شريط الأخبار
وفاة 3 أشخاص في حادث سير مروع بالموقر درع جوي بري وتشغيل الرادارات التركية خلال زيارة أردوغان لدمشق موظفون لا يحملون ثانوية يقومون بأعمال محاسبية في صحة إربد الإمارات وتركيا تؤكدان دعم استقرار سوريا تجاوزات خطيرة في مديرية صحة الكرك "سلطة إقليم البترا" تشتري قطعة أرض في مجرى السيول "بمئات الآلاف" .. تفاصيل وجود 36 مديرًا بلا مديريات في وزارة الأشغال العامة والإسكان خسائر مالية متراكمة في البريد الأردني .. أين الرئيس سامي الداوود صرف مبلغ 772 ألف مخالف في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية مركبات حكومية عدد 17146 تخالف نظام التتبع الإلكتروني سائق مع رئيس مجلس على رأس عمله مدان بجرم استثمار الوظيفة لتحقيق منفعة شخصية. أموال منح غير مصروفة وانتهاء حق سحبها .. ديوان المحاسبة يكشف التفاصيل الصبيحي: 33 ألف متقاعد ضمان يتقاضون رواتب دون الـ 200 دينار سوريا تحذر إيران من "بث الفوضى" أسعار الذهب في الأردن اليوم الأربعاء القلعة نيوز تهنئ المسيحيين بعيد الفصح المجيد حسان: سنكون إلى جانب الشعب السوري لتحقيق طموحاته وآماله بحياة آمنة كريمة ولي العهد: يوم ممتع مع المنتخب الوطني الفيصلي يتأهل إلى المربع الذهبي لبطولة الكأس الأردن بعد الفوز على مغير السرحان ولي العهد يستضيف لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم في مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة

نظرة جيوسياسية في صلب الاستثمار

نظرة جيوسياسية في صلب الاستثمار

لم تكد الأسواق العالمية تنعم بالاستقرار بعد أعوام مريرة من التوترات الجيوسياسية والحرب التجارية التي كانت مشتعلة في فترة حكم دونالد ترامب الذي غادر البيت الأبيض وتصدر جو بايدن المشهد كرئيس للولايات المتحدة والذي راهن عليه الكثير انه انسان مسالم وحكيم وسيعمل على حل كل المشاكل التي افتعلها ترامب خلال فترة حكمة من توترات وينهي كل التصعيدات التي قام بها سلفه ، لغاية الان كلام جميل واقل ما يمكن ان نقول عنه نحن كمستثمرين انه رائع لكن الى هذا الحد ولن استرسل اكثر في المقدمات سأدخل في صلب الموضوع مباشرة باستعراض بعض الاحداث والأمور المغيبة عن الكثير من المستثمرين والمهتمين بالأسواق المالية دعوني استعرض لكم جملة من المواقف ومن ثم نعود لما بدأناه في مقدمتنا

جو بايدن يعقد أول قمة رباعية في تاريخ الولايات المتحدة مع قادة اليابان والهند وأستراليا من اجل تكثيف تعاونها لمواجهة نفوذ الصين في المحيطين الهندي والهادئ لينشئ بعد القمة جو بايدن فريق عمل في البنتاغون للمساعدة في صياغة سياسة الصين الشاملة والعلاقات مع الجيش الصيني مبدئيا هذا الامر ليس بالهين ويمكن غض الطرف عنه لان هكذا تصرف يوضح لنا نيته بانه سيحتفظ بموقف صارم تجاه بكين ليحدث بعدها تصعيد اخر في منطقة بحر الصين الجنوبي حيث اجرت قطع بحرية أمريكية تدريبات نادرة على حاملات الطائرات المزدوجة وهي المرة الثانية فقط في تاريخ البحرية الأمريكية التي تنفذ فيها مثل هكذا تدريب في المنطقة منذ عام 2012 بعد ان جاءت تحذيرات القائد الأمريكي الأعلى في المنطقة من أن الولايات المتحدة تفقد تفوقها العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مع توسع الصين السريع بطرق تشير إلى أنها تستعد لعمل عدواني لتتصاعد المخاوف بعدها ويصرح رئيس القيادة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ امام جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الامريكي حيث قال ان التوازن العسكري في المنطقة أصبح غير موات أكثر للولايات المتحدة مما يزيد من تهديد الصين باتخاذ إجراءات بسبب تراجع الردع وأضاف إننا نراكم المخاطر التي قد تشجع الصين على تغيير الوضع الراهن من جانب واحد قبل أن تتمكن قواتنا من تقديم استجابة فعالة وارى ان الوضعية العدوانية تتصاعد هناك.

