
دلال اللواما استاذه العلوم السياسيه
يأتي إعلان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني حول إعادة تفعيل خدمة العلم ليؤكد من جديد الرؤية الملكية العميقة في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء والانضباط لدى الشباب الأردني. هذا القرار ليس مجرد عودة إلى برنامج قديم، بل هو خطوة استراتيجية تستجيب لحاجات الحاضر وتستشرف تحديات المستقبل.
لقد شكّلت خدمة العلم عبر تاريخ الأردن مدرسة وطنية جامعة، يلتقي فيها الشباب من مختلف المناطق والخلفيات ليصنعوا معاً تجربة مشتركة قوامها العمل والالتزام والمسؤولية. واليوم، ومع إعادة تفعيلها بصيغة عصرية تتناسب مع متطلبات المرحلة، فإنها ستسهم في صقل شخصية الشباب الأردني، وتنمية روح العمل الجماعي، وتعزيز قيم الانضباط والإنتاجية، وهي القيم التي يحتاجها المجتمع لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
إن ما طرحه سمو ولي العهد يجسد إيمان القيادة الهاشمية الراسخ بدور الشباب في بناء المستقبل. فخدمة العلم لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل تحمل أبعاداً وطنية وتنموية واقتصادية، إذ تفتح أمام الشباب فرصاً جديدة لاكتساب المهارات المهنية والعملية، وتؤهلهم للمنافسة في سوق العمل محلياً وإقليمياً.
كما أن هذا القرار يعزز من التماسك الاجتماعي، ويعيد بث روح التضامن والمسؤولية المشتركة، بحيث يصبح كل شاب أردني جزءاً فاعلاً من مسيرة التنمية والنهضة، متسلحاً بقيم الانتماء والعمل والانضباط.
إننا إذ نثمّن هذه المبادرة، نؤكد أنها تشكل رسالة واضحة بأن الأردن ماضٍ في الاستثمار بأغلى ما يملك: شبابه. فهم عماد الحاضر وركيزة المستقبل، وخدمة العلم ستكون بلا شك محطة مفصلية في إعداد جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات وصناعة الإنجاز.