القلعة نيوز- كتبت الكاتبه رانيا زريقات
لا تهمني الأشياء،فالشيء وحده لا يؤثر في قلبي ولا تُلهمني الكلمات الفارغة المكررة ، و لا أتوه باحثة عن ذكرى ماتت لم تعش للأبد و لا ألتهم نفسي في سبيلها،و لا الأماكن التي عشتُ بها و تعثرتُ بحجارتها، و لا البشر اللذين كسروا و لو شعرة واحدة من شعري سهوا ،لا يهمني شيء.
تعرفتُ على نفسي مجددا ،وجدتني قاسية و ناسية ، زاهدة بكل شيء على هذه الأرض،عرفت ذلك عندما وضبتُ حقائبي لأهاجر ،وعندما وصلت المطار جاء من أحبني ليأخذني و يحمل حقائبي عني،وجدني ارتدي معطف أسود و قبعه سوداء ،وشالي الصوفي الطويل حول عنقي ارخيته قليلا و رميته خلف كتفي.
أين حقائبك ؟
أشرت له بابتسامه تشبه الإشارة ،ابتسامة من النوع التي تعرف ما معنى السؤال و ما هو جوابه ،قلت :هذا كل ما املك ..
نظر لحقيبتي الصغيرة و لم يتفوه بكلمه واحدة كي لا يحرجني،ماذا سيقول لو تكلم !
اهذا كل شيء!
حملها بيد واحدة و بيده الأخرى شدّني من خاصرتي و أكملنا الحياة .
قاروره عطر ،قميص نوم ،حذاء شتوي ،ثلاثة أو أربع قطع من الثياب ،وفرشاة أسنان !
هذا كل ما احتاجه لبدء حياة جديدة، الأشياء القديمة و الأماكن المهجورة و الأشخاص الذين رحلوا لا مكان لهم في حقيبة حياتي ،رميتهم خلفي مثل شالي الصوفي ،من مثلي لا يُخنق بالذكريات!