شريط الأخبار
متشاجرون يقتحمون مسجدا في مصر والامن يحقق رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادًا لموسم الحج نقابة التخليص: رفع العقوبات عن سوريا يزيد انسياب البضائع ويقلل كلف الشحن إكتشاف مهمّ... طريقة فعالة وسريعة لمُعالجة المصابين بـ"كورونا" طرق فعّالة لتخفيف نوبة الهلع "نظنها آمنة".. ممارسات شائعة قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان مع ارتفاع درجة حرارة الجو.. احرص على تناول هذه المشروبات لماذا نرغب في تناول الأطعمة الحارة؟ عوامل تسرع شيخوخة الدماغ 5 مشروبات صادمة تساعدك على النوم طريقة عمل السمك الفيليه مع بطاطس محمرة لايت.. صحية ولذيذة 4 ربطات تمنع شعرك من النمو تجنبيها واعرفي النوع الأفضل لحمايته من التلف كيف تحمين الحقيبة الجلدية من التقشير والتلف؟ سلطة المكرونة بالمايونيز مثل المطاعم كباب لحم مشوي بالفرن مدير المعهد القضائي يلتقي وفدا من المجلس الأعلى الفرنسي "الأرصاد": تناقص المنخفضات الجوية على مدار الموسم الشتوي الأخير 90 % من أسر قطاع غزة تعاني انعدام الأمن المائي العجلوني: معالجة جميع المشاريع المتعثرة في منطقة البحر الميت التنموية وعددها 11 مشروعا وإطلاق خطة جديدة وفيات الأربعاء 14-5-2025

الشرفات يكتب: العياصرة، مظلومية الدولة وضوابط الإستدارة

الشرفات يكتب: العياصرة، مظلومية الدولة وضوابط الإستدارة
د.طلال طلب الشرفات

في كلمة مثقلة بالهمِّ والفزع، ومترعة بالغضب المتاح والمباح معاً جاء خطاب النائب عمر العياصرة في مجلس النواب في مناقشة الموازنة العامة للدولة، كلمة سياسية متخمة بالمعاني الخطيرة المنتقاة في منطلقات الإستدارة صوب الموالاة وضوابطها وحدودها الوطنية التي تقبل الاختلاف في الرأي حول منهجيتها واستحقاتها وفق نظرة نقدية لا تفسد في الودِّ قضية.

لقد شخّص العياصرة مظلومية الدولة تشخيصاً معقولاً في انكفاء نخب الموالاة عن نصرة الدولة وابتزازها في أزماتها وضبابية مشهدها العام وإلى درجة أن أضحى امتطاء "البك أب" سبيلاً لولوج السلطة ومواقع الحكم دون إدراك أن الإستدارة الوطنية صوب الموالاة مشروعة وفق ضوابط التَّوبة الخالصة إذا كانت المعارضة للحكم، واستلهام الواقعية السِّياسية إذا كانت المعارضة للحكومية دون أحلام شجب الماضي أو إنكارها.

خطاب العياصرة مختلط بين الإيجاب والسَّلب في التَّوصيف والتَّوظيف، ولا أظنه يعبر عن قناعات وثوابت كل أعضاء الكتلة، ولعل ثنائية القطار والمسار التي أشار اليها قد أخفقت في احترام إرادة الدولة في مقاومة الاستجابة للمؤثرات الإقليمية والدولية في تحديات هذا المسار او ذاك، سيما وأن الشَّأن الفلسطيني ليس شأناً أردنياً خالصاً إلا في حدود الإسناد الأخوي المستجيب لتطلعات الأشقاء في نضالهم العادل لتقرير مصيرهم.

صحيح أن الموالاة والدفاع عنها أضحيا تهمة جاهزة تحتاج إلى تفسير في كل موقف أو مقام أو مقال، إلا العلاقة بين نخب الموالاة على أختلاف تصنيفاتها ودوائر القرار باتت مشوهة ومجتزأة وباهتة، وتجاوزت دواعي مصالح الدولة العليا، وتأثرها بعوامل الوقيعة والصلف والهويات الفرعية دون أدنى اعتبار لمخاطرها على منظومة الأمن الوطني ولون الدولة.

لم تعد قيم الموالاة الصادقة حاضرة في السلوك السياسي لمعظم النخب، ولم يعد الدفاع عن الدولة أولوية لديها، وأصبحت الانتهازية السياسية عناوين بارزة للحلول والإقصاء، والصمت الملابس ثقافة سوداء لا تأخذ في الوطن الّاً ولا ذمَّة، ولعل عدم إشارة العياصرة إلى تحدي الهوية الوطنية الأردنية كاحد مظاهر مظلومية الدولة التي تبرر الإستدارة أو التوبة أيهما كان سؤال مشروع يستحق الإجابة الناجزة.

نعم، إعادة انتاج النخب أمست ضرورة ملّحة، وأولوية قصوى في صيانة الصورة الوطنية من مخاطر الرجس النخبوي؛ على أن يسبق ذلك مراجعة حصيفة وتقييم دقيق للمشهد العام برمته، ولعل في التماس الصديق العياصرة لي بعض العذر في تقييم مضامين بعض مفاصل الخطاب بحوار مشروع؛ لتحفيز النخب الصادقة على استنهاض الهمم؛ فقد سبق أن أشدت بخطاب افتتح به -وقتذاك- مراسه النيابي عندما حدد أولويات الدولة باستحضار الهوية الوطنية، وبيروقراط الدولة، وتحدياتها الجسام، فهل تُنصف الدولة اولاً من ابناءها الذين وضعتهم بين الرمش منها والعين.