دأت وزيرة الصناعة والتجارة والتموين المهندسة مها علي زيارة الى بغداد امس الاثنين، يرافقها وفد يضم ممثلين عن القطاعين العام والخاص بهدف متابعة تنفيذ المخرجات الاقتصادية للقمة الثلاثية التي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد في السابع والعشرين من الشهر الماضي وجمعت جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وأكد القادة أهمية تعزيز التعاون واعتماد أفضل السبل والآليات لترجمة العلاقات الاستراتيجية على أرض الواقع وخاصة الاقتصادية والحيوية منها كالربط الكهربائي ومشاريع الطاقة والمنطقة الاقتصادية المشتركة والاستفادة من الإمكانات الوطنية والسعي لتكامل الموارد بين البلدان الثلاثة الشقيقة وخاصة في ظل التبعات العالمية لجائحة فيروس كورونا المستجد على الأمن الصحي والغذائي والاقتصادي. وعقدت الوزيرة والوفد المرافق لها والذين وصلوا الى بغداد صباح امس، سلسلة اجتماعات مع وزراء ومسؤولين عراقيين وممثلي القطاع القطاعين الصناعي والتجاري، ركزت على مناقشة الآليات اللازمة لتعظيم الاستفادة من مخرجات القمة الثلاثية الاقتصادية بما يخدم مصالح البلدان الثلاث والعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي في العديد من المجالات خاصة الصناعية منها. وشملت الاجتماعات لقاء الوزيرة والوفد المرافق بحضور السفير الأردني لدى العراق الدكتور منتصر العقلة، كلا من وزراء الصناعة والمعادن منهل عزيز الخباز والتجارة علاء الجبوري والتخطيط الدكتور خالد بتال النجم ورئيس وأعضاء اتحاد الصناعات ورئيس وأعضاء اتحاد غرف التجارة العراقية.
وقالت م. علي خلال لقائها بالوزراء والمسؤولين العراقيين واتحادي الصناعات وغرف التجارة العراقية أن القمة الثلاثية أعطت دعما قويا للجهود المبذولة لزيادة التعاون الاقتصادي على المستوى الثنائي بين الأردن والعراق وعلى المستوى الثلاثي الذي يضم مصر ما يتطلب العمل بأقصى الطاقة لترجمة رؤى وتوجيهات القادة الى واقع عملي وملموس وفق خطة عمل واضحة ومحددة بإطار زمني للتنفيذ.
وأضافت وزير الصناعة والتجارة والتموين:» وجودي اليوم والوفد المرافق في بغداد يعكس حرص الأردن بقيادة جلالة الملك على تسريع العمل بمشاريع التكامل الاقتصادي بين البلدان الثلاث وبهدف تعزيز التعاون على المستوى الثنائي بين الأردن والعراق وتنفيذ مخرجات القمة الثلاثية المتعلقة بالجانب الاقتصادي «.
وقالت إنه سيتم الترتيب لزيارات ولقاءات قطاعية من القطاع الخاص الأردني والعراقي لغايات الارتقاء بالتعاون الاقتصادي سيما في مجالات الصناعة والتجارة وتحقيق التكامل الصناعي وغيره من المجالات وغيرها.
وأشارت الوزيرة الى أهمية مشروع المدينة الاقتصادية المشتركة بين الأردن والعراق حيث استكمل الجانبان الاجراءات المرتبطة بتخصيص الاراضي للمدينة الاقتصادية مما سيمكن الشركة الاردنية العراقية للصناعة بالبدء بإجراء الدراسات اللازمة لإنشاء المدينة.
ودعت الوزيرة القطاع الخاص العراقي والأردني للاستفادة من الفرص المتاحة في كل من الأردن والعراق في مختلف المجالات والعمل على إقامة المشاريع الاستثمارية بما يخدم مصالح البلدين.
ويضم الوفد الأردني رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير وعضوي مجلس إدارة غرفة صناعة الأردن إيهاب القادري ممثل قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات وعبد الحكيم ظاظا ممثل قطاع التعبئة والتغليف وممثلين عن غرفة تجارة الأردن المهندس هيثم رواجبه ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وفراس سلطان ممثل القطاع المالي والمصرفي في غرفة التجارة. وقال وزير الصناعة والمعادن العراقي الخباز أن العراق يتطلع باهتمام الى البدء بخطوات عملية وتنفيذية لزيادة التعاون الاقتصادي على المستوى الثنائي مع الأردن وفي إطار التعاون الثلاثي أيضا مشيرا الى توفر الفرص والإمكانات اللازمة لذلك وقدرة القطاع الخاص في البلدان الثلاث على زيادة أطر التعاون الاقتصادي.
من جانبه قال وزير التجارة الجبوري أن تعزيز التجارة البينية بين العراق والأردن وفي إطار التعاون الثلاثي امر مهم لزيادة التعاون الاقتصادي وبهدف تحقيق التكامل في مجالات التجارة لعدد من السلع التي تنتج في كل بلد.
