مع انطلاق موسم السياحة الشتوية في السعودية "الشتاء حولك"، تعددت الفرص الاستثمارية بالسياحة في المناطق الباردة، لتواكب الوضع الذي تعيشه السعودية مع توافد السياح في فصل الصيف أو الشتاء.
ويعد جبل "شدا" بمنطقة الباحة جنوب السعودية واحداً من أشهر الجبال جنوب الجزيرة العربية، إذ يرتفع عن سطح البحر قرابة 1700م، وفيه أكبر تنوع نباتي في المملكة، وهو اليوم مقصد سياحي يفد إليه السياح من داخل المملكة ومن البلدان العربية ومن دول أوروبا أيضاً، ويتشكل جيولوجياً من صخور جرانيتية عظيمة.
وأوضح الباحث في التاريخ وصاحب أحد الكهوف التي حولها لمزار سياحي ناصر الشدوي أن جبل شدا الأسفل يعد (ثاني هذين الجبلين) نموذجاً فريداً في تشكيله الجيولوجي، كما أنه اشتهر بكثرة المغاور والكهوف الجرانيتية الواسعة، والتي استخدمها سكان هذا الجبل منذُ آلاف السنين عبر حقب زمنية بعيدة جداً، دل على ذلك كثرة الرسوم والنقوش الثمودية والسبئية في مغارات وكهوف هذا الجبل.
وقال: "استغلت هذه الكهوف كمساكن جاهزة، لا تحتاج سوى بناء قليل من بعض الجوانب المفتوحة، فسكنت منذ تلك الأزمان، وفي عصرنا هذا قمت ـ ولعلي أول من قام بهذا ـ بابتكار وتوظيف جديد لبعض الكهوف الموجودة في داخل محيط منزلنا، وذلك بنحنتها وتهذيبها لإيجاد مساحات واسعة، لتصبح بعد ذلك مزارات سياحية مشهورة، كما حرصت على عمل المغاسل وصنابير الماء من الحجر الجرانيتي الصرف، وقمت برصف الطريق الفرعي المؤدي الى المكان بالحجارة، عبر كهوف ومغاور لتصبح أنفاقاً طبيعية يمارس عبرها قائد المركبة تجربة المغامرة".
وأضاف: "وإيماناً مني بالدور الذي يجب أن أقوم به كباحث تاريخي، فقد قمت بالتعريف بهذا الجبل منذ وقت مبكر، وذلك من خلال أبحاث وتحقيقات صحافية منشورة، ومحاضرات ألقيتها، ومشاركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى ذاعت شهرة هذا الجبل وأصبحت تأتيه الوفود السياحية من مختلف بقاع العالم".