القلعة نيوز :
تنمية المواهب التقنية وتعزيز فكر الابتكار أحد أهم ركائز بناء المستقبل المستدام للمملكة بالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية. وتعتبر رعاية المواهب المحلية في مجال التكنولوجيا الجزء الأساس من النظام الإيكولوجي الشامل والمتكامل الواجب بناؤه لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات للمضي قدماً في تطوير أعمال وخدمات مختلف القطاعات والصناعات في الأردن. وهي أولوية ينبغي العناية بها بشكل جدي لجني ثمار التحول الرقمي وإطلاق عنان مزيد من الفرص للأفراد والشركات، خصوصاً خلال الفترة الحالية من الجائحة وضرورة تلبية متطلبات التعافي الاقتصادي في المرحلة القادمة.
اليوم، يسهم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في إرساء الأسس المتينة للمجتمعات الذكية في مختلف أنحاء العالم. ويؤدي كل من يعمل في هذا المجال دوراً حيوياًعلى صعيد إيجاد الحلول التنموية للمجتمعات والتطويرية للأعمال في مختلف القطاعات، مما يسهم بدوره في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق أهداف الخطط والاستراتيجيات الوطنية في الأردن كمبادرة «ريتش 2025»وتطويع التكنولوجيا في خدمة القطاعات الاقتصادية كافة. وتحدد المبادرة طريقاً واضحاً نحو بناء اقتصاد رقمي مستدام من شأنه أن يمكّن مختلف مجالات تطور المجتمع في المملكة من خلال تهيئة بيئة أعمال مستقرة وداعمة تجذب الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد وتشجع روح المبادرة المحلية.
شهد العام الحالي تنامي دور الاتصالات أكثر من أي وقت مضى، إذ ساهمت شبكات الاتصالات الحديثة بفضل السرعات الكبيرة التي توفرها وطيف متطور من الحلول الحديثة كتقنية المؤتمرات عبر الفيديو والحوسبة السحابية وغيرها من التقنيات المتطورة في إيجاد الحلول الكفيلة باستمرار الخدمات العامة والأعمال أثناء فترة الإغلاق والتباعد الاجتماعي، بل وساعدت في إيجاد العديد من البدائل لخدمات كان لا بد من توقفها. ومن خلال الاعتماد على التقنيات المبتكرة، ستتمكن المجتمعات المدنية ومجتمعات الأعمال من التقدّم بخطى واثقة نحو تحقيق الأهداف التنموية والمساهمة في تنفيذ الخطط والاستراتيجيات الوطنية في الأردن.
على الرغم من التحديات التي واجهها القطاع التعليمي بسبب الإغلاق، إلا أن الحلول التي وفرتها تكنولوجيا الاتصالات والتقنيات الحديثة ساهمت في مواصلة التعليم على مدار الفترة الماضية، حيث برزت تحديات جديدة تمثلت في تزويد الطلاب بالوسائل اللازمة لمتابعة تعليمهم بعيداً عن المختبرات والصفوف الدراسية والمعدات والمناهج التقليدية. وشهدت تلك الفترة اتساع الفجوة الرقمية، مما أدى لتراجع نسبي في المكاسب التي تم تحقيقها خلال الأعوام الماضية.
التركيز على تحفيز الشباب الأردني للاهتمام بمستقبلهم الدراسي والمهني في إطار التماشي مع التكنولوجيا الحديثة والعمل على تزويدهم بالمهارات التقنية اللازمة لمواكبة التطور الواجب القيام به للبنية التحتية بهدف التعامل مع الجائحة والمضي قدماً في مسيرة التعافي الاقتصادي أمر بالغ الأهمية. وإعداد جيل يتمتع بالخبرات والقدرات اللازمة والارتقاء بالمواهب ليصبحوا قادة التكنولوجيا ويساهموا في تحقيق الأهداف الوطنية الطموحة لبلادهم في المستقبل هو السبيل الأمثل المتاح أمام الأردن باعتبار أن الموارد البشرية في الأردن أثبتت جدارتها ليس على المستوى المحلي فقط، بل الإقليمي والدولي كذلك. وشباب الأردن رأس مال مميز للأردن يجب الاستثمار فيه والبناء عليه.
التشجيع على تبادل المعرفة والخبرات يسهم في بناء أنظمة إيكولوجية شاملة ومتكاملة، ما يوفر المزيد من فرص العمل ومجالات تطوير التكنولوجيا لتعزيز مسارات تطور المجتمعات ودفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص على دعم الابتكار وتنمية مواهب تقنية المعلومات والاتصالات، سيّما المهارات العملية التي ترتقي لواقع الحقبة الرقمية الحالية وتتماشى مع أدواتها الحديثة ومستجداتها المتلاحقة. ويجب على شركات التكنولوجيا بالتعاون مع القطاعين العام والخاص توفير مزيد من الفرص والإمكانيات لتعزيز المواهب التقنية في إطار المسؤولية الاجتماعية للشركات. كما ينبغي على الجامعات أن تلتزم بتطوير مناهجها بالتماشي مع التقدم المتسارع للتكنولوجيا ومواكبة لمتطلبات تنمية المواهب في المستقبل. كذلك تقع على عاتق الهيئات الحكومية وشركات الاتصالات ومزودو خدمات تقنية المعلومات والاتصالات مسؤولية توفير المبادرات والبرامج التعاونية وغيرها من الأنشطة والفعاليات والمنصات التي تسهم في تنمية مهارات المواهب وصقل خبراتهم وإعداده لقيادة مستقبل التكنولوجيا في الأردن بالاستفادة القصوى من التكنولوجيا.
نحن في هواوي نلتزم بتوفير أحدث ما توصلت إليه صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات من تقنيات حديثة إلى الأردن مثل الجيل الخامس من الاتصالات والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وغيرها. ونحرص على مشاركة معارفنا وخبراتنا مع جميع الشركاء في الأردن في إطار تحفيز المواهب على الابتكار وتعزيز قدراتها من خلال مبادرات وبرامج مثل مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات وبرنامج بذور من أجل المستقبل وأكاديمية هواوي وغيرها لمواصلة مسيرة التحول الرقمي وتوفير التقنيات الرقمية لكل شخص ومنزل ومؤسسة في إطار بناء المستقبل الرقمي المستدام في المملكة.
نشكر وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وكافة الجهات الحكومية الأخرى والجامعات التي دعمت جهودنا ومبادراتنا وندعو الجميع لمزيد من التعاون والعمل المشترك بين القطاعين العام والخاص لخوض غمار تجربة الارتقاء بمهارات الشباب الأردني التقنية وتعزيز نهج الابتكار والرقمنة لصالح مستقبل المملكة.