شريط الأخبار
الخارجية: إصدار 41 تصريح دفن لحجاج أردنيين في مكة واستمرار البحث عن مفقودين الحزب الديمقراطي الاجتماعي :محاسبة شركات الحج المخالفة و تشكيل لجنة تحقيق عاجلة لمعرفة ملابسات هذه الكارثة، وتحديد المسؤولين عن الإهمال والتجاوزات الخارجية تؤكد وفاة (41) حاجا اردنيا.. وتتابع عمليات البحث عن المفقودين مصدر مسؤول: حجاج البعثة الرسمية بخير.. ومتابعتهم بإشراف أعضاء وفرق بعثة وزارة الأوقاف 707 أطنان خضار وفواكه وردت للسوق المركزي في إربد أسعار الذهب تنخفض في الاردن رحلة في المجهول .. موت يترصد أردنيين قرَّروا هجرة غير شرعية وتقصير بالتوعية البرلمان العربي يدعو لتكثيف الجهود للحد من خطاب الكراهية الطاقة تدعو إلى ترشيد الاستهلاك في ظل ارتفاع درجات الحرارة الأمن العام تُجدد تحذيراتها من ارتفاع درجات الحرارة حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات ثاني أيام التشريق اجواء جافة وحارة في اغلب المناطق حتى الخميس وزارة الأوقاف :العثور على حجاج أردنيين "غير نظاميين" كانوا مفقودين ملف الحجاج المفقودين ينتقل إلى وزارة الخارجية انقطاع التكييف في العديد من خيام البعثة الأردنية في الحج ارتفاع عدد الوفيات بين الحجاج الأردنيين إلى 14 والمفقودين إلى 17 نتنياهو يلغي مجلس الحرب "سلطة البترا": خسرنا أكثر من 71% من زوارنا بالربع الأول من العام الحالي الجازي يشارك في قمة السلام بأوكرانيا ذوي الحاجه نهله الخطيب ام رامي المسعود يناشدن السلطات السعودية بالعثور عليها

الزبن يكتب: وقع بوتن في الكمين الأوربي الامريكي

الزبن يكتب: وقع بوتن في الكمين الأوربي الامريكي

القلعة نيوز : العميد المتقاعد عارف الزبن
عندما يعيد التاريخ نفسه فالحرب التي تحدث بين أوكرانيا وروسيا تعيدنا الى الحرب بين فنلندا والاتحاد السوفييتي.
دخلت القوات السوفيتية فنلندا في ٣٠ نوفمبر ١٩٣٩ بأسلوب الحرب الخاطفة وهي ما عرفت بالألمانية بيلتز كريغ Blitzkrieg والتي سميت بحرب الشتاء بعد ان اجتاح الجيش السوفيتي الشريط الحدودي الذي يزيد عن (١٠٠٠) كم من جنوب وشرق فنلندا ، وذلك بعد ان وقع ستالين وهتلر في شهر أغسطس ١٩٣٩ اتفاقية تقسيم أوروبا والتي جعلت فنلندا تحت النفوذ السوفييتي وبعد هذا الاتفاق طلب السوفييت من فنلندا التنازل عن ١١٪ من أراضيها وذلك للدفاع عن مدينة سانت بيتسبيرغ (التي سميت عام ١٩٤٢ لينينجراد) المطلة على خليج فنلندا هدف السوفييت بتلك الحرب الى محاولة اعادة الحدود السابقة للإمبراطورية القيصرية ، ولتغير نظام الحكم وحماية الاتحاد السوفيتي من استخدام فنلندا لأي غزو الماني محتمل عبر فنلندا.
دخلت القوات الروسية أوكرانيا في ٢١ فبراير ٢٠٢٢ بأسلوب الحرب الخاصة فيما عرفت بعملية خاصة بعد ان اجتاح الجيش الروسي الشريط الحدود الذي يزيد عن مئات الكيلومترات من جنوب وشرق وشمال أوكرانيا، وذلك بعد ان وقع بوتن والرئيس الصيني شي جينبينغ في فبراير ٢٠٢٢ اتفاقية تقسيم الغاز والنفط بقيمة (١١٧،٥) مليار دولار والتي سبقتها في يوليو ٢٠٠١ توقيع معاهدة حسن الجوار والصداقة التي تضمنت (٣٠٠) معاهدة واتفاقية حكومية في شتى المجالات شاملة التعاون العسكري والتنسيق في الساحتين الإقليمية والدولية ، حيث جعلت أوكرانيا في وجه الغاز الروسي ، وبعد هذا الاتفاق طلب الروس من أوكرانيا عدم التعاون او الانضمام الى حلف الناتو ، وذلك لإعادة الحدود السابقة للاتحاد السوفيتي السابق ولتغير نظام الحكم ولحماية الحدود الروسية من استخدام أوكرانيا لأي غزو غربي محتمل عبر أوكرانيا .
