شريط الأخبار
التلهوني: تطوير خدمات الكاتب العدل إلكترونيا لتسهيل الإجراءات على المواطنين زخات مطرية ممزوجة بالثلوج فوق الجبال الجنوبية العالية صباح الأربعاء الملك يبحث مع وزيرة الأمن الداخلي الأميركية سبل تعزيز التعاون الأردن يشارك في مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط بباريس ولي العهد يهنئ أبناء الطوائف المسيحية بقرب حلول عيد الميلاد محكمة فرنسية تلزم باريس سان جيرمان بدفع مبلغ ضخم لنجمه السابق مبابي مصر.. نجيب ساويرس يتخطى شقيقه بقفزة مالية استثنائية الجنود الروس يحررون بلدة في خاركوف وبيلاوسوف يوجه تهنئة لهم فيفا يعلن اسم الفائز بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم لعام 2025 مودي: زيارتي للأردن "مثمرة للغاية" وعززت شراكة استراتيجية شاملة أوكرانيا تعلن توصل أوروبا لقرار نهائي بشأن نشر قوات على أراضيها جماهير زاخو تفوز بجائزة فيفا للمشجعين متابعة للقائهم مع الملك ... العيسوي يلتقي متقاعدين خدموا بمعية جلالته وزير العمل: حوار وطني الأسبوع المقبل لتعديلات الضمان الاجتماعي رئيس الوزراء يتفقَّد عدداً من المواقع في مناطق عين الباشا والبقعة وصافوط وأم الدنانير في محافظة البلقاء الأردن والسويد يتفقان على عقد جولة من المباحثات السياسية الأولى العام المقبل الأردن يدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانون يستهدف عمل ووجود "الأنروا" الملك يؤكد على ضرورة تكثيف المساعي الدولية لانقاذ اهلنا في غزة اسانيا ووقف تام لاطلاق النار ولي العهد في وداع رئيس الوزراء الهندي الأردن .. أول تساقط للثلوج بالموسم الشتوي فجر الاربعاء

السردي يكتب : عودة ترامب

السردي يكتب : عودة ترامب
*السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط في عهد ترامب 2025: بين التغيّر والاستمرار
الدكتور علي السردي
تُعدّ السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط من أكثر الملفات تعقيدًا في العلاقات الدولية، حيث تتداخل فيها اعتبارات الجغرافيا السياسية، والمصالح الاقتصادية، والتحديات الأمنية. ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2025، تثار تساؤلات حول طبيعة السياسة التي ينتهجها تجاه المنطقة، وما إذا كانت ستشهد تغيّرات جوهرية أو ستسير على خطى سياسات سلفه الرئيس جو بايدن، مع بعض التعديلات التي تعكس رؤية ترامب التقليدية في إدارة الملفات الخارجية.
ترتكز السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط على عدة محددات رئيسية، أبرزها ضمان أمن إسرائيل، وتأمين تدفق النفط، واحتواء النفوذ الإيراني، ومكافحة الإرهاب. وخلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021، انتهج ترامب سياسات أثارت جدلًا واسعًا، حيث انسحب من ملف الاتفاق النووي الايراني، وعمل على تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية عبر ما عُرف بـ"اتفاقيات أبراهام"، كما خفض الوجود العسكري الأمريكي في بعض مناطق النزاع. هذه السياسات، التي استندت إلى نهج "أمريكا أولًا"، من المرجح أن تستمر خلال ولايته الثانية، لكن في ظل ظروف ومتغيرات دولية وإقليمية جديدة.
فيما يتعلق بالتوجهات الأمنية والعسكرية، من المتوقع أن يواصل ترامب تبني سياسة الحد من التدخلات المباشرة في النزاعات الإقليمية، مع التركيز على دعم الحلفاء عبر الوسائل العسكرية غير المباشرة، مثل تزويدهم بالأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة، وتكثيف التعاون الاستخباراتي. في الوقت ذاته، قد يشهد الموقف الأمريكي تجاه إيران مزيدًا من التشدد، سواء عبر إعادة فرض عقوبات أكثر قسوة أو من خلال تفعيل استراتيجيات جديدة لاحتواء نفوذها الإقليمي، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد محتمل في مناطق التوتر مثل الخليج العربي والعراق وسوريا.
العلاقات الأمريكية مع إسرائيل ستحافظ على طابعها التقليدي، حيث يُرجّح أن يواصل ترامب دعمه غير المشروط لحكومة تل أبيب، خصوصًا فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية مثل الاستيطان في الضفة الغربية، ووضع القدس، والسياسات الأمنية في غزة. وبالنسبة للملف الفلسطيني، فإن فرص حدوث أي تغيير إيجابي في موقف الإدارة الأمريكية تبدو ضئيلة، حيث يُتوقع استمرار تهميش القضية الفلسطينية مقابل التركيز على توسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية.
على الرغم من وضوح بعض ملامح السياسة الأمريكية المتوقعة، فإن المستجدات الدولية قد تفرض تعديلات على نهج ترامب في التعامل مع الشرق الأوسط. فالتصاعد المستمر في النفوذ الصيني والروسي داخل المنطقة، إلى جانب التحولات الجيوسياسية التي أفرزتها المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، قد يدفع واشنطن إلى إعادة تقييم بعض استراتيجياتها. ومع ذلك، سيظل الهدف الأساسي للسياسة الأمريكية قائمًا على حماية المصالح القومية، سواء من خلال تعزيز التحالفات الإقليمية أو فرض مزيد من الضغوط على الخصوم التقليديين.
في النهاية، يمكن القول إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض لن تعني بالضرورة انقلابًا جذريًا في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، لكنها قد تشهد إعادة ترتيب للأولويات والأساليب، مع الحفاظ على المبادئ الاستراتيجية الأساسية التي حكمت علاقة واشنطن بالمنطقة لعقود طويلة.