
القلعة نيوز- تصر الأنباء الواردة من العاصمة الروسية موسكو على ان ملف المصالحة التركية السورية لا يزال قيد التفاعل وفي أعلى مستويات و مناسيب الهرم السياسي الروسي وسط حالة اهتمام نادرة ليس بالتقارب او بتطبيع العلاقات بين سوريا والجمهورية التركية فقط ولكن بالانتخابات الرئاسية التركية و بجولتها الثانية ايضا حيث حالة استنفار في المؤسسات الرسمية للإعلامية الروسية مع توجيهات لدعم الرئيس رجب طيب آردوغان في الجولة الثانية في كل المنابر ووفقا لأي امكانيات متاحة ومتوفرة.
والواضح للأوساط الروسيةعلى الأقل ان حضور الرئيس بشار الأسد للقمة العربية في الرياض ينبغي ان يعقبه مشاهدته في لقاء رفيع وخاص مع الرئيس آردوغان.
وتلك المؤشرات تثبت مجدد ا ان التفاعل الروسي مع المهلة التي طلبها لشهرين اضافيين بخصوص اتفاقية توريد القمح الاوكراني الرئيس آردوغان تم تمريرها من اجل خدمة المصالح الخاصة بآردوغان في الحملة الانتخابية واظهار قدرات تركيا في ظل رئاسته على العبور والمرور بين المنحنيات والزوايا في الازمات وسط المجتمع الدولي.
بكل حال ما برز من تفاعلات موسكو الإعلامية والسياسية خلال الساعات القليلة الماضية هو ان الأمين العام للأمم المتحدة إضطر للتدخل والتواصل مع الرئاسة التركية معلنا ترحيبيه بتمديد مهلة القمح لشهري.
والاعتقاد وسط المحللين ومن يقرأونه ما تحت الأسطر في موسكو هو ان اظهار الرئيس التركي الحالي باعتباره رجل المهمات الصعبة وقادر على التعامل مع الازمات مسالة باتت في صلب الاستراتيجية الروسية القائمة على الدعم المطلق والعلني لأردوغان في المواجهة المرحلة الثانية من انتخابات الرئاسة التركية.
ومن المرجح ان هذه الاستراتيجية لا تزال خلف الكواليس تنسحب وبقوة ملموسة على ملف التطبيع او العلاقات بين سورية وتركيا حيث كان الرئيس فلاديمير بوتين قد طلب من الرئيس بشار الأسد مباشرة في اللقاء الأخير في موسكو التفاعل مع متطلبات الالتقاء بالرئيس آردوغان.
لكن الرئاسة السورية فضلت حسب المعطيات المعلوماتية الإنتظار لما بعد الانتخابات وأغلب التقدير ان روسيا تبحث الان و باهتمام بالغ مادامت الجولة الثانية من الانتخابات التركية تحتاج الى اكثر من 12 يوما في ابعد تقدير امكانية عقد لقاء قمة سوري وتركي بين الرئيسين الاسد وآردوغان وفي اسرع وقت ممكن وقبل العبور من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التركية.
والتصور الروسي هنا ان مثل هذا اللقاء يخدم سورية كم يخدم الرئيس آردوغان ويخفف من وطأة الحملات الداخلية ضده على خلفية اللجوء السوري بمعنى ان اي تطبيق للعلاقات بين سوريا وتركيا يمكن ان يساعد مستقبلا في ترتيب تفاهمات وعقد الصفقات لها علاقة بعودة اللاجئين السوريين الى وطنهم من الاراضي التركية وعبر إتفاق متبادل بين مؤسسات السيادة في هذا السياق.
وهو على الأرجح الهدف الروسي الأعمق وراء السعي لعقد سلسلة تفاهمات مباشرة بين الطرفين بوساطة تركية تنتهى بعقد لقاء قمة بين الرئيسين على امل ان يتحرك قليلا ملف "اللجوء السوري” ويخف ضغطه في الداخل التركي على حملة الرئيس آردوغان في المرحلة الانتخابية الثانية و ذلك النمط من التفكير يخلط ما بين الاستراتيجية والتكتيك حت الان.
وكانت موسكو في هذا السياق قد اهتمت بعقد سلسلة من اللقاءات الثلاثية للتفاهم على الكثير من المعطيات.
المصدر : رأي اليوم