رفضت فنلندا الطلب، عندها افتعل السوفييت بتاريخ ٢٦ نوفمبر ١٩٣٩ حادث حدودي بالقرب من نقطة حرس حدود للجيش السوفيتي في قرية مانيلا Mainila وذلك بالادعاء بتعرضها للقصف من المدفعية الفنلندية مما أدى الى وفاة (٤) جنود واصابة (٩) اخرين، واتهمت موسكو هيلسنكي بالحادث (الذي تبين لاحقا بان ال كي جي بي هي التي افتعلت ذلك الحادث (باعتراف الرئيس السوفيتي غورباتشوف في عام ١٩٨٨) الامر الذي نفت فنلندا صحة هذا الحادث. عندها طلب وزير الخارجية السوفيتي مولوتوف من فنلندا الاعتذار وسحب قواتها (٢٠-٢٥) كم بعيدا عن الحدود السوفيتية، فرفضت فنلندا فقام الاتحاد السوفيتي بإلغاء اتفاقية عدم الاعتداء بين البلدين في ٢٧ نوفمبر ١٩٣٩، وبعد ثلاث أيام بتاريخ ٣٠ نوفمبر ١٩٣٩ هاجمت القوات السوفياتية الأرضي الفنلندية، حيث قصفت فنلندا على مدار (٤٠) ساعة متواصلة من القصف المدفعي.
رفضت أوكرانيا الطلب، عندها افتعل الروس في مارس ٢٠١٤ ، مظاهرات في إقليم دونباس الامر الذي مكنهم بنجاح في ضم جزيرة القرم واستمرت روسيا بالتحرش والمناوشات على الحدود الأوكرانية حين زعمت في ١٠ أغسطس ٢٠١٦ بمقتل جنديين وجرح (١٠) جنود في القرم، عندها نفت أوكرانيا صحة هذا الحادث ، فاطلقت السفن الروسية في ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨ النار على ثلاث سفن اوكرانية ،واستمر المناوشات على الحدود ، فقام الروس والأوكرانيين بتوقيع اتفاقية منسك في ٥ سبتمبر٢٠١٤ والتي انهارت من جديد عقب تلك الاحداث الحدودية ، فتوصل الجميع الى اتفاق مينسك الثاني في ١٢ فبراير بعد عام ،احد الى ان وقع اخر اتفاق في ٢٧ يوليو ٢٠٢٠ ، بعد ذلك زعمت روسيا ان القصف الاوكراني دمر منشاة الامن الفدرالي على الحدود الروسية الأوكرانية بتاريخ ٢١ فبراير ٢٠٢٢ ، ، فقامت روسيا بقتل (٥) جنود اوكرانيين فقام الروس بإلغاء اتفاقية مينسك في ٢٢ فبراير ٢٠٢٢ وبعد يومين بتاريخ ٢٤ فبراير ٢٠٢٢ هاجمت القوات الروسية الأراضي الأوكرانية حيث قصفت فنلندا على مدار يومين من القصف الجوي والمدفعي.

بتاريخ ١ ديسمبر ١٩٣٩ شكل السوفييت حكومة عميلة لهم في فنلندا سميت (جمهورية فنلندا الشعبية) (حكومة تيربوكي) ، الا ان أرداه الشعب الفنلندي توحدت بوحدة وطنية خلف قيادتها السياسية، التي قدمت اعتراض الى عصبة الأمم المتحدة، والتي قامت بطرد الاتحاد السوفيتي من عضويتها، دافع الفنلنديون دفاعا مميتا من خلال إقامة خطوط دفاع متعددة حول تايبالي في البرزخ الكاريلي وحول كوللا والذي سمي بخط الدفاع مانرهايم نسبة الى الجنرال كارل غوستاف مانرهايم Mannerheim Line وهي منطقة غابات ومستنقعات وبحيرات تتجمد خلال موسم الشتاء القارس بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا. استخدم الفنلنديون كل الوسائل لوقف الاجتياح السوفييت ، حيث خرج للعالم من تلك الحرب المصطلح العسكري (المولوتوف) والذي سمي ب كوكتيل مولوتوف نسبة الى وزير الخارجية الروسي آنذاك ، والتي كانت عبارة عن قنابل مكونه من خليط من البنزين وزيت المحرك والسكر او الشحم ، تخلط في زجاجة قابلة للكسر ويوضع عليها فتيل وعند رميها على الدبابات السوفيتية تشتعل على اسطح الدبابات واذا رميت داخلها تحرق الجنود وتجبرهم على الخروج ،ولقد اطلق الفنلنديون هذا المصطلح كاستهزاء من وزير الخارجية السوفيتي مولوتوف الذي كان يصرح عبر الإذاعة بان الاتحاد السوفيتي يلقي سلال الخبز والغذاء للشعب الفنلندي.
