شريط الأخبار
المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة بواسطة بالونات 2000 رقيب سير يشاركون في خطة مرورية لرأس السنة عاجل: وزراء إلى محافظات الجنوب بعد توجيه من رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان ترامب يهدد حماس ويؤكد التزام إسرائيل بالهدنة الامن يلقي القبض على متهم بسرقة صيدلية في عمان ترامب يطلب من نتنياهو "عدم استفزاز" الحكومة السورية الكرك: تأخير دوام الدوائر الحكومية الثلاثاء حتى 10 صباحاً 69 مركزًا لإيواء المتضررين من السيول في جرش النائب الطراونة يطالب بإعلان حالة الطوارئ في الكرك لمعالجة أضرار المنخفض "الدكتورة رولا حبش " تُهدي "القلعة نيوز" نسخة من كتابها الجديد " أسرار الطاقة الكونية" "أشغال البلقاء" تعيد فتح طريق وادي شعيب -السلط محافظة الزرقاء في 2025.. مشاريع واعدة تحظى برعاية ملكية وحكومية هيئة الطاقة: مراجعة شروط ترخيص وآليات التعاقد مع شركات الغاز المنزلي القوات المسلحة تجلي دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى للعلاج في المملكة ترامب: آمل الوصول للمرحلة الثانية من خطة السلام في غزة "بسرعة كبيرة" الأردن يدين إقرار الكنيست قانونا يستهدف الاونروا الكرك: إغلاق طريق النميرة باتجاه العقبة الدفاع المدني يتعامل مع عدد من المركبات العالقة والأشخاص المحاصرين بمركباتهم والعديد من حالات شفط المياه بمختلف المحافظات غرف طوارئ بلدية جرش الكبرى تتعامل مع الملاحظات الواردة دوام الطلبة والكوادر الإدارية والتعليمية بالطفيلة التقنية داخل الحرم الجامعي كالمعتاد

العواملة يكتب : "لابس مزيكا"

العواملة يكتب : لابس مزيكا

"لابس مزيكا"

المحامي معن عبد اللطيف العوملة

يبدع الوجدان الشعبي المصري في توليد امثال و مصطلحات عامية توصف أعقد الظواهر الاجتماعية و النفسية ببراعة و ايجاز. ومنذ اكثر من قرن من الزمان برز مصطلح "لابس مزيكا"، و لا تزال إسقاطاته اليوم تشرح بعمق بعض التشوهات في الواقع الاجتماعي العربي.

تعود الحكاية إلى أواخر القرن التاسع عشر، في شارع "محمد علي" بالقاهرة، مركز الموسيقى والفنون انذاك. كانت "فرقة حسب الله" هي أيقونة تلك الحقبة، وكانت المفضلة بشكل كبير في المناسبات العامة، و في الافراح و الاحتفالات. و من المتعارف عليه في ذلك الوقت ان سمعة الفرقة، و بالتالي ارتفاع اجرها، مرتبطان بعدد العازفين الذين يرتدون البدلات المزركشة و يحملون آلألات نحاسية ضخمة لامعة. وهنا ابتكر صاحب الفرقة بانه بدلاً من توظيف عازفين محترفين بأجور عالية، استعان بـ "كومبارس"، و البسهم الزي الموسيقي وحملهم آلالات و طلب منهم التظاهر بالعزف امام الجمهور، بينما العزف الحقيقي يأتي فقط من اثنين أو ثلاثة موسيقيين. و منذ ذاك الوقت، اصبح من يدعي المهارة و الخبرة في امر ما و هو عكس ذلك يقال عنه انه "لابس مزيكا".

عند نقل هذا المفهوم من فرقة حسب الله إلى أروقة المجتمع العربي على عمومه، نجد أن الظاهرة قد استشرت بشكل كبير و خصوصا في ظل الاعلام الاجتماعي. نرى اليوم اعدادا لا تحصى من الشخصيات يقدمون انفسهم كخبراء في السياسة، و الاقتصاد، و علم النفس، و تطوير الذات، و في فقه الاديان، و في التاريخ المقارن و غيرها الكثير. يحتكرون الاضواء، و يتمسكون بالميكروفونات، و يحتلون المنصات. لكن بمجرد تحليل محتواهم، نجد أنهم "لابسين مزيكا". كلام على عواهنه، سرقات ادبية، وغياب للعمق المعرفي. المهم هو "المظهر الذي يجذب المتابعين و من ثم المعلنين.

و السؤال المحوري هنا هو لماذا ينجح "لابسو المزيكا" في مجتمعاتنا؟ ولماذا يدعم الناس "العازف المزيف"؟ قد تكون هذه صفة المجتمعات التي تعطي قيمة للقشور اكثر من الجوهر. يعزز ذلك سلبيا غياب أليات المحاسبة والشفافية. و في بعض الاحيان، يفضل المجتمع العيش في وهم "الفرقة الكبيرة" على مواجهة حقيقة انه لا يوجد فيه الا قلة نادرة من المحترفين. فالوهم مريح، والحقيقة قاسية.

تفشي هذه الظاهرة يؤدي الى تآكل الثقة المجتمعية لانه عندما ينكشف "الطابق"، يفقد الناس "الاهتمام الفاعل" في الشان العام بأكمله، و حتى في "العازفين" المحترفين. و "العازف" الحقيقي الذي يرى "الكومبارس" يتصدر المشهد ويتقاضى الاجر، سيترك الساحة ويبحث عن مكان اخر يقدر "الفن" الصادق.

"لابس مزيكا" مرآة تعكس أزمة وعي. عربيا، علينا الانتقال من فرق "الاستعراض" إلى مجتمعات "الإنجاز". لن تتحقق النهضة إلا عندما نخلع "البدلات المزركشة"، ونبدأ في تعلم العزف الاصيل على أوتار الواقع، مهما كانت الالحان صعبة.