اللقاء بجلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، يتميز دائماً بحوارات ذات اهمية كبيرة وهذا نهج ملكي حواري متقدم جدا يهدف لتحفيز الشباب الأردني، والإصغاء إلى آرائهم، لأنهم عماد الغد، ومادة التغيير، وعلى هذا الأساس، يجب تعزيز دورهم، بهدف إعداد جيل قادر على تحمل المسؤولية ، ممتلك العزم والإرادة قادر على التفكير والتحليل والإبداع والتميّز، لتحسين الأوضاع في مدن وقرى المملكة.
وكان لي الشرف العظيم لأن أتحدث أمام جلالته وسمو ولي العهد عن الإستثمار والتشغيل على إعتبار أنه من أبرز التحديات والهموم الوطنية التي لاقت دعم جلالته وإهتمامه البالغ، وجمعينا يعلم حجم التحديات في خلق الفرص بالتشغيل المباشر وغير المباشر، حيث أرتفعت نسبة البطالة لتصل 19% مع الأخذ بالاعتبار لإستنزاف العمالة الوافدة لأكثر من 2 مليار دولار سنوي التي تشكل 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
فالأقتصاد الاردني يسعى للحداثة والانفتاح ورفع تنافسيته اقليميا ودوليا، واعتماد اليات السوق واتاحة الفرص امام القطاع الخاص لقيادة التنمية، وبالرغم من تميز الأردن بتنوع النشاط الاقتصادي، حيث يمتاز بوجود العديد من الموارد الطبيعية مثل الأراضي الصالحة للزراعة، وكذلك الموارد المعدنية كالبوتاس، والفوسفات، النحاس، الصخر الزيتي وغيرها، إلا أنه لايمكننا بلوغ درجات متقدمة في الابداع والانتاجية العالية بمعزل عن الأستثمار في الانسان باعتباره وسيلة التنمية وهدفها، من خلال برامج التدريب والتأهيل، إضافة لتعزيز دور الجامعات في العلوم والتكنولوجيا الرقمية، لتكون منارات علم وحاضنات وعي واحترام للتنوع وقبول الآخر ورفض الانغلاق.
الأردن دائماً قوي لا يهتز مهما عصفت به التحديات وله تاريخ راسخ، والشباب بالتوجيهات الملكية قادرعلى الإعتماد على نفسه وأخذ زمام المبادرة من خلال أفكار إبداعية وكثير من الهمّة، للوقوف على التحديات والعمل على تجاوزها، لتصبح الأفكار مشاريع على أرض الواقع، وتكون قصص نجاح تحفز الشباب على مزيد من العمل والإنجاز.
الشباب تقدموا خلال اللقاء، بأفكارهم ومبادراتهم واقتراحاتهم أمام جلالة الملك، والتي تهدف إلى الارتقاء بالواقع التنموي والاقتصادي والمشاركة السياسية، مع أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في دعم الأفكار وتحويلها إلى مشاريع تسهم في توفير فرص العمل، وفي معرض الحديث تقدمت بمبادرة لإنشاء صندوق تشغيلي للقطاع الخاص يضم الشركات الصناعية الكبرى بالتنسيق مع شركة إدارة المساهمات الحكومية من أجل بناء قاعدة بيانات للموظفين وتحديد العمالة الوافدة واختصاصاتها للبدء بإحلال العمالة الأردنية المدربة، أيضاً تكون مسؤولية الصندوق بطرح فرص تجارية للخدمات اللوجستية المطلوبة التي سوف يمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة في المحافظات لخلق فرص عمل غير مباشرة، وضرورة الاستفادة من التطبيقات الإلكترونية لعرض فرص العمل المتاحة.
أخيراً اللقاء بمجمله يشكل ضمانا حقيقيا لمستقبل دولة القانون والعدالة الاجتماعية والمواطنة الصالحة، فدعم الشباب وإبرازهم يعد تجسيدا واقعيا لسلسلة من الآمال والطموحات في تنشئة جيل من المبدعين الشباب من أصحاب المواهب والقدرات الإبداعية والقيادية لرفعة الأردن وإعلاء بنيانه. حفظكم الله سيدي، وأمد بعمركم قائداً ورائداً وأملاً لشعبكم الوفي وأمتكم الواحدة،