شريط الأخبار
الجيش يحبط محاولة تسلل طائرة مسيّرة من الواجهة الغربية اجتماع بين القاضي ونواب العمل الاسلامي يقود إلى توافقات لتشكيل اللجان الحنيطي يستقبل مدير عام السياسة الأمنية في الدفاع الألمانية يوم توعوي عن آفة المخدرات في مدرسة هند بنت عتبة / السخنة أبو رمان منتقداً الموازنة: العجز الحقيقي 2.8 مليار دينار والدين العام ينمو أسرع من الناتج بوق دعاية "إسرائيل" للجمهور العربي "أفيخاي أدرعي" يتقاعد من جيش الاحتلال الأمن العام يُطلق مشروع حوسبة العيادات الطبية في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة السفير القضاة يلتقي نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا النواب ينتخب لجانه الدائمة الأربعاء الأردن واليابان يبرمان اتفاقية بـ 100 مليون دولار لدعم النمو الاقتصادي الملك: تكثيف العمل على توسيع التعاون بين الأردن واليابان رئيس الديوان الملكي يلتقي مدير وأعضاء إدارة الأونروا في الأردن الزعبي: مادتان تحولان الموازنة إلى شيك مفتوح للحكومة مجلس النواب يُحيل "موازنة 2026" للجنته المالية الأردن يدين الهجومين الإرهابيين في إسلام أباد ومدينة وانا اللواء المعايطة يكرّم فريق الأمن العام المتوّج ببطولة العالم لخماسيات الشرطة لكرة القدم الشرفات ينفي تعيينه مستشارًا امنيئًا في قطر الملك يعقد لقاءات مع قادة البرلمان الياباني في طوكيو الوحش يطالب بزيادة الرواتب 50 دينارًا شهريًا على الأقل الخزوز: مشروع الموازنة أول اختبار حقيقي لحكومة حسان

الفاهوم يكتب : المرأة والإعلام صوت الحقيقة وصانعة الوعي

الفاهوم يكتب : المرأة والإعلام صوت الحقيقة وصانعة الوعي
الأستاذ الدكتور أمجد الفاهوم
في عالم اليوم الذي تتزاحم فيه الأصوات، وتتنافس فيه الروايات، تبقى المرأة الإعلامية الأردنية من أكثر الأصوات صدقًا وتأثيرًا في تشكيل وعي المجتمع. فالإعلام لم يعد مجرد مهنة لنقل الأخبار، بل أصبح أداةً للتنوير والتأثير وصناعة الرأي العام، والنساء الأردنيات أثبتن أنهن قادرات على حمل هذه الرسالة بشجاعةٍ ومسؤوليةٍ مهنية راقية.
ويذكر تقرير البنك الدولي Jobs and Women: Untapped Talent, Unrealized Growth (2025) بأن تمثيل النساء في قطاعات الاتصال والإعلام في الشرق الأوسط لا يتجاوز 28%، رغم أنهن أكثر تفوقًا في تخصصات الإعلام والاتصال الجامعية. وفي الأردن، تُظهر الإحصاءات أن نحو 60% من خريجي الإعلام من النساء، لكن نسبتهن في المراكز القيادية التحريرية أو الإدارية لا تتعدى 20%. هذه المفارقة تُبرز فجوةً بين الكفاءة والفرصة، وهي فجوة لا يمكن سدّها إلا بسياساتٍ تُمكّن المرأة من الانتقال من الصف الميداني إلى موقع صناعة القرار الإعلامي.
لقد أثبتت الإعلاميات الأردنيات حضورًا لافتًا في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب. فمن المذيعة التي تبثّ رسائل الثقة والأمل في صباحات الوطن، إلى الصحفية التي تلاحق قضايا الفساد والعدالة، إلى المراسلة التي تنقل الحقيقة من الميدان في أصعب الظروف، تتنوّع وجوه المرأة الأردنية في الإعلام لكنها تشترك في المصداقية والصلابة والمهنية.
وفي الأزمات الكبرى — من الجائحة إلى العدوان على غزة — كان الصوت النسائي الأردني حاضراً بعقلٍ بارد وقلبٍ حار، ينقل المعاناة ويزرع الأمل في آنٍ واحد، ويذكّر الناس بأن الإنسان هو جوهر الخبر.
على مستوى المنطقة، تتجلّى تجارب ملهمة. ففي الإمارات، تشكّل النساء أكثر من 55% من العاملين في المؤسسات الإعلامية الرسمية، وتترأس نساءٌ مجالس إدارات في قنوات وصحف رائدة. وفي المغرب وتونس، برزت صحفيات وباحثات في الإعلام الرقمي قدن حملات للتوعية بالمواطنة وحقوق الإنسان ومكافحة التضليل، مما عزّز الثقة بالإعلام المهني المستقل. أما في الأردن، فقد أصبحت منصات الإعلام الشبابي والرقمي فضاءً رحبًا للنساء المبدعات اللواتي يوظفن التقنيات الحديثة في خدمة قضايا المجتمع والبيئة والتعليم.
لكن رغم هذا التقدّم، ما تزال التحديات قائمة والتي تتمثل في ضعف الدعم المؤسسي للتدريب المتخصص، والفجوة في الأجور، وضغوط المهنة التي تتطلب توازناً دقيقاً بين الحياة الشخصية والعمل. وهنا تبرز الحاجة إلى إطار وطني لتمكين الإعلاميات، يشمل برامج تدريب مستمرة، ودعمًا نفسيًا ومهنيًا، وضماناتٍ للسلامة أثناء التغطيات الميدانية. كما ينبغي للمؤسسات الإعلامية العامة والخاصة أن تعتمد معايير شفافة للترقي، تراعي الكفاءة لا النوع الاجتماعي.
ولا يسعنا ان نؤكد بأن المرأة الأردنية في الإعلام ليست ناقلةً للخبر فقط، بل صانعةٌ للوعي العام. فهي التي تُعيد صياغة المفاهيم، وتقدّم نماذج جديدة من المهنية القائمة على النزاهة والمصداقية. وجودها في غرف التحرير وفي ساحات الحوار يعني أن الحقيقة تُقال بنبرةٍ إنسانيةٍ لا تنفصل عن وجدان الناس.
وحين تتحدث المرأة الأردنية من منبرٍ إعلامي، فإنها لا تمثّل ذاتها فحسب، بل تمثّل ضمير الوطن الذي يؤمن بالكلمة الحرة والعقل المتزن.
فالإعلام الذي تُشاركه المرأة في صياغة رسالته، يصبح أكثر توازنًا وإنصافًا، لأنه يحمل بصمتها التي تجمع بين القوة والعطف، والمنطق والوجدان — تلك المعادلة التي تصنع وعي الأمم وتُبقي الحقيقة حيّة في وجه كل ضجيج.