وعلى الطرف الاخر سنت بكين قانون خفر السواحل الصيني الذي تم إعطاء الضوء الأخضر من خلاله لخفر السواحل بإطلاق النار على السفن الأجنبية العاملة في المياه المتنازع عليها والتي تطالب بها بكين في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي لتعرب بعدها الولايات المتحدة عن قلقها إزاء القانون الجديد وأصدرت الخارجية الامريكية بيان أعربت فيه عن القلق بسبب ربط استخدام القوة بإنفاذ بكين لمطالباتها البحرية بما في ذلك في بحر الصين الشرقي حيث يقوم خفر السواحل بدوريات متكررة حول جزر سينكاكو التي تسيطر عليها اليابان حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان السماح لخفر السواحل بتدمير الهياكل الاقتصادية للدول الأخرى واستخدام القوة في الدفاع عن مطالبات الصين البحرية في المناطق المتنازع عليها يعني ضمناً أنه يمكن استخدام هذا القانون لتخويف الجيران البحريين لجمهورية الصين الشعبية لتقوم بعدها الصين بعمل محاكاة ضخمة في منطقة الدفاع الجوي لتايوان حيث حلقت طائرات حربية صينية وقامت بمحاكاة هجمات على حاملة طائرات أمريكية لتنتقد بعدها الولايات المتحدة هذه الخطوة بشدة وطلبت من بكين بالكف عن ترهيب تايوان ونفهم من هذا النقد أن التوترات بين الولايات المتحدة والصين لم تظهر أي علامة على انحسارها منذ أن خلف جو بايدن دونالد ترامب كرئيس وان المنافسة العسكرية الشديدة بين القوتين العظميين حول تايوان وبحر الصين الجنوبي لم تخف مما يشكل تحديا لاستقرار الأوضاع وليس هذا فحسب بل ان الموضوع يتعدى تلك المنطقة من العالم حيث حذرت الولايات المتحدة الصين من أنها ستفرض عقوبات على شحنات النفط الإيرانية التي تقوم باستيرادها في الخفاء وانهم يراقبون عن كثب صادرات ايران المرتفعة الى الصين وبالتحول الى ملف هونج كونج فهو شائك أيضا بعد ان مررت الصين قانون انتخابات هونج كونج الذي اثار حفيظة الولايات المتحدة بقوة بعد ان ابلغتهم بخطورة تمرير هذا القانون لكن البرلمان الصيني لم يبالي بالتهديدات واقره فعليا حيث ستمكن لجنة الانتخابات الموالية لبكين من تعيين المشرعين بنفسها بمعنى اخر ان القانون يقلل من نسبة المشرعين المنتخبين ديمقراطيا في الهيئة التشريعية في هونج كونج لتنهال التعليقات الامريكية من كل حدب وصوب بالنقد والتوعد ولا يسعني المقام ذكرها كلها لكن سأذكر تعليق أنطوني بلينكين وزير الخارجية الأمريكي حيث قال إن الولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات على الجهود المبذولة لسحق الديمقراطية هناك والمعنى واضح جدا ولا يحتاج الى تفسير اكثر من ذلك لتأتي اولى الردود الامريكية بفرض عقوبات على 20 مسؤول صيني وحذر بلينكين من أن أي مؤسسات مالية ستقوم بأعمال تجارية مع هؤلاء المسؤولين ستكون تحت طائلة العقوبات أيضا ليأتي الرد من احد المسؤولين الصينين بقوله إن الخطوة الأمريكية ترقى إلى ان تكون تدخل فظيع في شؤون الصين ، ونفهم من هذا القراران النهج الصارم تجاه الصين الذي استخدمه ترامب لا زال جو بايدن ملتزم به الى الان ولعل أولى المكالمات بين بايدن و الرئيس الصيني شي جين حمل فقرة مهمة اوضحها بايدن وهي أنه سيحاسب بكين على الممارسات الاقتصادية غير العادلة وانتهاكات حقوق الإنسان ، وانتقل بكم من هذا الاستعراض البسيط لما حدث خلال المدة القلية الماضية الى اخر ما حدث منذ ساعات في اجتماع ألاسكا الذي تراشق في بدايته مسؤولي كلا البلدين كاسرين جميع التقاليد والأعراف الدبلوماسية من خلال تبادل الانتقادات في كشف علني غير اعتيادي للخلاف الآخذ في الاتساع بين واشنطن وبكين والجدير بالذكر ان هذا الاجتماع على قدر عالي من الأهمية وقد عقد على أمل إعادة ضبط الوضع لكن التبادل الساخن يشير إلى أن العلاقات يمكن أن تتدهور أكثر في الأيام المقبلة الى هنا اطوي لكم صفحة استعراضي السريع لملف العلاقات الصينية الامريكية وانتقل الى ملف العلاقات الأمريكية الروسية بعد ان أصدرت مؤخرا الاستخبارات الامريكية تقريرا يبين تدخل روسيا في الانتخابات الامريكية الأخيرة ليظهر علينا جو بايدن بعدها في مقابلة قائلا فيها ان فلاديمير بوتين قاتل وسيدفع ثمن تدخله في الانتخابات ورد الرئيس الروسي باستذكار تاريخ الولايات المتحدة الهمجي وقتل الأمريكيين الأصليين لتستدعي بعدها الخارجية الروسية سفيرها في الولايات المتحدة بعد ان تبادل فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن الإهانات حيث وصل تدهور العلاقة بين موسكو وواشنطن إلى أدنى مستوياته التاريخية وارى شخصيا ان ما حصل هو نهج اكثر تصادمية مع روسيا من قبل بايدن بمستويات تفوق ترامب لان مثل هكذا تصريحات لم يسبق لها تاريخيا ان تحدث وتفكر الولايات المتحدة في فرض عقوبات إضافية على روسيا ردا على احتجاز المعارض نافالني والتدخل في الانتخابات ومن المتوقع أن يعلن البيت الأبيض عن هذه الإجراءات الإضافية في الأيام المقبلة .

