
القلعة نيوز :
بقلم نزهة الإدريسي المملكة المغربية
ا. انها صرخة سيدة مغربية اقفلت في وجهها كل سبل الإستمرار في العلم والتحصيل... فبعد رحلة مع الحياة أعطت فيها كل ما يمكن عطاءه.. بيت مستقر، زوج سعيد ارتقى بعمله الى اعلى الدرجات، أبناء احسنت تربيتهم و سهرت على تعليمهم الى ان اصبحوا طلاب في أكبر الجامعات العالمية ، أعمال اجتماعية متميزة... وقد أصبحت اليوم في خريف العمر ، ارادت ان تلحق من جديد قطار العلم والتحصيل الذي تعتبره الشريان الوحيد الذي يصلها بالحياة فقدمت للجامعة قصد تحضير الماستر ببلدها وقد ملأها الفرح والأمل خاصه انها تلقت وعودا وتشجيعا كبيرا من دكاترة و مدرسين و رجال ثقافة... فقدمت الطلب تلو الآخر على جميع المنصات المناسبة لدراستها فخاب الأمل وتلقت الصفحة تلو الأخرى. وهذا ناتج عن المعايير الموضوعة في انتقاء الطلبة والمرشحين.. والتي لا مكان فيها لا للمتقدمين في السن وقدم شهاداتهم ولا للحاملين للمشارع او الأفكار و الإبداعات والذين يتطلعون لإسنادها بدراسات و شهادات اكاديمية . بل تقوم عملية الانتقاء على اساس معايير لا يمكن وصفها الا بالمزاجية والتي تفتح أمامها أبواب النصب و الاسترزاق من طالبي الشهادات العليا وهذا ما كشفت عنه بعض الفضائح التي تعرض حاليا على القضاء... لهذا يجب اعادة النظر في المعايير التي تعتمدها جامعتنا العربية بشكل عام في قبول المترشحين للدراسة في الأسلاك العليا مع فتح المجال للعنصر النسوي خاصة بدون شرط او قيد لما تبليه المرأة العربية في سبيل اسرتها والمجتمع. فلا أقل من ان تكافئ باتاحة الفرصة من اجل العودة للحياة بشكلها الأوسع وتثبت وجودها في وجدان العالم كما اثبتته في وجدان الأسرة و مجتمعها الضيق المرأة العربية تعيقها حواجز ومعضلات كثيرة عن التعليم او مواصلة الدراسة اهمها وأولها الأسرة، فهي اما مشاركة في العناية بها او مشرفة اشرافا مباشرا عليها كام وربة بيت . وتبذل الكثير حبا و طواعية في هذه الرسالة الإنسانية. لكن المجتمع وبعض القوانين المجحفة تبخسها حقها في عدة مجالات وأهمها التعليم ومواصلة الدراسة بحيث تخضع للمعايير العادية التي توضع للدارس العادي الذي كان متفرغا طول الوقت للتعلم والدراسة والذي هو بدوره ما كان ليتفرغ لذلك لولا وجود ام او أخت ترعاه وتقوم على خدمته حتى يتسنى له التحصيل بشكل مناسب.. اريد ان ادرس.. أريد أن استمر في الحياة.. ستظل صرخة تعلو وتعلو في السماء حتى تحطم تلك المعايير الغبية والمجحفة التي تضعها الجامعات المغربية بشكل خاص والعربية بشكل عام بوجه المرأة خاصة الام وربة البيت التي انفقت أجمل سنوات العمر في تريية هذا الاستاذ وذلك المقرر ورئيس الجامعة وكل المسؤولين عن التعليم حتى وصلوا لهذه المراكز بما فيها مراكز القرار التي وضعت تلك المعايير المجحفة في انتقاء طلبة العلم.