القلعة نيوز - كتب :محرر الشؤون المحلية -
يعتبر الدكتور عبد الرؤوف الروابدة رئيس الوزراء الأسبق واحدا من السياسيين الذين يرغبون بالحديث المباشر ودون مواربة ، فهو الذي خبر العمل لعقود عديدة في مختلف مفاصل الدولة الاردنية وخاصة السلطتين التشريعية والتنفيذية وما بينهما من مواقع مختلفة .
جاء للموقع الوزاري عام 1976 قادما من جامعة اليرموك حديثة العهد التي كان رئيسها الأول الدكتور عدنان بدران ، والذي تولّى بدوره رئاسة الحكومة فترة من الزمن .
أكثر من أربعة عقود في العمل العام ، ولديه إلمام واسع بالإدارة الأردنية ، أو حتى بالوظيفة الحكومية وارتباط ذلك بما عرفناه من ترهّل وتسيّب وبطالة مقنّعة في مختلف دوائر ومؤسسات دولتنا الأردنية .
الروابدة تحّدث مؤخرا وأمام جمع من المهتمين تناول فيه كتابه الأخير .. كيف أفكّر ، فعرّج على مسألة غاية في الاهمية حين قال بأن هناك إنهيارا في الإدارة العليا في الأردن ، ولا وجود لتعيين الكفاءات ، ولو قمنا بتعيينهم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن ، ومتحدثا أيضا عن استشراء الفساد وعدم المساءلة والمحاسبة .
هذا الكلام الكبير عندما يخرج من فم رئيس حكومة أسبق ورئيس مجلس نواب ورئيس مجلس أعيان ووزير لعدّة مرّات وأمين لعمان يجب التوقف عنده مليّا ومراجعة كل مامن شأنه تصويب الوضع في الإدارة الحكومية الأردنية .
نحن ما زلنا شعب الواسطة والمحسوبية ، وبات من الصعب جدا القضاء على هذه الظواهر ، باتت جزءا حاسما من تاريخنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا .
قبل ما يقارب نصف قرن من اليوم تم تشكيل لجنة للتطوير الإداري ، كان ذلك في العام 1974 ، ماذا فعلنا منذ ذلك التاريخ ؟ ما اكثر اللجان التي يجري تشكيلها دون أفعال على أرض الواقع .
مؤخرا أنتهت لجنة خاصة بالتحديث والتطوير الإداري من أعمالها ، ونحن جميعا نراقب ونتأمل أن تأتي بما هو جديد ويعمل على حلّ المعضلة الإدارية المستشرية .
الروابدة قذف حجرا في بركة راكدة ، كان جريئا كعهده دائما ، ولنكن جميعا على مستوى جرأته ، وصولا لحلول في إداراتنا وخاصة العليا منها .. الروابدة تحدث باسهاب .. وعليكم أن تسمعوه جيدا قبل فوات الأوان وتصبح نتائج لجنة التطوير الإداري مجرد حبر على ورق