م .اكرم نواف المساعيد
يشهد الأردن في السنوات الأخيرة تغيرات مناخية واضحة كان أبرزها هطول كميات كبيرة من الأمطار خلال فترات زمنية قصيرة وهو أمر لم يكن معتادًا عليه في السابق هذه الظاهرة المفاجئة تضع البنية التحتية والجهات المعنية أمام تحديات كبيرة خاصة أن معظم المدن والبلديات لم تُصمَّم أنظمتها للتعامل مع هذا الحجم من المياه خلال وقت محدود.
تعاني البلديات من نقص في الإمكانيات والكوادر البشرية والآليات اللازمة للتعامل مع حالات الطوارئ الناتجة عن السيول والانجرافات. ورغم الجهود المبذولة من قبل العاملين فيها إلا أن محدودية الموارد تجعل الاستجابة أحيانًا أبطأ من حجم الكارثة ما يؤدي إلى أضرار في الطرق والمنازل والممتلكات العامة والخاصة
وفي المقابل لا يمكن تحميل المسؤولية كاملة للجهات الرسمية فقط فهناك جانب من الخطأ يقع على عاتق بعض المواطنين إذ يلجأ البعض إلى البناء في مجاري السيول وعلى حواف الأودية متجاهلين المخاطر الطبيعية المعروفة لهذه المناطق ومع هطول الأمطار الغزيرة تتحول هذه الأماكن إلى بؤر خطر تهدد الأرواح والممتلكات وتزيد من حجم الخسائر.
إن مواجهة هذه التحديات تتطلب تعاونًا مشتركًا بين الجهات الرسمية والمواطنين فمن الضروري تطوير البنية التحتية وتعزيز قدرات البلديات ووضع خطط طوارئ أكثر فاعلية إلى جانب رفع الوعي لدى المواطنين بأهمية الالتزام بالتنظيم العمراني وتجنب البناء في المناطق الخطرة وحده هذا التعاون يمكن أن يخفف من آثار الكوارث الطبيعية ويحمي المجتمع من مخاطر متزايدة في ظل التغير المناخي.




