شريط الأخبار
وزير التجارة الروسي: التسويات مع مصر تتم بعيدا عن الدولار واليورو بوتين: علاقاتنا مع ماليزيا تاريخية ومتعددة الأبعاد رونالدو جونيور يحظى باهتمام 16 فريقا.. وريال مدريد يتجاهل نجل هدافه التاريخي منتدى قازان.. جسر روسي إسلامي يعزز التعاون الاقتصادي والثقافي أمير دولة قطر والرئيس الأمريكي يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين بينها دفاعية مدرب منتخب المغرب يعلق على مواجهة مصر في نصف نهائي كأس إفريقيا للشباب الملك يستقبل مستشار الأمن القومي البريطاني قطر توقع صفقة بقيمة 200 مليار دولار لشراء طائرات من بوينج خلال زيارة ترامب وزير الخارجية السعودي : إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار إرادة ملكية بفض الدورة العادية لمجلس الأمة اعتبارا من صباح يوم الأحد "الأميرة غيداء طلال" تعبر عن شكرها وتقديرها للسيد عصام قبعين وزوجته ماغي الملك يزور إياد علاوي في منزله معزيا بوفاة نجله وفد اقتصادي كبير يزور سوريا 26 الشهر الحالي حسان: مشروع الدولة واضح ويتمثل بتنفيذ رؤى التحديث أمير قطر لترامب: أعلم أنك رجل سلام وتريد إحلال السلام في المنطقة توقعات بصدور إرادة ملكية بفض الدورة العادية لمجلس الأمة خلال أيام الأمير الحسن: ارتباط الأردن بالقدس جزء مهم من تراث المملكة الرواشدة يزور بيت الثقافة في لواء الشوبك محافظ المفرق يرعى انطلاق اليوم الوظيفي في قضاء دير الكهف / شاهد بالصور ولي العهد : جهود مميزة بذلها الفريق القائم على جناح الأردن في إكسبو اليابان 2025

الشيخ مطلق الحجايا يكتب عن الوجة في القضاء العشائري

الشيخ  مطلق  الحجايا  يكتب عن الوجة في القضاء  العشائري
القلعة نيوز:
من مقاصد شريعتنا الغراء حفظ النفس البشرية من الإيذاء بجميع اشكاله اللفظية والفعلية إبتداءً من السب والشتم وصولاً الى القتل .
ورتب الشرع عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه ان يسيء الى الغير وهذا يتوافق مع الإنظمة والقوانين والأعراف البشرية .
ومن أجل ذلك أمر الشرع الى الإسراع في الإصلاح عند العلم بالخصومة قبل ان تتوسع وتتمدد وتصل الى مراحل متقدمة من التعقيد ورتب على ذلك أجراً عظيماً
قال تعالى ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسنؤتيه أجرًا عظيمًا
وقال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )
ومع ان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس عملا ومسؤوليات فإن ذلك لم يشغله عن المسارعة في رأب الصدع وإزالة اسباب الشحناء والفرقة ، فلما علم صلى الله عليه وسلم بأن اهل قباء تشاجروا فيما بينهم ورموا بعضهم بالحجارة قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أذهبوا بنا نصلح بينهم
ومن الأعراف الحميدة التي تعارف عليها أبناء القبائل في المملكة الأردنية الهاشمية ما يسمى ب (الوجه)
حيث يبيح هذا الأمر لأي شخص اذا سمع او رأى نزاعًا او شجارًا وبدون ان يعرف تفاصيل هذه الخصومة فإنه يقول للمتخاصمين : عليكم وجه فلان وفلان
ويختار وجوه اصحاب الشأن و القيمة والقوة في مجتمعاتهم لأمرين :
أولًا:حتى يهابهم المتخاصمون
ثانيا : لو لا قدر الله قام احد الأطراف بتقطيع وجهه من خلال الإعتداء على الطرف الآخر فإنه يستطيع ان يحصل على حقه نتيجة مكانته وقوته الإجتماعية
وكان العرف وقضاة العشائر والحكام الإداريين يعظمون شأن الوجه ويغرمون ويجرمون من يعتدي على الوجه الذي هو صمام أمان يحجب الشر قبل وقوعه لحين حصول كل طرف على حقه أو تدخل الأجهزة الأمنية والقضاء لفض النزاع ومن ثم الإصلاح بينهما
وهذا العرف (الوجه) له أصل في الإسلام
فعندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف بعد ان طرده أهل الطائف وشتموه وضربوه فأراد صلى الله عليه وسلم ان يرجع الى مكة فعلم ان قريش قد اجمعت على منعه من دخول مكة فأرسل صلى الله عليه وسلم رجلًا من خزاعة الى سيد من سادات مكة وهو المطعم بن عدي وكان كافراً فقال الخزاعي للمطعم : ان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤك السلام ويريد ان يدخل مكة بحمايتك وبوجهك وان لا تتعرض له قريش بأذى
فقال المطعم : هو في وجهي وحمايتي وجواري وأمر اولاده ان يلبسوا السلاح ونادى في قريش ان محمدا في وجهي وجواري فلا يؤذيه احد منكم
فقالوا :أجرنا من أجرت وكلنا دون وجهك
وهذا الأمر هو ما تعارف عليه العرب كوسيلة لوأد الشر وأستمرت عليه العشائر الأردنية بالتعاون مع وزارة الداخلية ممثلة بالحكام الإداريين ومراكز الشرطة ومستشارية العشائر وكان هناك تنسيق وتعاون دائم ومستمر بين تلك الأطراف من أجل الأمن المجتمعي
ولكن بدأنا نلحظ في الفترة الأخيرة تهاون في موضوع الوجه واقتصاره فقط على جرائم القتل و العرض وهذا التعديل او التغيير افقد الوجه قيمته كوسيلة لدفع الشر قبل وقوعه وبدأ يمتنع كثير من الشيوخ و الوجهاء والأعيان ان يضع وجهه على اي قضية لعدم وجود جهة قانونية تحمي وجهه وتمنع من الإعتداء عليه
ولذلك نرى انه من الضروري ان يعاد النظر في موضوع التعديلات التي طرأت على الوجه وان تتكفل الدولةممثلة بوزارة الداخلية ومستشارية العشائر كما كانت سابقًا بحماية صاحب الوجه ومعاقبة المعتدي على الوجه وان لا يقتصر الوجه على قضايا القتل والعرض بل على جميع انواع المخاصمات والمشاجرات لأن الكلمة او المشاجرة البسيطة اذا اهملت ولم تعالج في لحظتها من خلال الوجه قد تجر لمشكلة اكبر فكم من الحروف جرت حتوف والأمثلة على ذلك كثيرة ولا تكاد تخلو منطقة منها حيث ان مشاجرة بسيطة نتيجة عدم احترام الوجه جرت الى جرائم قتل
والعقل والمنطق يقول الأولى درء المفسدة قبل وقوعها
فأعيدوا الى الوجه هيبته حتى يسلم ويأمن المجتمع