شريط الأخبار
البابا يزور لبنان في لحظة فارقة عوائد سندات اليابان ترتفع إلى أعلى مستوى في 17 عاماً روسيا تتصدر بطولة "غراند سلام" للجودو في أبوظبي طقس مائل للبرودة في المرتفعات ولطيف حتى الخميس الاحتلال يحوّل المياه إلى سلاح.. 90% من محطات غزة مدمّرة الصادرات التجارية لمدينة الزرقاء تتجاوز 40 مليوناً في تشرين ثاني لاعب مصري يمنح روسيا 4 ذهبيات في بطولة العالم لبناء الأجسام نتنياهو يقدم لهرتسوغ طلبا بالعفو من تهم فساد وزير الاستثمار: خريطة استثمارية بـ97 فرصة في الوسط والشمال والجنوب خبراء اقتصاديون: مراجعة الناتج المحلي الأردني تعزز دقة البيانات وتدعم الاستثمار اتفاقية توأمة بين غرفتي صناعة عمّان ودمشق مشروع عمرة يستجيب للتحديات الديموغرافية العضايلة يشارك بفعالية التضامن مع الشعب الفلسطيني بالقاهرة " السفير القضاة " يلتقي وزير الزراعة السوري ولي العهد: ذهبية أردنية عالمية ألف مبارك الإنجاز الملك يحضر حفل تنصيب رئيس جمهورية باربادوس وزير العدل يبحث والسفير الأميركي تعزيز التعاون المشترك قرارات مجلس الوزراء كراسنودار يستعيد صدارة الدوري الروسي بخماسية في شباك كريليا سوفيتوف وكوردوبا يدخل التاريخ أوزيل يكرس زعامته لحزب الشعب الجمهوري في مؤتمر تحت شعار "الآن وقت السلطة"

البابا يزور لبنان في لحظة فارقة

البابا يزور لبنان في لحظة فارقة
القلعة نيوز :
وصل البابا لاوون الرابع عشر إلى بيروت الأحد، حاملا رسالة سلام إلى لبنان، البلد الغارق في أزمة مزمنة ولا يزال يعيش تبعات حرب دامية مع إسرائيل، عقب زيارة لتركيا ركّزت على الحوار من أجل وحدة المسيحيين.

وهبطت طائرة البابا الأميركي في مطار رفيق الحريري الدولي، آتيا من اسطنبول، قرابة الساعة الرابعة إلا ربعا (13:45 ت غ)، في زيارة تستمر حتى الثلاثاء للبلد المتعدد الطوائف والذي يقدر عدد سكانه بـ 5.8 ملايين نسمة.

ويعاني لبنان الذي لطالما نُظر إليه على أنه نموذج للتنوع الديني والمذهبي في الشرق الأوسط، منذ عام 2019 من أزمات متلاحقة شملت انهيارا اقتصاديا غير مسبوق وارتفاعا كبيرا في معدلات الفقر وتدهور الخدمات العامة، فضلا عن انفجار مرفأ بيروت في عام 2020 والحرب الأخيرة التي خاضها حزب الله واسرائيل.

وعلى الرغم من الدور السياسي الهام الذي يؤديه المسيحيون في لبنان، الدولة العربية الوحيدة حيث رئيس الجمهورية مسيحي، إلا أن أعدادهم تراجعت بشكل حاد في العقود الأخيرة، خصوصا بسبب معدلات الهجرة المرتفعة.

وأقيمت مراسم استقبال رسمية للحبر الأعظم في المطار، بحضور رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان ورجال دين. وأطلقت مدفعية الجيش قذائف خلبية ترحيبا بوصوله. وأطلقت السفن الراسية في مرفأ بيروت أبواقها ابتهاجا.

ومن المطار، توجّه البابا، وهو أول حبر أعظم يزور لبنان بعد بنديكتوس السادس عشر سنة 2012، إلى القصر الرئاسي للقاء الرئيس جوزيف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل أن يلقي خطابه الأول أمام السلطات وممثلي المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي.

ودعا البابا اللبنانيين إلى التحلي بـ”شجاعة” البقاء في بلدهم، لا سيما المسيحيين منهم، مشددا على أهمية "المصالحة” من أجل مستقبل مشترك. وقال الحبر الأعظم "هناك لحظات يكون فيها الهروب أسهل، أو ببساطة، يكون الذهاب إلى مكان آخر أفضل. يتطلب البقاء أو العودة إلى الوطن شجاعة وبصيرة”. وحث اللبنانيين على اتباع "طريق المصالحة الشاق”، موضحا أن ثمّة "جراح شخصية وجماعية تتطلب سنوات طويلة وأحيانا اجيالا كاملة لكي تلتئم”.

وتأتي زيارة البابا لبيروت، على وقع مخاوف محلية من اتساع نطاق التصعيد الإسرائيلي على لبنان، رغم التزام السلطات بنزع سلاح حزب الله، بعد عام من سريان وقف لإطلاق النار أنهى حربا مدمرة بين الطرفين.

وكثّف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على لبنان في الأسابيع الأخيرة، لا سيما في الجنوب، والتي يقول إن هدفها منع الحزب المدعوم من طهران من إعادة بناء قدراته العسكرية بعدما أضعفته الحرب الأخيرة، التي خسر فيها أبرز قادته وجزءا كبيرا من ترسانته.

