أشار خبراء اقتصاديون اهمية الملفات الاقتصادية المتوقع ان تشملها الزيارة الملكية للولايات المتحدة الامريكية ولقاء جلالة الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الامريكي جو باديدن، ولقاءاته مع العديد من المسؤولين الامريكيين وصناع القرار، خلال الزيارة الهامة التي يرافقه فيها جلالة الملكة رانيا العبد الله وسمو ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله.
حسام عايش
قال الخبير الاقتصادي حسام عايش، ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى واشنطن مهمة وتأتي في وقت مفصلي وذلك في ظل الأوضاع في المنطقة بشكل عام والأردن بشكل خاص وذلك لاسباب عدة سياسية واقتصادية وغيرهما.
واضاف الاردن واجه تحديات سياسية واقتصادية صعبة وبذل جهودا كبيرة سابقا لاحتواء جائحة كورونا، حيث اعتبرت تلك الجهود رائدة في مواجهة الجائحة وذلك في ضوء الإمكانيات المتوفرة بالاردن مقارنة مع اثر الجائحة وتداعياتها على مختلف القطاعات الاقتصادية.
واشار الى ان التحديات التي فرضتها الجائحة وخاصة الاقتصادية منها ادت الى تراجع معدلات النمو وتوقف الحركة الاقتصادية واغلاق بعض القطاعات؛ ما فاقم من مشكلة البطالة والفقر وزيادة حجم المديونية.
ولفت الى ان زيارة الملك والتي استهلها بحضور موتمر اقتصادي لهو دليل على الاهمية الكبيرة التي يوليها جلالته للشان الاقتصادي باعتباره رافعة مهمة للاردن، كما انه تذكير للولايات المتحدة الأمريكية باعتبار الاردن حليفا مهما في المنطقة وهذا يتطلب زيادة حجم المنح والمساعدات المقدمة بحيث تكون اكبر من السنوات السابقة.
كما ان الزيارة الملكية تأتي لاعادة التذكير بما تم الحديث عنه من فرص اقتصادية واستثمارية وعن الدور الأردني في المنطقة في ظل استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين وغيرهم مما رتب اوضاعا اقتصادية صعبة على الاردن وذلك بحسب التقارير الدولية نتيجة استنزاف موارده في قطاعات الصحة والتعليم وغيرهما، مشيرا إلى دور الولايات المتحدة الأمريكية في توجيه المؤسسات الدولية لتقديم كافة أشكال الدعم للاردن.
ولفت عايش ان الزيارة تشكل مفصلا مهما في اعادة تحريك العجلة الاقتصادية وخاصة ان الولايات المتحدة قدمت في السابق ضمانات لقروض حصل عليها الاردن والتي تعد احد أشكال الدعم للاردن، مشيرا ان ذلك يسمح للاردن بالتحرك في الاسواق المالية بضمانات امريكية وهذا من شأنه ان يوسع المجال امام الصادرات الأردنية الى الاسواق غير التقليدية بالإضافة إلى اعطاء الصادرات الاردنية إلى الأسواق الأمريكية الأفضلية بحيث لا تقتصر على المناطق المؤهلة.
واشار الى ان الزيارة ستبحث ملفات هامة في قطاعات الطاقة والمياه اي ان هنالك مشاريع تم ايقافها يتوقع أن يتم البحث فيها مثل ناقل البحرين وغيرها من مشاريع في قطاعات الطاقة والتي ستؤثر لاحقا في مرحلة التعافي الاقتصادي.
خالد الدجاني
أكد الخبير الاقتصادي خالد الدجاني إن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى الولايات المتحدة الأمريكية تفتح آفاقا جديدة في التبادل التجاري، مشيرا إلى اهمية ترجمة مضامين هذه الزيارة إلى خطوات عملية على ارض الواقع من خلال متابعة حثيثة للقطاعين العام والخاص لنتائج الزيارة.
واضاف الدجاني ان هذه الزيارة تفتح المجال لاستقطاب استثمارات جديدة في المملكة، مشيرا الى ان جلالة الملك يروج الاردن في كافة المحافل الدولة، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة قيام الحكومة بمتابعة نتائج مخرجات زيارة جلالته واهتمامه بجلب مشاريع جديدة للاستثمار وخاصة في القطاعات ذات الأولوية.
وشدد على ضرورة تنويع الأسواق التي تصدر إليها المنتجات والسلع الأردنية، والاستفادة من اتفاقيات التجارة مع الولايات المتحدة لتكون نقطة عبور للمنتجات الاردنية.
وقال ان على الحكومة الاستفادة من هذه الزيارة وتحويل الفرص إلى مشاريع استثمارية على أرض الواقع وبما يسهم في مسيرة التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل وتحقيق معدلات نمو إيجابية، في ظل وجود عوامل جذب استثمارية مميزة لدى المملكة.
الدكتور عودة أبو سنينة
قال الدكتور عودة ابو سنينة / استاذ الإدارة والمناهج في جامعة عمان العربية، ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى واشنطن تاتي في اطار التحرك الاردني وللمكانة التي يحظى بها جلالته في الأوساط الدولية، حيث سيلتقي جلالته الرئيس الامريكي الجديد وذلك بهدف توثيق العلاقات التاريخية مع الادارة الجديدة، كما تهدف هذه الزيارة الى التاكيد على الثوابت الاردنية في عدة قضايا واهمها قضية فلسطين والمقدسات الاسلامية، والقدس حيث عملت الادارة السابقة على الانحياز لـ»اسرائيل» بدون اعتبارات للمصالح العربية والفلسطينية وذلك من خلال اعلان صفقة القرن ونقل السفارة الامريكية الى القدس والاعتراف بضم الجولان واعتبار المستوطنات شرعية.
واضاف د. ابو سنينة انه من المتوقع ان يبحث جلالة الملك مع الجانب الامريكي العلاقات الثنائية الاردنية الامريكية والدفع باتجاه تطويرها بما يخدم المصالح العربية والاردنية والفلسطينية وتوضيح الرؤية الاردنية كحل للصراع وانهاء الاحتلال.
واشار الى ان للاردن ولجلالة الملك مكانة كبيرة يحظى بها في الاوساط الدولية، مشيرا الى ان الزيارة ربما تساهم باقناع الادارة الامريكية بزيادة حجم المنح والمساعدات الاقتصادية للاردن في ظل جائحة كورونا وما لحق بالاقتصاد الاردني من تراجع في معدلات النمو وزيادة نسب الفقر والبطالة نتيجة هذه الجائحة العالمية والتي اثرت على مختلف الدول والقطاعات، بالاضافة الى بحث امكانية زيادة حجم الدعم العكسري المقدم الى الاردن وخاصة ان الاردن يقع في قلب منطقة حساسة مليئة بالاحداث الكثيرة والمتغيرات في ظل الاوضاع الراهنة.
ومن المتوقع بحث اهمية الدور الهاشمي في الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وهذا ما اكدته اتفاقية وادي عربة وهي وصاية تاريخية وعدم تغيير الوضع القائم وعدم اتخاذ مواقف احادية الجانب، بالاضافة الى اعادة احياء دعم وكالة الغوث الدولية لتقديم المساعدات المالية للفلسطينيين واستمرار صموده على ارضه ووقف هدم المنازل واقامة البؤر الاستيطانية.