شريط الأخبار
العوضات يجدد عقده مع كاظمة الكويتي وفيات الثلاثاء 4-3-2025 انخفاض قليل على درجات الحرارة تفاصيل الحالة الجوية يوم الثلاثاء التعديل الوزاري يقترب .. أبرز الأسماء المتوقعة لتَترك الرابع .. تفاصيل تعاملت مديرية شرطة جرش مع أعمال شغب واطلاق أعيرة نارية في مخيم غزة بمحافظة جرش عناب تترأس الاجتماع الأول للجنة إدارة المواقع السياحية الصفدي يلتقي الشيباني ويؤكدان على استمرار التنسيق والتشاور ترامب للمسلمين في رمضان: شهر مبارك مكرس للصوم والصلاة بدء توافد القادة العرب إلى القاهرة رويترز تنشر مسودة الخطة المصرية بشأن غزة الملك يحضر مأدبة إفطار القيادة العامة للقوات المسلحة (صور) الأمير مرعد يزور مصابين عسكريين في إربد الصفدي يشارك بالاجتماع التحضيري للقمة العربية في القاهرة حسَّان يؤكد حرص الحكومة على الحوار المستمر مع مختلف الكتل النيابية الحزبيَّة مالية الاعيان تناقش المسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص "تنظيم الطاقة" تتلقى 833 طلبا للترخيص خلال كانون الثاني مسابقة لتصميم شعار "عمان عاصمة الشباب العربي 2025" النائب مشوقة يسأل الحكومة عن مسيرات تخترق الحدود الغربية مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة الحويان رمضان في الأردن .. تنوع ثقافي وتجارب روحية للطلبة الوافدين

الفيلم الفلسطيني “لا أرض أخرى”… شهادة سينمائية تصرخ بالحق في وجه الظلم

الفيلم الفلسطيني “لا أرض أخرى”… شهادة سينمائية تصرخ بالحق في وجه الظلم
القلعة نيوز- سيلينا السعيد-مسقط
في ليلةٍ من ليالي الفن التي يُفترض أن تكون احتفالًا بالجمال، صعدت فلسطين إلى خشبة الأوسكار ليس بألوان الفساتين ولا ببريق المجوهرات، بل بصوت الأرض، بنداء البيوت المهدّمة، وبعيون من هُجِّروا وبقوا هناك، في الذاكرة، في التراب، في صمت الحجر حين ينادي صاحبه.

"لا أرض أخرى”، الفيلم الذي خرج من وجع مسافر، لم يكن مجرد عمل وثائقي، بل كان مرآةً لوجع وطن، صدىً لخُطى المُهَجَّرين، وصرخةً في وجه من يقتلع الجذور ويظن أن الشجرة ستنسى تربتها.
الفيلم الذي صنعه المخرج الفلسطيني باسل عدرا والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، حمل إلى العالم حقيقةً ربما تُخفى خلف عناوين الأخبار: هناك شعبٌ يُنتَزع من أرضه، يُجَرَّد من سمائه، لكنه باقٍ.

عندما نُطق اسم الفيلم على مسرح دولبي، لم يكن الفوز مجرد لحظة انتصار سينمائي، بل كان حضورًا فلسطينيًا يتحدى الإقصاء، يفرض نفسه في أكثر ساحات العالم بريقًا، ليقول: ها نحن هنا، لا نُمحى، لا نُنسى، لا نغيب.

على المسرح، وقف عدرا، ليس فقط ليشكر، بل ليشهد، ليُذكّر، ليمنح صوتًا لمن صودر صوتهم، وليقول أمام العالم أن هناك أرضًا واحدة، وأن تهجير القلوب أصعب من تهجير الجدران.

"هذا الفيلم ليس فقط عن فلسطين، بل عن الإنسانية التي تُختبر في كل حجر يُهدم، في كل شجرة تُقتلع، في كل أمّ تراقب بيتها يتحوّل إلى غبار.”

كلماته لم تكن مجرد خطاب، بل كانت دمعةً في عين طفل يحمل مفتاحًا صدئًا، وكانت نظرة عجوز تحفظ خريطة القرى التي محتها الجرافات، وكانت نداءَ الأرض لمن يسمع.

أما أبراهام، فقد أضاف بصوت يرتجف: "صنعنا هذا الفيلم معًا، فلسطينيين وإسرائيليين، لأن أصواتنا معًا أقوى، لأن العدل لا يعرف لونًا واحدًا، ولا وجهةً واحدة. رأينا بأعيننا الخراب، وعرفنا أن الصمت خيانة.”

لكن في قاعة الأوسكار، حيث يعلو التصفيق، كان هناك إدراكٌ آخر: هذا الفيلم ليس فقط عن ماضٍ يُوثَّق، بل عن حاضرٍ لا يزال يُكتب، عن بيوت تُهدم الآن، عن مدن تنادي أهلها ولا يسمعها أحد.

في عالمٍ تُمسح فيه الحقائق بضغطات الأزرار، جاء "لا أرض أخرى” ليكون شاهدًا لا يمكن حذفه، شهادةً سينمائيةً تنزف بالحقيقة، وتعلن أن الأرض تعرف أصحابها، حتى لو زيفوا الخرائط.

وإن كان للفن أن يكون سلاحًا، فقد حمل هذا الفيلم كلمةً تُقاوم، وذاكرةً تُحفظ، وأملًا يُولد في عيون من يرفضون أن يكونوا مجرد أرقام في نشرات الأخبار.