القلعة نيوز- كتبت الكاتبه رانيا زريقات
النهر الجاري العذب هو أول مرآة صنعتها الطبيعة. أتصور شعور أول رجل أو أول امرأة رأوا انعكاس وجههم على المياة التي تصقل الروح قبل الحجر لتصير وجها!
ربما تملّكهم شعور بالغرابة أن ينظروا لوجه جديد هو لهم .في هذه اللحظة الروحية تقابل الانسان مع توأمه ،الروح رأت وجهها !
أفكر في نفسي وأتأمل …(ان تجد توأم روحك على هذه الأرض عليه ان يكون نهرا…وإلا عبثا كل اختياراتك ) ! نهرا ليعكس ليس الجمال فيك فقط ،بل بشاعتك وذبولك ،أخطاءك و عيوبك ليظهرها لك، يراك عاريا و لا يشمت ،يراك حزينا فيحزن ،سعيدا فيسعد ،يطفو بها على السطح لتراها، من يستطيع أن ينكر نفسه أو لصورته في النهر؟إن لم تر سيئاتك و عيوبك في المرآة كيف ستصلح نفسك،كيف ستتجمل ،من يغسل ذنبك ،من يمسح دمعك ،من يخرج الجماد الغير مرئي في داخلك سوى النهر ،ليس هذا فقط..بل يغسلها بمائه هو ،وتنجرف بعيدا بقوة عجيبة لتبقى صورتك على وجه النهر نقيه جميلة..
إن لم يكن توأم روحك نهر ….عبثا كل اختياراتك !