
وقال طلبة وافدون، إن طقوسهم في استقبال رمضان واحتفائهم به، لا يختلف بالمجمل عن طقوس أي بلد إسلامي، كالحرص على أداء صلاة التراويح وقراءة القرآن الكريم وقيام ليلة القدر، إلا أنها قد تحمل في طياتها تفاصيل تعطي كل بلد رونقه وأصالته وتميزه.
ويستذكر الطالب الأندونيسي محمد ضياء الحق، ومسؤول الطلبة الإندونيسيين في الجامعة الأردنية، طقوس استقبال الشهر الكريم في بلاده، التي تبدأ بقراءة القرآن الكريم مع أول صلاة تراويح، سعيا إلى ختمة واحدة (على الأقل) في رمضان، ويستسمح الأهل والأقارب بعضهم بعضا ويطلبون العفو، في محاولة لنشر الألفة والمحبة والتسامح، كما يزور الناس المساجد لتنظيفها وتجهيزها، ويزورون قبور الذين فارقوهم ولم يدركوا رمضان.
ويقول إن ما يخفف وطأة الصيام في الغربة في أول 3 أيام من رمضان، هو بفضل عادات العرب الأردنيين الحميدة، المتسمين بالنخوة والكرم، خصوصا عندما يلحظون وحشة الغربة ويحاولون تقليل شعور الحزن عندنا؛ فيدعوننا لتناول الإفطار معهم وتأدية الطقوس الرمضانية والجلوس مع أهل المساجد، ومنهم من يتطوع في دور الأيتام والمخيمات للمشاركة في تنفيذ الإفطارات الرمضانية.
وينظم الطلبة الإندونيسيون إفطارات مرتين أو ثلاثا، يتناولون خلالها أكلة تراثية اسمها (حلوى الكولاك)، تؤكل وفق عاداتهم بعد التمر وشرب الماء، وتتكون من حبات بطاطا حلوة مع الموز المقطع في صحن عليه شوربة قصب أو سكر النخيل، وقبل حلول العيد بأسبوع، يبدأ الأندونيسيون بصناعة حلوى العيد المسماة "الناسنار"، وتشبه المعمول إلا أنها محشية بمربى الأناناس.
وفي تركيا، يقول الطالب محمد آجار، إن (رجب وشعبان) تعتبر أياما تحضيرية لشهر رمضان، حيث يصوم الناس في تركيا يومي الاثنين والخميس، بشكل خاص للاستعداد لشهر رمضان.
ويبدأ رمضان بصلاة التراويح في أول ليلة، تصلى في مساجدهم 20 ركعة، هذا التطبيق المتبع في المساجد في جميع أنحاء البلاد، وتنشد الأناشيد التي تبرز أهمية رمضان في المساجد بعد صلاتي الظهر والعصر، ويختتم القرآن الكريم في كل مسجد خلال رمضان، وتزداد البرامج الدينية على التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويضيف: "نحاول أن نكون أكثر حرصا أثناء الصيام، فننتبه لكلماتنا وننبه بعضنا البعض، وساعات العمل لا تتغير في رمضان، وهذا قد يكون عنصرا صعبا بالنسبة لنا".
وبعد تناول الإفطار وأداء صلاة المغرب، يتناول الأتراك الشاي وحلوى "الغلاج" الخاصة برمضان، لكنها ليست مثل حلوى الكلاج في الأردن؛ فهي حلوى بالحليب وليست بالقطر، وخفيفة ولذيذة، أما الشيء الأكثر شهرة في رمضان فهو "رمضان بيدسي"، خبز رمضان، حيث يصطف الناس أمام المخابز للحصول عليه ساخنا قبل الإفطار.
وبمشاعر تفيض بالمحبة، يقول آجار، إنه يفضل قضاء رمضان في الأردن، فالحياة تصبح أبطأ، والهدوء يبعث بطمأنينة وراحة، مبديا إعجابه بالأضواء الملونة في الشوارع، ومؤكدا أنه سيعمل على نقل هذه العادة الجميلة مكان اقامته في تركيا.
وأكثر ما يثير استغرابه ويعجبه في الوقت نفسه هو إغلاق المطاعم أبوابها في نهار رمضان، وحرص الناس على عدم تناول أو شرب أي شيء في الشوارع احتراما لمشاعر الصائمين، وأن هذا شيء نادر في تركيا.
وتحضر الطالبة الفلبينية مرضية فيندولونان، ندوات إسلامية عن كيفية استقبال رمضان وفضائله وأعظم الأعمال خلال الشهر.
