شريط الأخبار
بالاسماء مجموعة من ابناء محافظة الطفيلة العين البيضاء يوجهون رسالة الى وزير المياه .. نعاني منذ سنوات طويلة من عدم إيصال خطوط المياه إلى منازلنا تغييرات وتعيينات متوقعه في مواقع مهمة ..قريبآ السرحان يوجه رسالة للفايز : لست وحدك في هذه المحنة ونؤمن بقضائنا العادل النزيه اجتماع إسطنبول بشأن غزة: ضرورة تثبيت الهدنة وإنجاح المرحلة الثانية حسّان ونظيره القطري يؤكدان إدامة التنسيق وتطوير العلاقات الاقتصادية سفير الأردن في سوريا يلتقي وزير الرياضة والشباب السوري مجلس عشائر العجارمة يناقش مبادرة تنظيم السلوك المجتمعي مجموعة القلعة نيوز الإعلامية ترحب بقرار نقابة الصحفيين والتزام المجلس بتعديل نظامه الداخلي وتحديد سقف أعلى للإشتراكات النائب البدادوة يكتب : حين يسير الملك بين شعبه... يتجدد المعنى الحقيقي للثقة بين الدولة والناس الرواشدة يرعى حفل استذكاري للفنان الراحل فارس عوض المومني : اللغة العربية ليست أداة تواصل فحسب، بل ركيزة من ركائز هويتنا الوطنية الأردنية الرواشدة يرعى الحفل الختامي لـ"أيام معان الثقافية" في موسمها الأول كلية الأميرة عالية الجامعية تطلق مبادرة "معًا نجعل كليتنا أجمل" صدام "قوي" بين الأهلي والجيش وشبيبة القبائل على الساحة الإفريقية مصر وقطر تستعدان لصفقة كبرى خلال أيام العثور على أكثر من 200 جثة لمسلحين أوكرانيين في سودجا الفيفا يرشح مصرية لجائزة عالمية.. ما قصتها؟ انطلاق فعاليات "أديبك 2025" في أبوظبي بمشاركة قيادات قطاع الطاقة العالمي زلزال داخل إسرائيل.. اعتقال رئيس "الهستدروت" وزوجته في أكبر قضية فساد صلاح يعلق على "محنة" ليفربول وما يحتاجه لتصحيح المسار

الرواشدة يكتب : صفقة " قرن " تاريخية بين القوميات الثلاثة

الرواشدة يكتب : صفقة  قرن  تاريخية بين القوميات الثلاثة
حسين الرواشدة

بعد أن كشفتنا حرب الإبادة على غزة ولبنان ، كعرب ومسلمين ، وبعد أن عرفنا وزننا الحقيقي في هذا العالم ، وحجم الخطر الذي يستهدفنا ، واحتشاد القوى الأطلسية لتدميرنا، انسانيا وحضاريا، لا بد أن نسأل أنفسنا ، الآن، الى اين نحن ذاهبون في هذه المنطقة، وكيف سيكون مستقبلنا ؟

الاجابة ،بالطبع ، معروفة، وادلتها وشواهدها موجودة، فنحن ، ما لم نتدارك الكارثة ماضون الى «الجحيم» ، حيث المزيد من الآلام والجراحات ، والحروب الطائفية والمذهبية ، ومزيد من التقسيم والكراهية والضغائن، والأخطر من ذلك القبول بما تفرضه علينا القوى الكبرى التي تريد لمشروعها الصهيوني ان يتسيد المنطقة ويقسمها ، ليحكم سيطرته عليها ، وينهب ثرواتها ، ويجعلها تدور في فلكه.

ما العمل إذا؟ الاجابة، ايضا ، حاضرة ومعروفة، ولا يمكن لاحد ان يجد غيرها ، مهما كانت ملاحظاتنا ومرارتنا ومواقفنا السياسية، ومهما كانت تقديراتنا وخيارتنا. لا بد ان يتحرك فينا صوت العقل، وان نجنح الى «الحوار»، فالحوار الجاد والمنعتق من شوائب الحسابات الذاتية،والضغوط الخارجية، ومن كوابيس «مقابر» التاريخ، هو سبيلنا الى التفاهم والتوافق، وهو دليلنا الى النجاة.

