
مع تضميد جروح العراق و سوريا، و ليبيا، بأذن الله، من ما حل بهم من مصائب بسبب الارهاب، تعود بنا الذاكرة الى مرحلة عودة الافغان العرب و ما تبع ذلك من تداعيات امنية و اجتماعية و سياسية خطيرة على الدول العربية و الاسلامية.
لا شك ان الدول قد استعدت امنيا هذه المرة بطريقة افضل و قد استفادت من دروس التجربة الماضية للتعامل مع الالاف من العائدين بعد انخراطهم في داعش و اخواتها. و لكن السؤال الرئيسي هنا هو ما الذي اعدته الجهات غير الامنية للتعامل مع هكذا تحد؟ ما هي السياسات و الاستراتيجيات المتبعة هنا و ما هي الوسائل المتاحة؟
على مستوى العالم الاسلامي، تخبطت ردود فعلنا في التعامل مع ظاهرة الارهاب و تراوحنا ما بين الانكار الى الاشتباك الخجول معها. احد اكبر تحدياتنا هي ان واقعنا الارشادي و التربوي و الاعلامي لا زال من اثار الماضي. فخطابنا، و بالذات للشباب، لا يتسم بالواقعية او الموضوعية و هذا يكسبه القليل من المصداقية. لم نجتهد حتى نعرف كيف نطبق مبادىء الدين الحنيف و قيمه في حاضرنا فكاننا نعيش خارج الزمن. الفقه هو اسقاط النصوص على الواقع المعاش، فكيف جددنا و لمن؟
صحيح ان التطرف و الغلو دخيلين علينا. و لكن من يدرس خطابنا اليومي لا يرى غير عناوين عامة مكررة و افكارا جامدة لا تقنع الشباب لبعدها عن الواقع. علينا ان نكسب الشباب قبل ان يتحولوا مرة اخرة لقمة سائغة للعائدين من "الجهاد" بحسب قولهم.
علينا ان ندرك و بسرعة حاجتنا الماسة لمنظومة متكاملة قادرة على مجابهة الموجة القادمة من التطرف. علينا امتلاك المبادرة و عدم ترك الساحة لموجات الرجوع المضللة. التاريخ يعيد نفسه فقط عندما لا نتعلم منه.