الوطن فوق كل الاعتبارات، فهو الملاذ الآمن والهوية والعنوان، وهو اكبر واطهر وأنقى من سفاهة وحقد وحسد الحاسدين والحاقدين والجاحدين.
المنظرون واصحاب الإشاعات وتجار الكلمة، والمنكرون لكل شيء، والمتنكرون لكل إنجاز المتوشحون بالسوداوية "عليهم دائرة السوء"فهم قلة قليلة، لا يروق لهم أبدا دور الدولة ودور الحكومة، ودور المؤسسات الوطنية التي أنجزت وبادرت وحققت ما عجزت عنه دول ومؤسسات ومنظمات في شتى بقاع العالم، وكأن هذه الفئة الدخيلة على مجتمعنا لا يروق لها أبدا ان ترى الوطن بكامل مؤسساته وبجهد ابنائه يتبوأ المكانة التي يستحقها بين الاوطان، هؤلاء يشبهون "السّويد في السبل الصافي". أبناء الاردن العزيز أبناء الشهامة والكرامة لا تجعلوا لهؤلاء المتربصين مكانا بينكم، فهم كالافاعي السامة لا يروق لهم الا "اللدغ" وبث السموم، ان حدثوا كذبوا وان عاهدوا أخلفوا، يتسابقون في اخبارهم ومعلوماتهم وتحليلاتهم ورسائلهم في تشويه صورة الاردن وأبنائه بالتركيز على اي خبر شاذ سيء وتكبيره ونقله والتعليق عليه والمتابع لهم لا يجدهم أبدا يوردون اي ايجابيات او إنجازات تستحق ان يكتب عنها الكثير، وان تكون مثالا يحتذى به وصورة زاهية في ظل أزمة تحيط بالعالم كله.
لم تدخر الدولة جهدا بكل مؤسساتها في سبيل تأمين كل ما يحتاجه المواطن ويعيد الأمور الى نصابها قبل هذه الجائحة والحرب الكونية التي ألمت بالعالم كله، ومن يستقوون على الدولة أيا كانت مسمياتهم، نقول لهم الدولة أقوى منا ومنكم والوطن أبقى منا ومنكم، وإذا كان لكم اجندة خاصة خارجية او داخلية، فنحن أجندتنا الوطن نفديه ونحميه بارواحنا ودمائنا ولن تسمح لكم الدولة ان تشوهوا صورة الشهداء الذين ضحوا بارواحهم ودمائهم، ولن تسمح لكم ان تعكروا صفو الجندية ومعانيها الساميه، ولن تسمح لمطلقي الشعارات ومروجي الإشاعات والمتنفعين واللاهثين خلف المناصب والمكاسب والامتيازات ان يقودوا الوطن في هذه الظروف الى مآربهم مهما كانت المبررات.
الاردن قيادته وشعبه وجيشه، أقوى منكم، يصبر عليكم ويتحملكم، ويحاوركم ويأويكم ويوفر لكم كل أسباب الأمن والحريّة والطمأنينة ولكنه اذا شعر أنكم لستم اهلًا لكل هذا فمن حقه ان يعاقبكم بما تستحقون وعبر النظام والقانون، فلا تجرحوا كبرياء الوطن.