ومن العادات والطقوس المطبقة قبل رمضان كطالبة علم، منذ تعلمنا الشريعة، فاستبعدنا من العادات والطقوس الجاهلية في بلدها، التي لا أصل لها في الإسلام؛ مثل الاستحمام من أيدي العرافين، والقيام باحتفال غير شرعي، وغيرها من السلوكيات.
وتقول مرضية، إنها تواجه تحديات مختلفة للصيام، حيث إنها تصوم العام السادس بعيدا عن أهلها، إضافة إلى أنها طالبة ومتزوجة وأم لأطفال، فالصعوبات تكمن في التنظيم بين العبادة والدراسة والقيام بالواجبات المنزلية لعائلتها، كما أنها تحرص على المشاركة بالإفطار الجماعي الذي تنظمه جامعتها، أو دعوة من إحدى المؤسسات أو الأصدقاء من نفس البلد، وتتمنى أن تنضم لإحدى الإفطارات الأردنية للتعرف أكثر على عاداتهم.
وفيما يخص الأطباق الرمضانية المعروفة في الفلبين، تذكر طبق سلطة المعكرونة الحلو، وهي غريبة لذوق العرب، لأنها تحتوي على معكرونة وفواكه مشكلة، وقشطة وحليب محلى، إضافة إلى خبز "سيوباو" الذي يعجن كعجينة خبز، وتترك العجينة حتى تنفخ، ثم يطبخ دجاج بصلصة المحار، ويوضع داخل قسيمة عجينة السيوباو، ثم يطبخ في وعاء الباخرة، كما أنهم يفضلون عصير الأفوكادو مع الحليب والعسل، لفوائده العظيمة والطاقة التي يمنحها لهم خلال الصيام.
يذكر أن مؤسسات التعليم العالي الأردنية سجلت مع انطلاقة العام الجامعي 2024-2025 عددا قياسيا من الطلبة الوافدين، حيث بلغ مجموعهم 51647 طالبا وطالبة يمثلون 113 دولة مختلفة، فيما وصل عدد الطلبة الوافدين المقبولين في هذه المؤسسات بداية العام الجامعي الحالي إلى 11814 طالبا وطالبة.
(بترا - سلوى صالح)
وقال طلبة وافدون، إن طقوسهم في استقبال رمضان واحتفائهم به، لا يختلف بالمجمل عن طقوس أي بلد إسلامي، كالحرص على أداء صلاة التراويح وقراءة القرآن الكريم وقيام ليلة القدر، إلا أنها قد تحمل في طياتها تفاصيل تعطي كل بلد رونقه وأصالته وتميزه.
ويستذكر الطالب الأندونيسي محمد ضياء الحق، ومسؤول الطلبة الإندونيسيين في الجامعة الأردنية، طقوس استقبال الشهر الكريم في بلاده، التي تبدأ بقراءة القرآن الكريم مع أول صلاة تراويح، سعيا إلى ختمة واحدة (على الأقل) في رمضان، ويستسمح الأهل والأقارب بعضهم بعضا ويطلبون العفو، في محاولة لنشر الألفة والمحبة والتسامح، كما يزور الناس المساجد لتنظيفها وتجهيزها، ويزورون قبور الذين فارقوهم ولم يدركوا رمضان.
ويقول إن ما يخفف وطأة الصيام في الغربة في أول 3 أيام من رمضان، هو بفضل عادات العرب الأردنيين الحميدة، المتسمين بالنخوة والكرم، خصوصا عندما يلحظون وحشة الغربة ويحاولون تقليل شعور الحزن عندنا؛ فيدعوننا لتناول الإفطار معهم وتأدية الطقوس الرمضانية والجلوس مع أهل المساجد، ومنهم من يتطوع في دور الأيتام والمخيمات للمشاركة في تنفيذ الإفطارات الرمضانية.
وينظم الطلبة الإندونيسيون إفطارات مرتين أو ثلاثا، يتناولون خلالها أكلة تراثية اسمها (حلوى الكولاك)، تؤكل وفق عاداتهم بعد التمر وشرب الماء، وتتكون من حبات بطاطا حلوة مع الموز المقطع في صحن عليه شوربة قصب أو سكر النخيل، وقبل حلول العيد بأسبوع، يبدأ الأندونيسيون بصناعة حلوى العيد المسماة "الناسنار"، وتشبه المعمول إلا أنها محشية بمربى الأناناس.
