
نابليون بونابرت الجندي في جيشه ممكن يصبح جنرالاً بترقية واحدة إذا نجح هذا الجندي في إختراق جيش العدو أو بقتل أحد قادة العدو "قانون العصا المارشالية"
القلعة نيوز ـ
*نابليون بونابرت عبقرية عسكرية فقد درس في مدرسة داخلية عسكرية منذ أن كان طفلاً، ولكنه لم يكتفي بدروس المدرسة، أو بتعلم الخطط والتكتيكات العسكرية، بل كان كثير المطالعة ولهذا أصبح إيضاً متمكناً في الرياضيات والتاريخ والجغرافيا.
*نابليون بونابرت ديانته هي مصلحته، فقد إدعى أنه مسلم بعد إحتلاله لمصر وأطلق على نفسه اسم "علي بونابرت" بهدف خداع المصريين، وبعد المجازر التي ارتكبها ضد الفلسطينيين وأشهرها مذبحة يافا ما نتج عنها كره الفلسطينيون له وبعد هزيمة نابليون في عكا عام 1799م أعلن أنه مسانداً لليهود عندما عرض عليهم فكرة تأسيس دولة لهم في فلسطين، وبعد ذلك أصبح حامياً للكنيسة الكاثوليكية والتي أعادها إلى فرنسا فكسب منها دعماً سخياً وشرعية دينية وإجتماعية وسياسية لحكمه.
*نابليون بونابرت هو كورسكي إيطالي قد إنتقل أحد أجداده من منطقة ليغوريا الإيطالية إلى كورسيكا، وكانت كورسيكا تابعة لجمهورية جنوة الإيطالية قبل أن تضمها فرنسا لها عام 1768م أي قبل عام واحد فقط من ولادة نابليون حيث ولد نابليون في مثل هذا اليوم في تاريخ 1769/08/15م وقد تعلم اللغة الفرنسية وهو في السابعة من عمره، وطوال حياته لم ينجح في إتقان نطق كلماتها بالشكل الصحيح، وهذا ما جعله يتعرض للكثير من التنمر في صغره، وكذلك كان طوال حياته يعاني من التنمر بسبب قصره، وهو ما أصبح يعرف علمياً بعقدة نابليون أو متلازمة نابليون أو متلازمة الرجل القصير وهي عقدة نفسية نظرية تنسب عادة إلى الناس قصيري القامة.
*صحيح طول نابليون 1.69 ولكن هذا كان متوسط الطول بالنسبة للفلاحين الفرنسيين، ولكن بالنسبة للطبقة الأرستقراطية كان نابليون قصيراً جداً، فمثلاً
طول لويس السادس عشر الذي تم إعدامه بالمقصلة هو 1.90
طول لويس الرابع عشر أعظم ملوك فرنسا هو 1.93
طول شارل العاشر آخر ملوك فرنسا هو 1.93
طول صهر نابليون جواكيم مراد هو 1.90
حيث في الطبقة الأرستقراطية الفرنسية كان متوسط الطول المعتمد هو 1.80 سم.
* هو إنتهازي متقلب بما يناسب مصلحته من قومي كورسكي يعتبر فرنسا إحتلالاً إلى فرنسي قامع للكورسيكيين، ومن ملكي إلى ثوري متطرف يقصف المتظاهرين الملكيين بالمدفعية، ذاع صيته عام 1793م بعد أن نجح بكتيبة مدفعية باسترداد طولون التي تحتلها بريطانيا، كان مؤيد لحاكم فرنسا روبيسبير وبعد خلع روبيسبير، حاولت الحكومة الجديدة إقصائه بإرساله لحملة خارجية في ايطاليا والنمسا ولكن نجاحه في هذه الحملات، جعلهم يستعينون به لقمع فلول الملكيين، فنجح في الوصول للحكم فرنسا، وحتى في حملته على مصر وفلسطين كانت الصحافة الفرنسية لا تنشر إلا ما هو إيجابي عن نابليون.