وأشار إلى أهمية مشاركة الأردن في معرض بغداد الدولي المقبل وتم بحث تخصيص موقع دائم للمنتجات الاردنية داخل معرض بغداد الدولي.
وزير التخطيط البتال أكد ضرورة مواصلة اللقاءات والجهود بين الأطراف الثلاثة لتسريع تحقيق التكامل الاقتصادي في المجالات المتفق عليها وكذلك أهمية مشروع المدينة الاقتصادية التي يعول عليها لزيادة التعاون الاقتصادي بين الأردن والعراق وإمكانية ان تخدم المنطقة العربية بشكل عام لاحقا.
وقال السفير الأردني لدى العراق أن هنالك حرص واهتمام متبادل من قبل الأردن والعراق لزيادة التعاون الاقتصادي من خلال إقامة المدينة الاقتصادية وزيادة حجم التجارة البينية وتحفيز القطاع الخاص في كلا البلدين.
وتم التأكيد خلال المباحثات على أهمية وضع خطة عمل للعمل بتشاركية ما بين القطاعين العام والخاص في الأردن والعراق وفي إطار التعاون الثلاثي الذي يضم مصر أيضا لأجل زيادة التعاون الاقتصادي وتسريع إجراءات تحقيق التكامل في العديد من المجالات بخاصة الصناعية والتجارية منها وإزالة الصعوبات التي تواجه انسياب السلع بين البلدين.
كما تمت مناقشة آخر المستجدات فيما يتعلق باستكمال المتطلبات الخاصة بإنشاء المدينة الاقتصادية المشتركة والخطوات اللازمة للبدء بالإجراءات التنفيذية اللازمة لإنشاء هذا المشروع الذي سيشكل رافعة أساسية للتعاون الاقتصادية بين الأردن والعراق ومصر.
وتطرقت المباحثات الى اتفاقية الاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة بين البلدين والاتفاق على ترتيب عدد من الزيارات لوفود في العديد من المجالات منها قطاعات الانشاءات والمقاولات، تكنولوجيا المعلومات، القطاعات الصناعية المختلفة، والقطاع الصحي والخدمات وزيارات قطاعية للاطلاع الفرص الاستثمارية بين البلدين والترتيب لزيارة وفد من الجمارك العراقية الى المملكة.
وأكد الجانبان ضرورة التعاطي الايجابي للقطاع الخاص بين البلدين الأردن والعراق وفي إطار التعاون الثلاثي أيضا للاستفادة من الفرص المتاحة في الدول الثلاث وإقامة مشاريع استثمارية مشتركة تسهم في تحقيق التكامل الذي أكد عليه القادة في قمتهم الأخيرة.
وأبدى رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان الجغبير استعداد القطاع الصناعي لبذل الجهود اللازمة من جانبه لتطوير التعاون في المجالات الصناعية وغيرها وبما يحقق توجيهات جلالة الملك ونتائج القمة الثلاثية وكذلك تفعيل مشروع التوأمة الموقع بين غرفة صناعة الأردن واتحاد الصناعات العراقي مؤخرا.
من جانبه قال رئيس اتحاد الصناعات العراقي عادل عقاب خلال زيارة الوزيرة والوفد المرافق لمقر الاتحاد ولقائها برئيس وأعضاء الاتحاد أن الأردن يشكل واحدة من اهم الوجهات الاستثمارية لرجال الأعمال العراقيين بفضل ما يتمتع به من مزايا جاذبة كالأمن والاستقرار والحوافز للمشاريع الاستثمارية.
وبين أنه سيتم التواصل مع غرفة صناعة الاردن لأجل تعزيز التعاون في المجال الصناعي ودعم الجهود المبذولة لتحقيق التكامل الصناعي.
وقد تم خلال اللقاء توقيع مذكرة تعاون بين غرفة صناعة الاردن واتحاد الصناعات العراقي لتعزيز التعاون في المجال الصناعي.
وفي سياق متصل قال رئيس اتحاد غرف التجارة العراقية عبد الرزاق الزهيري خلال اللقاء مع الوزيرة م. علي والوفد المرافق في مقر الاتحاد أن هنالك العديد من الصعوبات التي تواجه حركة التجارة في الاتجاهين ويفترض العمل على حلها لخدمة المصالح المشتركة وزيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين الأردن والعراق. وتم خلال اللقاء مع القطاعين التجاري والصناعي العراقي بحضور ممثلي القطاعين الصناعي والتجاري من الأردن التباحث حول تحقيق التكامل الاقتصادي في مجالات الصناعة وغيرها وسبل زيادة المبادلات التجارية وإقامة المشاريع الاستثمارية في كلا البلدين.
وتحدث ممثلون عن القطاع الخاص الاردني والعراقي عن رؤيتهم لتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين.