الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب بجامعة نورث كارولينا الأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (American Journal of Respiratory and Critical Care Medicine) العلمية.
وتعمل السجائر الإلكترونية عن طريق سخان حراري لتسخين سائل يحتوي على النيكوتين الموجود داخلها، ليتحول السائل إلى بخار النيكوتين الذي يستنشقه المدخنون بدلا عن حرقة كما يتم في السجائر المعتادة.
وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف تأثير أبخرة السجائر الإلكترونية على زيادة مستويات إنزيمات تعرف بـ البروتياز (Protease).
وعادة تساهم سجائر التبغ التقليدية في زيادة مستويات إنزيمات البروتياز ، وهي حالة تعرف بأنها تسبب انتفاخ الرئة لدى المدخنين.
وراقب الفريق 41 شخصًا، وكان من بينهم من يدخنون السجائر الإلكترونية، والقسم الثاني يدخنون السجائر التقليدية، فيما كانت المجموعة الثالثة لا تدخن مطلقا.
ووجد الباحثون أن النيكوتين الموجود في سوائل التبخير مسؤول عن زيادة إفراز إنزيمات البروتياز بنفس الطريقة والمستويات التي تحدثها السجائر التقليدية، فيما لم يحدث ذلك لدى غير المدخنين.
ومن المعروف أن الخلايا المناعية في الرئتين تفرز هذه الإنزيمات بمستويات مرتفعة، في رد فعل على دخان السجائر. وتحدث المستويات المرتفعة من هذه الأنزيمات أضرارًا في هياكل كيس الهواء الحساسة في الرئتين التي تسمح للإنسان بالتنفس، وبالنسبة للمدخنين، يُعتقد أن هذا الضرر يسبب انتفاخ الرئة.
وقال روبرت تاران، قائد فريق البحث تشير نتائجنا في هذه الدراسة إلى أن أبخرة السجائر الإلكترونية قد لا تكون أكثر أمانا من تدخين السجائر التقليدية .
وأضاف أن النيكوتين الموجود في سوائل التبخير سبب زيادة في إفراز إنزيمات البروتياز بكثرة، وهو ما يقود إلى الإصابة بانتفاخ الرئة .
وانتفاخ الرئة هو مرض رئوي يجد المصابون به صعوبة في التنفس خصوصًا عند الزفير، وهو أحد شكلين رئيسيين من الأمراض الرئوية الانسدادية المزمنة والثاني الالتهاب الشعبي المزمن.
ويعاني معظم المصابين بالأمراض الرئوية الانسدادية المزمنة من انتفاخ الرئة والالتهاب الشعبي المزمن؛ وتتميز هذه الأمراض بازدياد ضيق القصبات التي تصل الرئتين بالفم والأنف، ويعد سببًا أساسيًا للوفاة في البلدان الصناعية.
كانت دراسات سابقة كشفت أن النكهات المستخدمة في السجائر الإلكترونية تسبب استجابات التهابية وتأكسدية في خلايا الرئة، كما أن أثار تلك النكهات يمتد إلي الدم، فهي سامة وتتسبب في الموت المبرمج لخلايا الدم البيضاء.
منظمة الصحة العالمية أيضا نشرت تقريرا في 2015 حذرت فيه من أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد سامة ضارة بالصحة.
ووفقًا للمنظمة، فإن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويًا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطين سابقين وحاليين للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.