شريط الأخبار
العجلوني يتفقد سير امتحان “الشامل” العملي للدورة الشتوية في جامعة البلقاء التطبيقية مفوض الشؤون الاقتصادية والاستثمار يتفقد مجمع بوابة العقبة الأرصاد تحذر من السيول وارتفاع منسوب المياه في الكرك والطفيلة ورشة عمل لتطوير تحليل الأداء في اتحاد كرة القدم مؤسسة أورنج الأردن وICON تختتمان بنجاح برنامج تسريع نمو للشركات الناشئة اتفاقية لتعزيز تمويل صغار المزارعين ودعم الشمول المالي رئيس نادي الجزيرة يؤكد أهمية الاستقرار الفني والإداري الجمارك تدعو إلى الاستفادة من الفترة المتبقية لتطبيق القرارات الخاصة بالاعفاءات كتائب القسام تنعى "أبو عبيدة" ومحمد السنوار و ثلة من قادتها العسكريين مجلس النواب يُقر بالأغلبية "مُعدل الأوقاف" البرلمان العراقي ينتخب هيبت الحلبوسي رئيسا له المياه والري: فيضان سد وادي شعيب خلال ساعات السير تدعو المواطنين لتوخّي أقصى درجات الحيطة والحذر وترك مسافات الأمان وتجنّب السرعات السفير الصيني يؤكد الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والصين وزير الاستثمار: نجاح المناطق التنموية يُقاس بأثرها في التنمية ودعم التشغيل في المحافظات إنهيارات صخرية تغلق وتعيق طرقا في الأردن الأردن والمغرب يؤكدان ضرورة تنفيذ كامل بنود وقف إطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات دون عوائق ترامب ونتنياهو يناقشان اليوم المرحلة التالية من خطة غزة من اجل اهلنا في غزة : الملك يجري اكثر من 500 زيارة عمل ولقاء واتصال هاتفي لوقف حرب الابادة الحكومة تبحث مطالب تجار المواد الغذائية استعدادا لشهر رمضان

غريزات تكتب : حين كان الدفء يُصنع… لا يُشترى

غريزات تكتب :  حين كان الدفء يُصنع… لا يُشترى

الكاتبة رنا غريزات
في بيتنا كان للدفء طقوسه، وللشتاء هيبته، ولاجتماع العائلة معنى لا يُختصر بزر تشغيل "الكوندشن"... كانت صوبة البواري تتوسط المكان كقلب نابض، لا يُدفئ الأجساد فقط، بل يجمع الأرواح حوله، ويصنع ذاكرة لا يبهت لونها مهما تعاقبت السنين...

كنا نلتف حولها في المساء، نمدّ أيدينا الباردة نحو نارها المتوقدة، وعلى طرف الصوبة، كان إبريق الشاي يقف بهدوء، يصدر صفيرًا خفيفًا يعلن غليانه، وأن الجلسة صارت جاهزة بكل تفاصيلها..... لم يكن الشاي مجرد مشروب، بل رفيق الجلسة، يُسكب مع كل حديث، ويُقدَّم مع كل ابتسامة، ونراقب أيضاً الخبز الذي كنا نبلّه بالماء ونلصقه عليها ونتركه يتحمص ببطء على سطحها الساخن، لم يكن الخبز مجرد طعام، بل وعدًا بالطمأنينة، ورائحة تختصر البيت كله في نفس واحد، رائحة تختلط برائحة الدفىء، وبصوت الحكايات التي تُروى دون استعجال، وبضحكات لا تعرف التصنّع.

جلسات زمان لا تحتاج إلى هاتف أو تلفزيون، كانت العيون تتلاقى، والكلمات تُقال من القلب إلى القلب، الوالد يسرد حكاية من أيامه، وأمي تقلّب الخبز بحرص، ونحن ننتظر دورنا بشغف، وكأن الخبز الساخن وكأس الشاي المحلّى جائزة صبر لا تُمنح إلا لمن انتظر....

كان الجلوس حول صوبة البواري مدرسة غير معلنة، تعلّمنا فيه معنى القرب، والرضا بالقليل، وأن الدفء الحقيقي لا يأتي من حرارة النار وحدها، بل من اجتماع الأحباب حولها... هناك، كبرنا ونحن نعرف أن البساطة ليست فقرًا، بل ثراء من نوع آخر.

اليوم، تغيّرت البيوت، وتبدّلت وسائل التدفئة، لكن شيئًا ما بقي ناقصًا، قد يكون الدفء أسرع، والخبز جاهزًا، لكن تلك اللحظة التي كنا ننتظر فيها أن يتحمص الرغيف، وصفير إبريق الشاي وتلك الجلسة التي كان فيها الصمت أجمل من الكلام، صارت ذكرى نعود إليها كلما اشتدّ بنا الحنين.
الحنين إلى جلسات زمان ليس رفضًا للحاضر، بل شوق لذاك الإحساس الصادق الذي علّمنا أن أبسط الأشياء قادرة على أن تصنع أجمل الذكريات… رغيف خبز، إبريق شاي، نار هادئة، وقلوب متقاربة، وجَمْعة من نُحب....