وفي تركيا، يقول الطالب محمد آجار، إن (رجب وشعبان) تعتبر أياما تحضيرية لشهر رمضان، حيث يصوم الناس في تركيا يومي الاثنين والخميس، بشكل خاص للاستعداد لشهر رمضان.
ويبدأ رمضان بصلاة التراويح في أول ليلة، تصلى في مساجدهم 20 ركعة، هذا التطبيق المتبع في المساجد في جميع أنحاء البلاد، وتنشد الأناشيد التي تبرز أهمية رمضان في المساجد بعد صلاتي الظهر والعصر، ويختتم القرآن الكريم في كل مسجد خلال رمضان، وتزداد البرامج الدينية على التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويضيف: "نحاول أن نكون أكثر حرصا أثناء الصيام، فننتبه لكلماتنا وننبه بعضنا البعض، وساعات العمل لا تتغير في رمضان، وهذا قد يكون عنصرا صعبا بالنسبة لنا".
وبعد تناول الإفطار وأداء صلاة المغرب، يتناول الأتراك الشاي وحلوى "الغلاج" الخاصة برمضان، لكنها ليست مثل حلوى الكلاج في الأردن؛ فهي حلوى بالحليب وليست بالقطر، وخفيفة ولذيذة، أما الشيء الأكثر شهرة في رمضان فهو "رمضان بيدسي"، خبز رمضان، حيث يصطف الناس أمام المخابز للحصول عليه ساخنا قبل الإفطار.
وبمشاعر تفيض بالمحبة، يقول آجار، إنه يفضل قضاء رمضان في الأردن، فالحياة تصبح أبطأ، والهدوء يبعث بطمأنينة وراحة، مبديا إعجابه بالأضواء الملونة في الشوارع، ومؤكدا أنه سيعمل على نقل هذه العادة الجميلة مكان اقامته في تركيا.
وأكثر ما يثير استغرابه ويعجبه في الوقت نفسه هو إغلاق المطاعم أبوابها في نهار رمضان، وحرص الناس على عدم تناول أو شرب أي شيء في الشوارع احتراما لمشاعر الصائمين، وأن هذا شيء نادر في تركيا.
وتحضر الطالبة الفلبينية مرضية فيندولونان، ندوات إسلامية عن كيفية استقبال رمضان وفضائله وأعظم الأعمال خلال الشهر.
ومن العادات والطقوس المطبقة قبل رمضان كطالبة علم، منذ تعلمنا الشريعة، فاستبعدنا من العادات والطقوس الجاهلية في بلدها، التي لا أصل لها في الإسلام؛ مثل الاستحمام من أيدي العرافين، والقيام باحتفال غير شرعي، وغيرها من السلوكيات.
وتقول مرضية، إنها تواجه تحديات مختلفة للصيام، حيث إنها تصوم العام السادس بعيدا عن أهلها، إضافة إلى أنها طالبة ومتزوجة وأم لأطفال، فالصعوبات تكمن في التنظيم بين العبادة والدراسة والقيام بالواجبات المنزلية لعائلتها، كما أنها تحرص على المشاركة بالإفطار الجماعي الذي تنظمه جامعتها، أو دعوة من إحدى المؤسسات أو الأصدقاء من نفس البلد، وتتمنى أن تنضم لإحدى الإفطارات الأردنية للتعرف أكثر على عاداتهم.
وفيما يخص الأطباق الرمضانية المعروفة في الفلبين، تذكر طبق سلطة المعكرونة الحلو، وهي غريبة لذوق العرب، لأنها تحتوي على معكرونة وفواكه مشكلة، وقشطة وحليب محلى، إضافة إلى خبز "سيوباو" الذي يعجن كعجينة خبز، وتترك العجينة حتى تنفخ، ثم يطبخ دجاج بصلصة المحار، ويوضع داخل قسيمة عجينة السيوباو، ثم يطبخ في وعاء الباخرة، كما أنهم يفضلون عصير الأفوكادو مع الحليب والعسل، لفوائده العظيمة والطاقة التي يمنحها لهم خلال الصيام.
يذكر أن مؤسسات التعليم العالي الأردنية سجلت مع انطلاقة العام الجامعي 2024-2025 عددا قياسيا من الطلبة الوافدين، حيث بلغ مجموعهم 51647 طالبا وطالبة يمثلون 113 دولة مختلفة، فيما وصل عدد الطلبة الوافدين المقبولين في هذه المؤسسات بداية العام الجامعي الحالي إلى 11814 طالبا وطالبة.
(بترا - سلوى صالح)