركت اصداء ايجابية واسعة وتأييدا لكل ما تفضل به الملك في حديثه مع رئيس واعضاء المجلس القضائي .
كان جلالة الملك في تشرين اول عام ٢٠١٦ قد شكل اللجنة الملكية لتطوير السلطة القضائية برئاسة دولة المرحوم زيد الرفاعي وعضوية نخبة موسعة من رجال القانون والمحاماة والقضاء وكانت نتيجة جهود اللجنة خطة استراتيجية متقنة لتطوير القضاء حازت على تاييد واسع من كافة رجال القضاء والقانون .
وفي العامين أو الثلاثة التي تلت انتهاء عمل اللجنة وتقديم توصياتها تم انجاز خطوات جيدة على طريق تنفيذ توصيات اللجنة ثم بدأ التراجع في المضمون مقابل التحسين في الشكل الخارجي المتعلق بسباق محموم لفصل اكبر عدد من القضايا في المحاكم لاظهار ان تنفيذ توصيات اللجنة تمضي قدما بينما كان المشهد أشبه بمن يجري في مكانه ليوهم الاخرين انه يندفع الى الامام وكان ذلك على حساب الجودة وهو ما حذر منه جلالة الملك اكثر من مرة كان اخرها في اجتماعه الاخير مع المجلس القضائي .
وكان واضحا أن جهود اللجنة الملكية السابقة ستذهب ادراج الرياح أو في أحسن الاحوال ستحقق نجاحا محدودا وبطيئا ..
ولم يكن خافيا ان هناك قوة شد عكسي تعمل ضد تيار التطوير وباتجاه شخصنة العلاقة بين رجال القضاء وبين رئاسة المجلس وتقديم الولاء الشخصي على الكفاءة فيما تم اقصاء كفاءات قضائية بارزة إما بالاحالة الى التقاعد أو بالنقل والتهميش وكان الهمس بالشكوى من حالات كثيرة من التدخل في عمل عدد من القضاة و تعرض بعضهم الى ضغوط عملية ووظيفية في حال عدم الاستجابة وكل ذلك خلافا لأحكام الدستور ومع الاسف فان من قاموا بهذا الدور السلبي بدل أن يحاكموا تمت مكافاتهم بعد انتهاء خدمتهم .
وحتى يكون الامر واضحا فلا يذهب تفسيره باتجاه اخر فإنه لم يسجل أبدا أن الحكومات أو أجهزة الامن تدخلت في القضاء .
إن عمل لجنة جديدة لتطوير القضاء لا يمكن ان يكون بمعزل عن تمحيص المرحلة السابقة وكشف السلبيات والتجاوزات كي يمكن وضع ضوابط تشريعية ،
وما نرجوه ان تستمع اللجنة الجديدة بعد تشكيلها الى شهادات قضاة سابقين واخرين ما زالوا في المنصب وان تطلع على مذكرة شاملة سبق إعدادها من قبل مجموعة من القضاة فعوقبوا عليها بالاحالة الى التقاعد
تفاءلنا باستلام القاضي العريق الاستاذ محمود العبابنة رئاسة المجلس القضائي ومحكمة التمييز قبل عام وما زال لدينا بقية من تفاؤل اشعلت جذوتها زيارة جلالة الملك حفظه الله وحديثه وتوجيهاته الى المجلس القضائي .




