القلعة نيوز:
إن القطع الشعرية التي نظمها المغفور له الملك عبد الله الاول ،من أنفس ما كتب من قلم كاتب بين كتاب عصره .سواء كان بالموضوع السياسي ، الاجتماعي او غيره،وقد يعجز او عجز عن التصوير لهذه القطع كبار الشعراء .وعندما تركز بالقطع الشعرية لم يكن خلوا من مرام سياسي طرزت على حواشي الأدب فزادته اشراقاً ونوراً .على أن السياسة جاءت مصلية وجاء البيان مجلياً ،ولعل من حقنا وحق اللغة أن نعتز وتعتز بلغة ما كتب المغفور له الملك عبد الله الاول .وكم نستبشر عند قرائتنا للدواوين بمحاق عهد الاسلوب والانتصار ،ووصف البيان القرآني المشرق على العامية . واليوم ونحن نسترجع الكلمات والاسلوب في استعمال اللغة والحرف كم نصاب بالصدمة من الاجيال واستعمالهم الخاطىء للغة العربية ولكن عزاءنا دائما بأن هناك المزيد من الكتاب والشعراء من أبدع بإستعمال الحرف العربي بأصوله وكان هناك الكثير عبر أجيال واجيال .
نشر الشاعر فؤاد الخطيب قصيدة القلم الشهيد والتي يحيي بها سمو امير البلاد انذاك المغفور له الملك عبد الله الاول رحمه الله،مما لقيه من عناية واهتمام ونشرتها جريدة الجزيرة في عمان ،وما أن نشرت حتى نقلتها صحف دمشق المختلفة في حينه ونشرتها في أبرز صفحاتها وذيلتها بتعليقات مختلفة أخص بها بالذكر الف باء ،الاستقلال العربي،والنضال،والاخبار .
وعلقت جريدة الف باء على الحدث بحينه :أن الشيخ فؤاد الخطيب شاعر قد أمتلك ناصية القوافي وانقادت اليه المعاني صاغرة يتلاعب بها ما شاءت له عبقريته ونبوغه وعصاميته،فهو ما نزل ميداناً إلا كان في طليعة المبرزين ولا طرق موضوعاً وترك زيادة لمستزيد وبعد فاليك هذه القصيدة العصماء من آخر ما نظمه شاعر الثورة العربية حيا فيها سمو الامير عبد الله والبيت الهاشمي الكريم وقد عرض فيها للنهضة العربية ولأثر سموه فيها .
أما الكفاح والتي علقت بصفحتها الاؤلى ونشرت سمو الامير المعظم وقصيدة الشيخ فؤاد باشا الخطيب هذه القصيدة بعنوان القلم الشهيد تتأثر بذلك شاعرية صاحب السمو الملكي سمو الامير عبد الله بن الحسين فنظم قصيدة رداً عليها بعنوان القلم الحي الى القلم الشهيد وهي من غرر الشعر فبعث بذلك شاعرنا الكبير على نظم قصيدة جميلة عنوانها بلاغة الامير تحرك القلم الشهيد وهذه القصائد التي احتوت على معاني سامية والشاعرية الممتازة.وأفادت الاخبار في حينه أن الشرق العربي آخذت سيرها بكل همة وجد ونشاط في طريق التقدم والازدهار والرقي المتواصل في سائر المرافق الحيوية وذلك بفضل عناية صاحب السمو الملكي الامير عبد الله المعظم وحسن رعايته واشرافه السامي ونصائحه الغاليات .
وقد انطلقت الألسن من كل حدب وصوب مبتهلة الى الباري تعالى أن يديم سمو الامير سيد الشرق العربي وأن يؤيد عرشه ويوفقه الى ما فيه خير العروبة والاسلام.وكان من شاعر الثورة الاستاذ العربي الجليل ،والجهد الفحل الشيخ فؤاد باشا الخطيب أن ترنحت معاطفه بنفحات صاحب السمو الملكي العبقة الاريج ففاضت عبقريته بقصيدة عصماء خالدة تحي فيها الامير والبيت الهاشمي الرفيع الباذخ ويذكر شدوه من تاريخ النهضة وبلاد سموه العالي وهي بنصها الشائق وبحرها الرائق .
أما خير الكلام ما ذكره المؤرخ سليمان النابلسي في مؤلفاته التي تعتبر مرجعاً مهماً للتاريخ امارة شرق الاردن أن الامير عبد الله كان مشجعاً للادباء والشعراء وكان أبرز الشعراء والادباء اللذين قدمو الى الاردن خير الدين الزركلي، مصطفى الغلاييني، عبد المحسن الكاظمي،فؤاد الخطيب،تيسير ظبيان،محمد الشريقي،محمد أديب العامري ،ابراهيم المبيضين،عبد المنعم الرفاعي. ولا شك هناك الكثير غيرهم .
كان قصر الامير ملتقى الادباء والشعراء من امارة شرق الاردن والزائرين ايضاً.وكان جلالة المغفور له يستقبلهم ببشاشة الوجه ويطارحهم الشعر وكان مجلس المغفور له بإذن الله الأدبي تتناقل اخباره بين الصحف والمجالس الأدبية .
عدا عن ذلك أن الأمير عبد الله كان محباً لسماع الغناء القديم والموسيقى, ويفضل سماع الموشحات.
ونشأت في بلاط الأمير عبد الله بن الحسين حركات فكرية ،ثقافية ،أدبية ،شعرية, رعاها الأمير عبد الله بنفسه,وكانت هذه الحركة الأدبية انعكاساً مهماً لآثراء العنصر الثقافي وتشجيعه والاهتمام به.
وذكرت الصحف القديمة عندما تم بناء قصر رغدان كان اول لقاء به من الشعراء والادباء
حيث أن قصر رغدان هو البداية لمجمّع العمارة الهاشمية التي تقف بزهوٍ كامتدادٍ للتاريخ العريق، حيث اشتُهر القصر بمجالس الادب والشعر.
الكثير اليوم من المجالس الخاصة والمنتديات الثقافية !ولكن أين نحن من فقه الشعر واللغة ومجالس الادب والشعر التي تشبه هذا المجلس؟ .
مجلس المغفور له الملك عبد الله الاول مركزاً ثقافياً على مستوى الأمارة في حينه .
رحم الله المغفور له الملك عبد الله الاول وأعز ملك الملك عبد الله الثاني بن الحسين وحفظ الله الاردن العزيز .
أمل محي الدين الكردي