كيف يمكن ذلك؟ نحتاج الى صفقة قرن ، تنطلق من مصالحات تاريخيّة، وترتكز على مشتركات حضارية ، فبعد الحروب الكبرى تأتي التسويات والصفقات الكبرى ، هكذا يقول منطق التاريخ ،وتجارب الأمم ، وهذا ما تستدعيه السياسة في اطار البحث عن المصالح المتبادلة ، وحماية الحقوق والكرامات ، وضمان الاستقرار والاستمرار ، وفق فقه التوازنات والمآلات.

سأحاول ان اشرح الفكرة: هنالك في اطارنا الحضاري ثلاثة مراكز قومية ( مقابل قومية صهيونية طارئة وغريبة ومرفوضة) هذه القوميات الثلاثة تتواجد (ويجب ان تتعايش) على هذه المنطقة : العرب والاتراك والفرس، هؤلاء يشكلون «الكتلة التاريخية» التي لا غنى لاحداها عن الاخرى، صحيح ان داخل هذه الكتلة مشروعات تبدو متصارعة ، واحيانا متناقضة (المشروع العربي غائب اصلا ولا بد من حضوره او استدعائه من بوابة السعودية ومصر والأردن مثلا )، وأن اخطاء كبيرة جرت ( خاصة من جهة ايران في بلادنا العربية) وصحيح ان التقسيمات على هوامش المذهب: (سنة وشيعة)، والطائفة: (اكراد وعرب )، و(علويون وارمن)، والدين: (مسلمون ومسيحيون)، غالبا ما شكلت عوامل تفجير، او مصائد كيد ومكر ، وظفها الاخر لتمرير مصالحه، لكن الصحيح ايضا هو ان هذا «التنوع» والتعدد يمكن – بل يجب - ان يكون مصدر اثراء وغنى وتكامل، وعنصر قوة، هذا اذا ساد منطق العقل ،وسلمت النوايا ،وتحرك لدى الجميع هاجس الحفاظ على «وحدة» الامة ،وكرامة شعوبها ،ومصالحها العليا (لدفع الخطر عن الذات اضعف الايمان).

الدخول في " صفقة تاريخيّة" كبرى يحتاج الى قرار تاريخي على مستوى القادة السياسيين والدينيين، لكن هذا القرار في ظل ما يحدث من مستجدات في منطقتنا ( آخرها وأبشعها العدوان على غزة ولبنان ) ، وما سيفرزه من ارتدادات تضعنا جميعا على قائمة الخاسرين، هو الان فريضة الوقت ، والمخرج الوحيد للدفاع عن الوجود.

لا يخطر في بالي ،ابدا ، ان اقلل من المخاوف والهواجس، خاصة بالنسبة لاهل السنة الذين يشعرون ب"بمظلومية " لا حدود لها، لكن هل يمكن أن يقبل العقلاء على الطرفين بان إدامة الصراع هو الحل الوحيد؟ او أن نصدق بأن «تركة» التاريخ الثقيلة قديما وحديثا، تمنع من الالتقاء للحوار ولو كان سرا، وذلك لإجراء ما يلزم من «مفاوضات» وتنازلات واعتذارات ، للوصول إلى صفقة كبرى بحجم «مصالحات تاريخية»؟

باختصار ، لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يتمدد في منطقتنا ، وإلحاق الهزيمة به ، ثم ترتيب علاقة متكافئة مع أمريكا والغرب، ومع العالم ايضاً ، لا بد للقوميات الثلاثة( الترك والفرس والعرب) التي تتلاقى في اطار تاريخي وحضاري واحد، وتتشارك في الجغرافيا والمصير ، وفي المصالح والقيم ، ان تجتمع ، لابرام صفقة تاريخيّة، تعيد الاعتبار إلى شعوبها ودولها ، وتجعلها ندا قويا في هذا العالم الذي لا يعترف إلا بالأنداد ، ولا يحترم إلا الأقوياء.