شريط الأخبار
الرئاسة الفلسطينية: الأسير البرغوثي يتعرض لاعتداءات انتقامية خطيرة اختتام زيارة عمل لسمو الأمير الحسن وسمو الأميرة ثروت إلى فنلندا المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة عون: التفاوض مع إسرائيل لمصلحة لبنان وليس لإرضاء المجتمع الدولي استراتيجية ترامب الجديدة تهدف لتعديل الحضور العسكري الأمريكي في العالم مقتل شخص على يد صاحب محل تجاري أثناء عمله بالأزرق شخصيه من معرض الزيتون الوطني : قصه نجاح المتقاعد العسكري وصفي سمير الزيادنة أبو اكثم احد ( رفاق السلاح ) وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة آخر في عمان جراء تسر ب غاز من مدفأة ترامب سيعلن قبيل اعياد الميلاد المرحلة الثانية من "اتفاق غزة" تحذير رسمي اردني من مخاطر حالة عدم الاستقرار الجوي الجيش: القبض على شخصين حاولا التسلل من الواجهة الشمالية تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن إسرائيل تخصص 34.6 مليار دولار لميزانية وزارة الدفاع في 2026 6 آليات اسرائيلية تتوغل في ريف القنيطرة مستوطنون اسرائيليون يحرقون مركبتين شرقي رام الله قمة أردنية أوروبية بعمان في كانون الثاني 2026 بلدية غزة: تقليص خدمات جمع وترحيل النفايات بسبب نفاد الوقود يهدد بكارثة صحية وبيئية الغذاء والدواء تؤكد أن إجراءاتها الرقابية مستمرة من خلال فرق متخصصة اليونيفيل: الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان انتهاك واضح للقرار الأممي 1701 القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون حتى اليوم السابع وارتفاع كبير في المعروض والمبيعات

الأغنية الأردنية.. بوابة التاريخ

الأغنية الأردنية.. بوابة التاريخ


القلعة نيوز-

د. سالم الفقير/ مدير مديرية ثقافة الطفيلة

تُشكِّل الأغنية الأردنية مقوما أساسيا من مقومات الهوية للدولة الأردنية، وركيزة من ركائز المجتمع الأردني الذي جمع بين جنباته العديد من الثقافات؛ الأمر الذي أوجد مجموعة من الرؤى والآفاق الثقافية، ولا سيما في المدن الكبرى من مثل؛ العاصمة الحبيبة عمَّان، وإربد، والزرقاء، بينما بقيت تقتصر على ذات الطَّابع في محافظات الأطراف، محتفظة بالترويدة التراثية لكل منطقة، وهذا ربما الذي ساعد بالحفاظ على الصورة النمطية التراثية للدولة الأردنية بشكل عام.

وفي الآونة الأخيرة أخذت الأغنية الأردنية تأخذ منحى مختلفا تماما عمَّا ألِفه المتلقي الأردني والعربي بشكل عام، حتى أنَّ العديد من المتلقين أخذ ينظر إلى الأغنية الأردنية أنها انفعالية حماسية، تترك في المستمع حالة من الصّخب إن جاز لنا التعبير علما أن المطلوب من الفنان الأردني هو أكثر من ذلك بكثير.

ولأن الأغنية الأردنية تعد واجهة من واجهات الدولة الأردنية، فإن المطلوب من الحكومات إعطائها أهمية واهتماما يحفظ لها تلك المكانة التاريخية والفنية، وهذا الأمر لا يقتصر على وزارة الثقافة فحسب، بل إنَّ كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية منوط بها الاهتمام بالأغنية الأردنية والفنان الأردني؛ لنقدم لأنفسنا أولا، وللعالم ثانيا النموذج الحقيقي الذي نعتز ونفتخر.

إلى جانب ما أشرنا إليه أيضا، فإنَّ الفنان الأردني أخذ يرسم لذاته صورة في قلوب وعقول محبيه، فمجرد أن تأتي على ذكر موضوع معين متعلق بالفن/الأغنية فإنه من البديهي أن تأتي حُنجرة ذلك الفنان أمامك، وربما هذا ما استطاع أن يرسمه الفنان والملحن الأردني من مثل؛ توفيق النمري، وجميل العاص، وإسماعيل خضر، حتى خطا بعض الفنانين الشباب تلك الخطوة فكان لهم ما كان للرعيل الأول، كبشار السرحان، وعمر العبداللات، وسعد أبو تايه وغيرهم الكثير.

وبما أنَّ تلك الصورة الجميلة قد تشكَّلت لدى المتلقي، فإنه من الصَّعب أيضا أن يبتعد الفنان الأردني عن تلك الهالة التي أوجدها، حتى أصبحنا نرى أن العديد من الانتقادات التي أصبحت تشير بالبنان إلى بعض الفنانين الأردنيين ممن خرج على نمطه، وأخذ يتشكل بصورة جديدة غير مألوفة من ذي قبل!! أي أن المتلقي الأردني والعربي ينظر إلى الفنان بأنه الحامل لهوية وتراث الإنسان والمكان في آن معا، ومن غير المقبول أن نرى تلك الصورة قد أقبلت على طريق أخرى متعلقة على سبيل المثال بالدعاية والإعلان، فنحن بحاجة إلى أن تبقى الصورة التي نقشت في أدمغتنا هي ذاتها لم تُحَوَّر أو تُبدَّل.

ومن جانب آخر، فإن الأغنية الأردنية بحاجة إلى متابعة وتدقيق، وأعني بالمتابعة هنا من حيث المفردات واختيارها بما يتواءم ويتناسب مع المناسبة التي تقدم فيها، بل إنَّ الأمر يستوجب صرامة في الاختيار، فليس من المنطق أن تكون الأغنية تتناول القيادة، والرموز الوطنية وتقدم بصورة لا تليق بتلك الشخصيات، وإذا ما مررنا على التاريخ نجد أن أبا البقاء الرنَّدي في سقوط غرناطة عندما خاطب الملوك خاطبهم بقوله:

يا أيُّها الملك البيضاء رايته

أدرك بسيفك أهل الكفر لا كانوا

وعندما قدَّم محمد مهدي الجواهري بين يدي صاحب الجلالة الملك المغفور له بإذن الله تعالى الحسين بن طلال قصيدته قال فيها:

يا مُلْهَمَاً جَابَ الحيـاةَ مُسَائِـلاً

عَنْها، وعَمَّا أَلْهَمَتْ مَسْؤُولا

يُهْدِيهِ ضَوْءُ العبقـريِّ كأنَّــهُ

يَسْتَلُّ منها سِرَّهَا المجهـولا

يَرْقَى الجبالَ مَصَاعِبَاً تَرْقَـى بـهِ

ويَعَافُ للمُتَحَدِّرينَ سُهولا

ولمَّا توهَّج الشاعر الأردني حبيب الزيودي رحمه الله تعالى قال في حادي الرَّكب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، أطال الله بقاءه:

المجد والعلياء إن يتفرَّقا

في وجه عبدالله يلتقيان

تلك هي الصورة التي لا بد أن تتمثلها الأغنية الأردنية، وأن يسعى إليها الشعراء في قصائدهم، وفي الاختيار لا بد أن يكون الاختيار على دراية تامة؛ لأننا نقدِّم للتاريخ، والتاريخ لا يرحم، وتلك متعلقة بالتدقيق الذي أوردناه من ذي قبل.