شريط الأخبار
تنكيس الأعلام فوق الوزارات والدوائر الرسمية حدادا على وفاة قداسة البابا فرنسيس المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل وزير الثقافة ينعى الكاتب والناقد غطاس الصويص أبو نضال اللاتفية أوستابينكو تفجر مفاجأة من العيار الثقيل في شتوتغارت الصادرات الزراعية الروسية إلى السعودية تسجل نموا بنحو الربع في 2024 بوتين يشكك في قدرة قادة الاتحاد الأوروبي على تنفيذ تهديداتهم ضد ضيوف احتفالات النصر في موسكو مانشستر سيتي يبلغ برناردو سيلفا بقرار "محبط" بشأن مستقبله مع الفريق الرياض تبدي اهتماما بالإنجازات الروسية الجديدة في مجال علم الوراثة دخان أبيض أو أسود.. كيف يجري اختيار بابا جديد في الكنيسة الكاثوليكية؟ قائد ليفربول يثير الجدل حول مستقبل أرنولد الخشاشنة: لن يتم تطبيق نظام البصمة إلا ضمن معايير واضحة تحمي حقوق الطبيب وتصون كرامته عندما يحكم العالم غبي... الصفدي: وحدتنا الوطنية أقدس من أن يعبث بها أي حاقد أو جاحد وزارة الداخلية تستعرض أبرز إنجازاتها خلال آذار اختتام معسكر القيادة والمسؤولية المجتمعية في عجلون النائب الهميسات يطالب العمل الإسلامي بالانفكاك عن الجماعة مطالبات نيابية بحل حزب جبهة العمل الإسلامي الملك: أحر التعازي للإخوة والأخوات المسيحيين في العالم بوفاة قداسة البابا فرنسيس النواب يشطب كلمة للعرموطي: لا خون في الحكومة ونحن نعرف أين الخون زلزال مالي جديد من قلب الصين

الربيحات يكتب: السكوت ليس دائما علامة على الرضا .. !

الربيحات يكتب: السكوت ليس دائما علامة على الرضا .. !
القلعة نيوز - د. صبري الربيحات

الثقافة الاردنية زاخرة بالاقوال المآثورة والحكم والتعابير التي تستخدم لتختزل ما يجري في المواقف والمناسبات المتنوعة.. في حالات كثيرة تملك هذه الاقوال والحكم والتعبير صفات الالزام والجبر ويستسلم لنفوذها الجميع دون اعتراض او احتجاج وتذمر..

بعض هذه العبارات ابتدعها الاهل كمسوغات لفرض ارادتهم على الابناء لمنعهم من ابداء الرأى في أكثر المسائل مساسا بحياتهم.

احد اهم المواقف التي يجري فيها تزوير ارادة الصبايا تحدث عند تقدم عريس لخطبة احدى بنات العائلة. كطقس شكلي يسأل الاب الابنة المخطوبة عن رأيها في العريس ولا ينتظر الاجابة فسرعان ما يلحق السؤال بعبارة السكوت علامة الرضا في اشارة الى ان لا مجال للرفض وما عليها الا ان توافق.

اليوم تسير البلاد باتجاه تعديلات دستورية وعلاقات اقليمية غير مفهومة في مقدمتها التوقيع على مذكرة نوايا للتعاون مع كيان لا يمكن الوثوق بنواياه ولا بما يخطط له حيالنا.

في التعديلات الدستورية المقترحة إضعاف لسلطة الحكومة وايجاد لسلطة جديدة تعمل كـ "مكبس احمر" على حد تعبير رئيس الحكومة وتعمل على ان لا تكون الديمقراطية التي يخطط لها فاعلة او ذات قيمة تذكر.

في بلادنا لا يجد الكثير من الناس اسبابا كافية ولا مبررات مقنعة لهذه التغييرات ولا يملك الناس وسائل وادوات مناسبة للتعبير عن مواقفهم فالاحزاب بلا سلطة والنواب جرى اختيارهم في ظروف لم تسمح بمشاركة الا القلة من الناخبين.

على المنابر العامة اليوم هناك اصوات كثيرة يتسابق اصحابها في تقديم مسوغات لقرارات وسياسات لا تحظى بقبول الناس وتتعارض إن لم تناقض المواقف التاريخية المعلنة للبلاد والمصالح الوطنية المتعارف عليها..

الحالة التي يعيشها الناس ليست وليدة الامس بل هي نتاج وانعكاس لمشاكل وتحديات مزمنة تفاقمت بعدما ظهرت هشاشة الطروحات والمقترحات التي قدمتها الحكومات للتعامل مع قضايا المياه والطاقة والفقر والتنمية والبطالة وحتى الاصلاح.

لم يخطر ببال احد ان يعدم الاردن الوسائل في ايجاد حلول لمشكلاته بعيدا عن اسرائيل فقد ظن الجميع ان لدى صناع القرار خيارات واسعة غير التي اشار اليها وزير المياه الاسبق او تفعيل قناة البحرين التي جرى الحديث عنها منذ عقود.

الذهاب في حل المشكلة المائية التي تفجرت مع جفاف السدود مع بلد لا نرتبط به بروابط ثقة وصداقة برعاية شريك اخر لا احد يفهم اسباب ودوافع دخوله كراعيا وممولا لهذه الشراكة قرار يثير الكثير من التساولات التي تحتاج الى تفسير.

العمل الذي يجري اليوم في اروقة المجالس التشريعية التي انتخبت في ظرف عزف فيه اكثر من 70% من الاردنيين عن التصويت وفي اوضاع عرف فيها الجميع اسم رئيس المجلس النيابي قبل اجراء الانتخابات باشهر يبقى في اطار هندسة المستقبل دون الاكتراث كثيرا لارادة الناس ومواقفهم.

من الصعب اعتبار ما يجري اليوم اصلاحا دستوريا دون استفتاء شعبي يقبل عليه غالبية المواطنين ويقولون كلمتهم بحرية وشفافية ووضوح. الاستمرار بالتفكير نيابة عن الناس وافتراض انهم راضون قد يكون افتراضا ضبابيا في غير محله ويفتقر للادلة والبراهين.

في تقديري ان الاردنيين تواقون الى الاستقرار ولرفعة شأن بلدهم ولا احد يرغب في افتعال احداث او حوادث تقوض الاستقرار او تنال من بناء الدولة لكن الجميع مقتنع بان البلاد تحتاج الى سياسات جديدة وادارات جديدة وتوجهات جديدة وتعاريف جديدة للمصالح الوطنية والاصدقاء والخصوم.. ومن غير الممكن الاستمرار في اعادة نفس الاخطاء والعثرات وتجريب المجرب..




د. صبري الربيحات