شريط الأخبار
الشرع: واشنطن لا تضغط على دمشق للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل ولي العهد يعقد لقاءات مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي في واشنطن ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إسرائيل السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك سفيرة الأردن في المغرب تستقبل نائبة رئيس مجلس جهة فاس / مكناس خديجة حجوبي الأردن يشارك في الاجتماع التنسيقي العربي للقمة العربية الروسية الأردن يدين فتح سفارة لجمهورية فيجي في القدس 3 شهداء في غارة لمسيّرة إسرائيلية على البقاع اللبناني البابا: أعرب عن قربي من الشعب الفلسطيني في غزة الأردن وقطر: شراكة متجددة بإرادة سياسية ورؤية اقتصادية مشتركة وزير الزراعة: "المهندسين الزراعيين" شريك استراتيجي في تحديث القطاع جامعة البلقاء التطبيقية تحصد المركز الأول في هاكاثون "نبتكر لسلامة الأغذية" بالرياض عبر مبادرة Basket of Life ريال مدريد يخسر خدمات أرنولد لفترة طويلة الأسواق العالمية في حالة ترقب.. استقرار الأسهم وتراجع الذهب قبل قرار الفيدرالي الأمريكي بوتين يمدد العقوبات المضادة المفروضة على الدول غير الصديقة حتى نهاية عام 2027 الأهلي المصري يصدر بيانا حاسما بعد انتشار إشاعات "طلب زيزو" المثير للجدل وزير روسي: اقتصادنا سينمو رغم أسعار الفائدة المرتفعة "لن نسمح بتمزيق أمريكا": لماذا يسعى ترامب لمحاكمة سوروس؟ مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا

الدعجه يكتب : "لا تصدق كل ما تقرأ.. فقد تكون ضحية وحدة 8200 الإسرائيلية!"

الدعجه يكتب : لا تصدق كل ما تقرأ.. فقد تكون ضحية وحدة 8200 الإسرائيلية!
الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه

في عالمٍ تقوده المعلومة وتتحكم به الخوارزميات، لم تعد الحروب تدار فقط بالسلاح والجيوش وأليات الحرب، بل أصبحت ساحة المعركة هي عقول الشعوب، وأدواتها منصات التواصل الاجتماعي. في هذا السياق، تبرز وحدة الاستخبارات الإسرائيلية "8200" كواحدة من أخطر الكيانات التي تعمل في الظل، مستخدمة تقنيات متطورة وأساليب حرب نفسية لاختراق المجتمعات العربية وبث الفتنة وزعزعة الطمأنينة والاستقرار بين أبنائها، مستغلة أسماء عشائر وقبائل وعائلات محلية لضرب النسيج الوطني وزرع بذور الشك والفرقة.

هذه الوحدة، التي تُعدّ الذراع السيبرانية الأقوى لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، لا تعمل فقط على جمع وتحليل البيانات، بل تتفنن في صناعة الفوضى الرقمية عبر حسابات وهمية ومحتوى مسموم يستهدف وجدان الشعوب... في الأردن، كما في غيره من الدول العربية، تسللت هذه الوحدة إلى الفضاء الإلكتروني، متخفية تحت هويات محلية، تروج لخطاب الكراهية، وتغذي الانقسامات العشائرية والمناطقية، مرتكزة في سمومها على الأصول والمنابت وتدق الآسافين في محاولة لضرب الاستقرار الداخلي.

تعتمد وحدة الأستخبارات الاسرائيلية (8200 ) على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لاختيار نقاط الضعف في المجتمع المستهدف... حيث تبدأ عملياتها بمراقبة النقاشات العامة للمواطنيين عبر منصات التواصل الاجتماعي، وجمع المعلومات عن التوجهات الفكرية والسياسية للمستخدمين، ثم تنتقل إلى مرحلة خلق الفوضى المنظمة عبر حسابات زائفة تدّعي الانتماء إلى عشائر أو قبائل معينة، فتبدأ ببث منشورات مثيرة للجدل، تُحرّض طرفًا ضد آخر، وتؤجج المشاعر عبر مواضيع حساسة مثل السياسة والعنصرية والمناطقيةوالبطالة، التمييز، الفساد، أو حتى الرياضة والفنون... إنها ضربة دقيقة تستهدف اللاوعي الجمعي، حيث يصبح المواطن نفسه أداةً دون أن يدري، يعيد نشر الأكاذيب ويساهم في تفكيك مجتمعه من الداخل.

الأساليب والطرق التي تستخدمها هذه الوحدة توازي في خطورتها العمليات العسكرية التقليدية... فهي تتلاعب بالمعلومات، تفبرك الأخبار، وتعيد تدوير الأكاذيب بأسلوب يجعلها تبدو حقائق لا تقبل الجدل... ولزيادة التأثير، تستعين بأسلوب "التكرار المنهجي"، حيث يتم نشر نفس الفكرة عبر حسابات متعددة، وبأسماء قبائل وعشائر وعائلات معروفة ... مما يوهم المتلقي بوجود رأي عام داعم لهذه الأكاذيب، فيسقط في الفخ دون وعي.

ما يجعل هذا الأمر أكثر خطورة هو أن تأثير وحدة (8200) لا يقتصر على العالم الافتراضي، بل يمتد ليصبح فتنة واقعية تؤثر على القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية... إذ إن زعزعة الثقة بين أبناء الوطن الواحد تخلق بيئة خصبة للاضطرابات، وهذا بالضبط ما تسعى إليه إسرائيل، التي تدرك أن تفكك المجتمعات العربية من الداخل هو السبيل الأمثل لتكريس هيمنتها.

عندما التقى جلالة الملك عبدالله الثاني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام، لم تتأخر وحدة "8200" الإسرائيلية في استغلال الحدث لإثارة الجدل وبث الفتنة في الشارع العربي... فجأة، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمنشورات مشبوهة، بعضها يشكك في أهداف اللقاء، وأخرى تروج لخطاب تحريضي يستهدف الأردن وقيادته، في محاولة لخلق انقسامات داخلية وتأجيج المشاعر الشعبية... الحسابات الوهمية، التي تدّعي أنها تنتمي لعشائر وعائلات وافراد أردنية، بدأت بنشر رسائل مدروسة بعناية، تتلاعب بالمعلومات، وتقدم تأويلات مغلوطة لتفاصيل اللقاء، مستهدفة بذلك النسيج الوطني الأردني... لم يكن الهدف مجرد إثارة الجدل، بل الدفع نحو حالة من عدم الاستقرار وزعزعة الثقة بين الشعب وقيادته، ضمن استراتيجية إسرائيلية ممنهجة لضرب تماسك اي دولة من الداخل، وجعلها غارقة في فوضى إعلامية تُشغلها عن قضاياها الحقيقية.

مواجهة هذا الخطر تتطلب وعيًا جماعيًا، ومناعة إلكترونية تتيح للمواطن العربي تمييز المحتوى المشبوه وعدم الانجرار خلف العناوين الملتهبة والمعلومات غير الموثوقة... فاليوم، لم يعد الدفاع عن الأوطان يقتصر على الحدود والجيوش، بل أصبح الوعي والادراك هو خط الدفاع الأول في مواجهة حروب الجيل الرابع، حيث العدو لا يأتي بالدبابات، بل برسائل مجهولة المصدر تحمل السم في العسل... وللحديث بقية.