اعود الان الى ما تكلمت عنه في المقدمة واختم به في ذات الوقت هل هذا الرجل الذي تصدر المشهد في الولايات المتحدة وتوسم العالم فيه خيرا سيستطيع فعلا ان يدعم ويحلل الاستقرار العالمي!!! قد يسألني شخص هل انتقلت من كونك محلل فني وتقني الى محلل سياسي أقول وبكل بساطة لا لكن التوترات الجيوسياسية التي سردتها أعلاه والتي تتصاعد يوم بعد يوم الى منعرجات خطيرة ستنعكس قطعا وبالتأكيد على استقرار وحركة الأسواق المالية العالمية وتجعلها متذبذبة وغير متوازنة وخطرة اذا ما استمر الوضع في التصاعد وجميعنا لا ننسى الايام القاسية التي مرت بنا كمتداولين ومستثمرين ابان الحرب التجارية بين أمريكا والصين ونتذكر جيدا كيف ان التصريحات من كلا الطرفين كيف كانت تؤجج الأسواق وتحركها بعنف لعل الكثير ممن سيقرؤن مقالتي هذه لم يكن لديهم علم بما يحدث لذلك كان لزاما ان اكتب هذه السطور لأضع المتداولين والمستثمرين والأصدقاء والاحبة امام الصورة الكاملة لهذا الموضوع الهام ولكي اجعلهم على أهبة الاستعداد من اننا ومن الوارد جدا ان نكون على اعتاب توترات جيوسياسية جديدة قد تؤثر على الأسواق العالمية وشخصيا أرى ان ملامحها ترسم الان بوضوح لذلك دعونا أيها الاحبة ان لا نغفل عن حذرنا فيما يخص هذا الموضوع وان نترقب تطورات هذه الملفات بعناية في أيامنا القادمة.