* نجح في أن يصبح حاكم فرنسا عام 1799م ثم نصب نفسه إمبراطوراً على فرنسا عام 1804م، وحولها من دولة متهالكة إلى أكبر إمبراطورية في أوروبا من إسبانيا غرباً إلى حدود روسيا شرقاً، وقام بتعيين إخوته والمقربين منه ملوكاً على عروش أوروبا، وقد وصل لحكم فرنسا وهو بعمر ال30 عام فقط، وحول أسرة بونابرت من أسرة متواضعة إلى أهم أسرة ملكية أرستقراطية آنذاك.
* نابليون بونابرت كان الغرور هو نهايته فقد إستهان بروسيا فقام بغزوها لنقضها التحالف معه أكثر من مرة، ولقيامها بفك الحصار الإقتصادي الذي فرضه نابليون على بريطانيا، ولإعتقاد نابليون بأن البولنديين سيكونون مساندين له، وفي غزوه لروسيا برع في التكتيكات العسكرية ولكن أهمل ما يعلمه من تاريخ وجغرافيا، فكانت الثلوج والمساحة الشاسعة هي العدو الأول له، وكذلك ما قام به الروس من إنسحاب وحرق للمدن والقرى لقطع المؤن عن جيش نابليون.
* نابليون بونابرت بعد خلعه أول مرة عام 1814م ونفيه إلى جزيرة ألبا، عاد إلى فرنسا، ووقف بشجاعة أما الجيش الفرنسي المعادي له والموالي للملكية، فكانت شجاعة نابليون السبب في تحويل هذا الجيش من جيش موالي لملك فرنسا هدفه القبض على نابليون إلى جيش مؤيد لنابليون، وقد نجح نابليون بهذا الجيش في أن يأخذ الحكم مرة أخرى.
* نابليون بونابرت هزم هزيمة ساحقة في معركة والترلو عام 1815م أمام بريطانيا والدول المتحالفة معها، ولكنه في الحقيقة لم يشارك بنفسه في قيادة هذه المعركة، حيث أصابه ألم شديد بسبب قرحة في المعدة، وهذا الألم منعه من إدارة المعركة، فتم نفيه إلى جزيرة سانت هيلينا والتي مات فيها في 1821/05/05م وقيل إنه مات مسموماً وقيل أنه مات نتيجة القرحة في معدته وهي نفس سبب وفاة والده.
* نابليون بونابرت له توقعات مستقبلية قد تحققت، فقد توقع بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستصبح أقوى دولة في العالم، ولهذا طلب أن يتم نفيه إليها ولكن تم رفض طلبه، فقد كان واضحاً بأنه سيسعى لحكمها، وتوقع أن تتوحد أوروبا بصيغة لا تلغي الإنتماءات الوطنية وهذا ما تحقق بالإتحاد الأوروبي، وكذلك توقع إنشاء دولة يهودية في فلسطين وقال بأن هذه الدولة هي الضمانة لقوة أوروبا، والمصدر الذي سيكفل ضعف العرب والمسلمين.
*** وفي النهاية أقول بأن هذا المقال ليس من باب مدح نابليون بونابرت فهو مجرم سفاح ومن أعداء الأمة وارتكب مجازر على أرضها بل هذا المقال من باب تعلم التاريخ والتعلم من التاريخ، فقوة الأمة تزداد بمعرفة خصال أعدائها.
***** المصادر:
1) Napoleon in Caricature 1795-1821, Alexander Meyrick
2) Napoleon Bonaparte as Hero and Saviour, philip Dwyer
3) Remembering and Forgetting in Contemporary France: Napoleon, Slavery, and the French History Wars, philip Dwyer
4) The Claremont Institute: The Little Tyrant, A review of Napoleon: A Penguin Life, Victor Davis
****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
****************