القلعة نيوز-
كشفت دراسة -قام بها باحثون من جامعة إكستر، استمرت خمس سنوات على الحيوانات البرية في منطقة ديفون البريطانية- أن وجود القنادس في الأنهار يخفف من الفيضانات ويقلل التلوث ويعزز أعداد الأسماك والبرمائيات وغيرها من الحيوانات البرية.
ويخلص تقرير "ساينس آند إيفدنس" -الذي سيساعد الحكومة في تقرير ما إذا كان سيسمح للقنادس البرية بالعودة إلى إنجلترا بعد اصطيادها قبل أكثر من أربعمئة عام- أن هذا النوع قد جلب فوائد عديدة قابلة للقياس للحياة البرية والناس.
التأثيرات الإيجابية تتفوق
توصلت الدراسة -التي نشرت في 17 فبراير/شباط 2020، وأجراها فريق من العلماء يشرف عليهم البروفيسور ريتشارد برازيير من جامعة إكستر- إلى أن المنافع القابلة للقياس للقنادس على نهر أوتر بإنجلترا، بما في ذلك السياحة البيئية و"خدمات النظام الإيكولوجي" مثل التخفيف من الفيضانات، تفوق التكاليف الخاصة ببعض الفيضانات الصغيرة على الأراضي الزراعية، والتي تتسبب فيها سدود يبنيها القندس.
وكان قد تم اكتشاف أن القنادس -التي هربت من الأسر السكاني عام 2013- تعيش في البرية على النهر، وعندما قوبلت خطط إبادتها باحتجاجات شعبية، وافقت الحكومة على تجربة علمية ممولة بالكامل من مؤسسة "ديفون وايلد لايف ترست".
وقد ارتفع عدد القنادس في نهر أوتر من زوجين متكاثرين عام 2015 إلى ما لا يقل عن ثمانية أزواج اليوم، فقد تكاثرت وتضاعفت أعداد تلك القوارض التي تعتاش على الأعشاب على طول روافد النهر.
شملت إيجابيات وجود القنادس البرية في النهر أن عائلة واحدة من القنادس قامت ببناء ستة سدود بالجهة العليا من قرية East Budleigh المعرضة للفيضانات. وقد أدت هذه السدود إلى إبطاء تدفق مياه الفيضان عبر القرية، خصوصا أوقات ذروة الفيضانات.
ووجد العلماء أيضا أن القنادس لعبت دورا مهما في تصفية الملوثات من النهر بما في ذلك الروث والطين والأسمدة الكيميائية، في حين أن الطيور النهرية والطيور البرية بما في ذلك البط البري استفادت من فوهات المياه بالأراضي الرطبة الجديدة التي أنشأتها القنادس.
أيضا، تم التوصل إلى أن هناك زيادة بمقدار 37% في كمية الأسماك الموجودة في أحواض السباحة بالسدود التي أنشأتها القنادس، مقارنة بمساحات مماثلة من النهر. كما تم تسجيل وجود سمك السلمون المرقط فوق تلك السدود خلال التدفقات العالية للنهر.
التأثيرات السلبية والإدارة الفعالة
في الوقت الذي تمنع فيه القنادس حدوث الفيضان عن طريق إبطاء تدفقات مياه الفيضان، إلا أنه يمكن لسدودها أيضا أن تغمر الأراضي الزراعية بالمياه. وقد حددت الدراسة تأثيرا سلبيا في خمسة مواقع فقط بحوض النهر البالغ طوله 250 كلم مربع، على مدار خمس سنوات.
وحددت الدراسة إحدى الحالات التي غمر فيها حقل بطاطس عضوي صغير بمياه تلك السدود، كما كانت بساتين ريفرسايد معرضة أيضا لخطر القنادس التي تهاجم الأشجار، ولكن تم حل هذه الآثار السلبية من خلال الإدارة الفعالة.
يقول برازيير المشرف على الدراسة "بعد خمس سنوات من العمل البحثي المفصل، خلص التقرير إلى أن الآثار الإيجابية للقنادس تفوق السلبيات ومع ذلك، فإنه يوضح أيضا أن أولئك الذين يستفيدون من إعادة توزيع القنادس قد لا يكونون دائما نفس الأشخاص الذين يتحملون التكاليف".
الإطلاق البري للقنادس
يقول مارك إليوت -الذي قاد تجربة قنادس نهر أوتر لـ "ديفون وايلد لايف ترست"- إن قدرة هذه الحيوانات "مدهشة على الازدهار مرة أخرى في النظم الإيكولوجية للأراضي الرطبة لدينا. كما أن "قدرتها لا تضاهى على بث حياة جديدة في الأنهار والأراضي الرطبة، والتي يتمتع عدد قليل جدا منها بصحة جيدة". ومن ثم "هناك أسباب قوية لإعادة القنادس إلى الريف الواسع".
ووفقا لإليوت، فإن مفتاح العودة الناجحة للقنادس في جميع أنحاء إنجلترا سيكون من خلال تقديم الدعم لملاك الأراضي المتضررين، حتى لا يتكبد أولئك الذين فقدوا مساحات صغيرة من الأراضي الزراعية بسبب الفيضانات خسائر مالية.
وخلال الأشهر الأخيرة، قامت الحكومة بترخيص العشرات من المخططات لوضع القنادس البرية في مناطق مسيجة كبيرة بالوديان للمساعدة في التخفيف من الفيضانات واستعادة الحياة البرية.
لكن إليوت يقول إن الخطوة التالية ستكون موافقة الحكومة على الإطلاق البري للقنادس بأحواض مياه خاصة في النهر. ويضيف: "لسنا حراس حديقة حيوان، نحن دعاة حماية، والقنادس نوع أصلي في بريطانيا، لذا ينبغي لنا ألا نضعها في أسوار على المدى الطويل".
المصدر : الجزيرة نت