بقلم : بركات الجازي
عبدالله الجازي وحمزة الجازي من أبناء قبيلة الحويطات والبادية الجنوبية … اسمان سطّرا اليوم صفحة جديدة من الفخر والعز في سجل الموروث الأردني الأصيل. على ظهور الإبل، وفي زمنٍ تلاحقت فيه وسائل الراحة، اختارا أن يسلكا درب الصحراء الطويلة نحو الديار المقدسة، ليؤديا العمرة عن روح الملك الباني، رحمه الله، حاملين في قلوبهم الوفاء، وفي رحالهم رسالة الأصالة والوفاء للوطن وقيادته.
من قصر الملك المؤسس في معان كانت الانطلاقة، ومن هناك بدأت الحكاية التي أعادت للأذهان أيام السلف حين كانت الرحلات إلى مكة المكرمة تمتد عبر الفيافي والقفار، لا يعرف أصحابها سوى الصبر والعزيمة والإيمان. 1300 كيلومتر من العزم والإصرار، وثلاثون يوماً من السير على دروب الرمال، يستعيد فيها الشابان عبق التاريخ وصوت القافلة التي كانت تهتف بالتكبير والتلبية في طريقها إلى بيت الله الحرام.
هذه الرحلة ليست مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل رسالة حب للأردن وموروثه العريق، ورسالة وفاء للآباء والأجداد الذين خطّوا بأقدامهم دروب الكفاح، فكانوا مثالاً للشهامة والرجولة والصبر. إنها رحلة تُجسّد الإرث البدوي الأصيل الذي لا تذروه رياح الحداثة، بل يزداد رسوخاً في النفوس كلما مرّ عليه الزمن.
رافقتكم دروب السلامة يا أبناء الحويطات، وبارك الله خطاكم وأنتم تُعيدون للمشهد روح البادية وعبق الصحراء، لتبقى راية الموروث عالية خفّاقة، عنوانها الإخلاص، وشعارها الوفاء، ووجهتها الديار المقدسه رافعين علم وطننا الغالي وبمباركة من ولي عهدنا الأمين الأمير الحسين بن عبدالله حفظه الله ورعاه
حفظ الله الوطن وقائد الوطن وولي عهده الأمين ...
ورافقتكم السلامة في حلكم وترحالكم وتقبل الله طاعاتكم........




