اسطنبول، تركيا، ("ايتوس واير") القلعه نيوز
كشفت دراسة جديدة عن احتمال وجود صلة بين صحة القلب وصحة القناة الهضمية يعزّزها تناول الجوز. وتُشير نتائج هذه الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة التغذية (Journal of Nutrition)، إلى أن استهلاك الجوز يعزز دور بعض بكتيريا القناة الهضمية في الجهاز الهضمي ذات الصلة بالتحسينات في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول
. ويعتقد الباحثون أن ذلك قد يعود إلى المزيج الفريد من المركبات الحيوية النشطة والأحماض الدهنية والألياف الغذائية الموجودة في الجوز.1
ومع توجّه الأفراد حول العالم بشكل متزايد إلى البحث عن المأكولات التي تساهم بخفض عوامل الخطر وتعزز الصحة، وبالتالي، تعدّ صحة القناة الهضمية وصحة القلب من أبرز الفوائد التي يبحثون عنها، لسبب مهم، وهو معدل الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تضاعف بنحو ثلاث مرات في الفترة ما بين 1990-2020. وفي حين تبلغ فرص البقاء على قيد الحياة إثر نوبة قلبية في نصف الكرة الغربي، أي في دول مثل الدانمارك / كوبنهاجن/ ما بين 60-64 في المائة في المتوسط، فإن هذه النسبة أقل من ذلك بكثير في دول الشرق الأوسط،
إذ تشير الإحصاءات أن هذا المعدل لا يزيد عن 5-10 في المائة في المتوسط في دبي. ويُشير الأطباء إلى أن 2 من بين 10 أشخاص في الإمارات العربية المتحدة يعانون من سوء صحة القناة الهضمية، ما يجعلها على نفس القدر من خطورة أمراض القلب، وأن العادات الغذائية السيئة قد يكون لها تأثير على تفاقم المشكلة2.
وفي هذه التجربة الجديدة التي أُجريت في جامعة ولاية بنسلفانيا وكلية جونياتا، شملت الدراسة 42 مشاركاً يعانون من زيادة الوزن أو السمنة (مؤشر كتلة الجسم: 25.0 - 39.9 كيلوجرام/ متر مربّع) وتتراوح أعمارهم بين 30-65 عاماً ومعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب. وفي البداية،
اتبع المشاركون حمية أمريكية متوسطة (48 في المائة كربوهيدرات، 17 في المائة بروتين، 35 في المائة دهون، 7 في المائة دهون مشبعة) لمدة أسبوعين للتأكد من أن جميع المشاركين في التجربة قد انطلقوا من خط الأساس ذاته.
ولاحقاً تمّ وبشكل عشوائي تخصيص نظام غذائي لهم استبدلت فيه بعض الدهون المشبعة إما: بالجوز أو بمزيج من الزيوت النباتية التي تضم نفس الأحماض الدهنية الموجودة في الجوز (بما في ذلك حمض ألفا لينولينيك في الأوميغا 3، وهو أحد أنواع الدهون المتعددة غير المشبعة)؛ أو بمزيج من الزيوت النباتية التي تضمّ نسبة أعلى من حمض الأوليك أوميغا -9 (نوع من الدهون الأحادية غير المشبعة).
وقد صُمّمت هذه الوجبات الغذائية لاستبيان ما إذا كانت الدهون الجيدة وغير المشبعة التي يحتوي عليها الجوز مسؤولة عن هذه الفوائد أو إذاما كانت العناصر الغذائية الأخرى الموجودة في الجوز الكامل، مثل المركبات النشطة بيولوجياً والألياف، تلعب دوراً إضافياً في ذلك.
وقد اتّبع جميع المشاركين كل نظام غذائي لمدة ستة أسابيع مع استراحة (في المتوسط 22.8 يوماً) بين كل تدخل. وتمّ تقييم الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الجهاز الهضمي للمشاركين، بالإضافة إلى مؤشرات صحة القلب، مثل ضغط الدم والكوليسترول، قبل وبعد كل من الأنظمة الغذائية.
وأظهر الأفراد الذين تناولوا الجوز والزيوت النباتية التي تحتوي على نفس الأحماض الدهنية الموجودة في الجوز تحولات إيجابية في بكتيريا الأمعاء مقارنة بالنظام الغذائي الأمريكي المتوسط، ما يُشير إلى وجود تأثير إيجابي لحمض ألفا لينولينيك في الأوميغا 3.
أمّا المشاركين الذين اتّبعوا حمية الجوز فقط، فقد شهدوا تعزيزاً فريداً لأداء نوع معين من البكتيريا - والذي يضطلع بدور مهم في استقلاب الإيلاجيتانين، وهو أحد المكونات الحيوية في الجوز قد يرتبط بفوائد تعود على القلب والأوعية الدموية.
*المصدر: "ايتوس واير"