بتاريخ ٢١ فبراير ٢٠٢٢ شكل الروس حكومة عميلة لهم في من القوات الانفصالية في أوكرانيا سميت جمهورية أوكرانيا الشعبية ، ضمت جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك (جمهورية أوكرانيا الشعبية) الا ان إرادة الشعب الاوكراني توحدت بوحدة وطنية خلف قيادتها السياسية، التي قدمت اعتراض الى الأمم المتحدة، والتي وضعت حزمة من العقوبات على روسيا ، سيدافع الاوكرانيين دفاعا مميتا من خلال إقامة خطوط دفاعاتهم في المدن الرئيسية وعلى اطراف المدن وداخلها وذلك باستخدام جماعات قنص الدروع والتي بدأت نتائجها تظهر في اليوم الرابع للحرب منذ ان اندلاعها ، حيث دمرت للروس اكثر من (٧٠٠) ناقلة جنود روسية، و(١٤٦) دبابة واسقاط (٢٦) طائرة عامودية (٢٧) طائرة مقاتلة ، بالإضافة الى إعادة استخدام قنابل المولوتوف من المواطنين الاوكرانيين ضد العربات المدرعة والدبابات الروسية.
بعد دخول القوات السوفيتية استخدم الفنلنديين أسلوب التجزئة (التقطيع) ما بين الراس والجسم الرئيسي بأسلوب الكمائن لمنع الدخول في عمليات قتالية مع الجيش الاحمر السوفيتي. واليوم بعد دخول القوات الروسية يستخدم الأوكرانيين أسلوب قطع راس الجسر الجوي مما بين راس الجسر الجوي والوحدات اللاحقة بأسلوب الكمائن والقتال في اللحظات الأولى من الانزال الجوي.
يشتهر الفنلنديون في عصرنا الحالي بتصنيع البنادق القناصة من نوع SAKO - TRG42 وغيرها حيث برز في حربهم ضد السوفييت القناص الفنلندي (سيمو هاوها) الذي عاش (٩٧) عاما والذي يعتبر صاحب الرقم القياسي في العالم، بعد ان قام بقتل (٥٠٥) جندي سوفيتي ببندقية القناصة من نوع M24 السوفيتية الصنع وكلن يطلق عليه الجنود السوفييت مصطلح الموت الأبيض. يشتهر الأوكرانيين في العصر الحالي بتصنيع السلاح المضاد للدروع من نوع Skif-ATGM (سكيف) حيث ظهر قوة هذا السلاح في هذه الحرب والذي سيكون رديفا الى بجانب الصاروخ الأمريكي من نوع جافلين بعد ان اوعزت أمريكيا الى هولندا وباقي دول حلف الناتو بتزويد أوكرانيا بحزمة من هذه الصواريخ وكذلك الامر بصواريخ ستينغر التي ستسقط الطائرات العامودية الروسية كما حدث في حرب السوفييت مع الأفغان.
لقد استمرت الحرب السوفيتية الفنلندية (١٠٥) أيام انتهت باتفاقية موسكو للسلام ب ١٢ مارس ١٩٤٠ بتوقيع فنلندا وتنازلها عن ٩ ٪ من أراضيها بما فيها إقليم البرخ الكاريلي.
ستستمر الحرب الروسية الأوكرانية أكثر من (١٠٥) أيام لتنتهي بتوقيع فنلندا وتنازلها عن جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك.
ويبقى السؤال المطروح هل وقع بوتن في كمين الدبابات والعاموديات في أوكرانيا كما وقع بها بريجينيف في أفغانستان وهل سيستفيد العرب من انشغال أوروبا في هذا الحرب التي ستستمر وتعيد الغرب والشرق الى العصور الوسطى.
وهل ستتعلم الدول التي لا تزال تحارب في اليمن وسوريا، من الحرب الاهلية الرواندية (الدولة الافريقية) التي قدمت مليون قتيل عام ١٩٩٤ واليوم أصبحت من اكثر الدول تقدما ونحن لا نزال نحارب بعضنا البعض لنعود الى العصور الجاهلية الى داحس والغبراء.