القلعة نيوز- عمان
بقلم الدكتور : يوسف عبد الفتاح الفقهاء
لا تفعلوا فعل النعام
القارىء الجيد للأحداث ولمساقات الأمور , لا بد له أن يتنبأ بما سيحدث بناء على ما حدث .
ليس تنجيما ولا ضربا بالودع , بل من باب أن التراكمات الكمية تحدث لاحقا مخرجات نوعية تؤثر على المضمون وقياسا على الشواهد للكثير من الظواهر الطبيعية والتي تنذر مقدماتها بحدوث اللاحق لها ,فان قرائتي للواقع وتوقعي للقادم يمتد ويعتمد على شد الذاكرة لسنوات وسنوات خلت كانت فيها الأمور على غير ما هي عليه الآن .
ففي السنوات الخوالي كان المجتمع يعيش نوعا من الإستقرار وينعم بنوع من الطمانينة على مستقبله ويحدوا أفراده الأمل بحياة أفضل .ودليلي على ذلك التنهدات المصاحبة للسؤال المتداول ( كيف شايفها ) حيث يأتيك الجواب غالبا ( ساق الله على أيام زمان )
هذه العبارة التي تلخص بحد ذاتها عن عدم رضى شامل وعام عن الوضع الذي وصلنا اليه .
في الماضي (أيام ساق الله عليها ) كان المواطن ينعم بطمأنينةلا بأس بها مبنية على ثقته تجاه الدولة بكل مكوناتهاوكان ذلك مرده إلى حالة الركون بأن لكل أمر حياتي مرجعية جاهزة للتدخل عند الحاجة لتصويب الأوضاع .
في تلك الأيام كان ممنوع التغول على المواطن في مأكله ومشربه , وكانت وزارة التموين مثلا هي صمام الأمان أمام جشع التجار وكان القضاء سيفا بتارا يقض مضاجع الفاسدين , وكان وكان وكان .
لكن ظهور دعاة التطور وأبواقه ( وأنا لست ضد التطور والتطوير ) أقول ظهور من اتخذوا من ضرورته قناعا لضرب البنى التحتية للمجتمع وبالتالي أركان الدولة والنظام أدى إلى اختلالات كبيرة في الحس المجتمعي وفي بنيته وقد بدأت ملامح التغيير هذه فيما نشاهده الآن من ظواهر مستغربة وغريبة لا داعي لذكرها من باب أن من لا يراها هو أعمى البصر والبصيرة ,
تحول الماء من حالته السائلة إلى حالة البخار يمر بالضرورة بمرحلة ارتفاع درجة الحرارة والتي مع استمرار ارتفاعها تصل لدرجة الغليان والتي بالضرورة ستحول حالته الكمية والنوعية إلى حالة أخرى .حالة التغيير الكامل والشامل والذي ان استمر دون مراقبة ودون مسؤولية قد يكون مدمرا وخارج عن المالوف
حالة اللعب على حافة الهاوية تتطلب مهارات وقدرات وضوابط أرجوا أن لا نكون قد فقدناها وآمل أن نكون ناصيتها بيدنا قبل فوات الأوان .