وحثّ حزب الله السبت البابا على رفض "الظلم والعدوان” الإسرائيلي على لبنان، وذلك بعد أيام من مقتل قائده العسكري هيثم الطباطبائي بضربة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 23 نوفمبر.

مراسم استقبال رسمية للحبر الأعظم في المطار، أقيمت بحضور رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان ورجال دين
ووصل البابا إلى بيروت في طائرة إيرباص من طراز "ايه 320” تابعة لشركة الخطوط الجوية الإيطالية "إيتا”، وقد جرى إصلاحها السبت بسبب عطل في برنامج التحكم، على غرار آلاف الطائرات الأخرى من الطراز نفسه حول العالم.

وللوصول إلى القصر الرئاسي في بلدة بعبدا القريبة من العاصمة اللبنانية، يتعين عليه العبور في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، حيث تُرفع صور الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله الذي اغتالته إسرائيل العام الماضي، إلى جانب صور ولافتات ترحيبية بالبابا.

ونشرت كشافة المهدي التابعة للحزب، وفق ما أفاد أحد مسؤوليها منير يونس، وكالة فرانس برس، الآلاف من الكشافين على الطريق المؤدي من المطار باتجاه القصر الرئاسي.
وقال يونس "تأتي مشاركتنا ضمن التأكيد على القيم ورسائل العيش المشترك والوحدة الوطنية والتعايش المسيحي الاسلامي في وطننا لبنان”. وعلى طريق المطار، كانت زهرة نحلة (19 سنة) تنتظر مرور موكب البابا بفارغ الصبر.

وقالت الشابة التي تتحدر من قرية جنوبية حدودية مع إسرائيل "جئت لأقول إن اللبنانيين شعب واحد ونحن يد واحدة، البابا لا يخص المسيحيين فقط بل المسلمين أيضا. نحن نحبه كثيرا.. ونريده أن يبارك أرضنا وأتمنى لو يتمكن من زيارة أرض الجنوب”.

وتتضمن زيارة البابا محطات عدة، أبرزها لقاء يعقده مع الشباب في مقر البطريركية المارونية في بكركي الاثنين، وقداس يترأسه في واجهة بيروت البحرية يتوقع أن يحضره أكثر من مئة الف مؤمن.

وقال المونسينيور أوغ دو ويليمونت، رئيس منظمة "لوفر دوريان” الكاثوليكية المعنية بمساعدة المسيحيين في الشرق الأوسط إن زيارة البابا إلى لبنان تعكس "خيارا شجاعا”.

وأضاف "يعاني نموذج لبنان المتعدد الأديان حاليا من هشاشة بالغة بسبب ديناميات المواجهة، على الرغم من أن البلاد لديها الآن رئيس جمهورية ورئيس وزراء يعملان معا”.

وأعلن لبنان الاثنين والثلاثاء يومي عطلة رسمية بمناسبة الزيارة، وتم اتخاذ تدابير أمنية مشددة، بما في ذلك إغلاق الطرق وحظر تحليق المسيّرات، وإقفال المحال التجارية في وسط المدينة مساء الاثنين، قبل القداس المقرر صباح الثلاثاء.

ووصل الحبر الأعظم إلى لبنان آتيا من تركيا، حيث حافظ على أسلوبه الحذر الذي يعتمده منذ انتخابه في مايو، مراعيا الحساسيات السياسية لمن التقاهم، ومُجددا رسائله المؤيدة للوحدة واحترام التنوع الديني.
واختتم صباح الأحد زيارته باحتفال طقسي مهيب تحت قبة كاتدرائية القديس جاورجيوس الأرثوذكسية في اسطنبول. وقال البابا "في هذا الوقت من الصراعات الدموية والعنف، في أماكن قريبة وبعيدة، الكاثوليك والمسيحيون الأرثوذكس مدعوون إلى أن يكونوا بناة للسلام”.

قبيل ذلك، في الكاتدرائية الأرمنية بإسطنبول، أشاد البابا بـ”الشهادة المسيحية الشجاعة للشعب الأرمني على مر العصور، غالبا في ظروف مأسوية”.

كانت هذه إشارة، من دون تسميتها صراحة، إلى قضية المجازر الأرمنية، وهي مسألة شديدة الحساسية في ظل رفض أنقرة بشدة استخدام مصطلح الإبادة الجماعية لوصف هذه المجازر التي وقعت عامي 1915 و1916 في ظل السلطنة العثمانية.
وحظي لاوون الرابع عشر بترحيب حار من أتباع الطائفة الكاثوليكية الصغيرة في تركيا، إلا أن زيارته طغى عليها الهدوء بفعل التدابير الأمنية المكثفة التي ضيّقت إمكانات التواصل المباشر بين العامة والبابا.
لكن الحبر الأعظم خصص مع ذلك وقتا للقاء خاص مع والد ماتيا أحمد مينغوزي، وهو فتى في الرابعة عشرة قضى بعملية طعن في يناير في حي شعبي باسطنبول، في واقعة أثارت صدمة في تركيا.