شريط الأخبار
دار الضيافة للمسنين... خدمات ٣نجوم باريس سان جيرمان يتعاقد مع الحارس شوفالييه وغموض حول مصير دوناروما السعودية.. مؤشر الإنتاج الصناعي يرتفع 7.9% في يونيو 5 دول أوروبية تدين قرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في غزة وتوجه رسالة لتل أبيب ليفربول يسجل هدفا "سريعا" في شباك كريستال بالاس في الدرع الخيرية مصدر حكومي إماراتي ينفي مزاعم إغلاق جماعي لحسابات شركات مرتبطة بروسيا "أكسيوس": قرارات وزارة الصحة الأمريكية تستفز العقول العلمية على هجر البلاد المغرب يتكبد الخسارة الأولى في كأس إفريقيا للمحليين الفراية: مركز حدود الرمثا غير مؤهل من الجانب السوري الرئيس الإيراني: الحوار والمباحثة لا يعنيان هزيمة أو استسلام الملك يعزي الرئيس اللبناني بضحايا تفكيك عدد من القذائف في صور نتنياهو: حماس تنشر صورًا مفبركة .. وهدفنا ليس احتلال غزة عمّان تستضيف اجتماعًا أردنيًا سوريًا امريكيًا لبحث إعادة بناء سوريا بدء الاجتماعات التحضيرية للجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة محافظ معان يدعو للالتزام بتعليمات السلامة في ظل ارتفاع الحرارة الطاقة: انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالميا الترخيص: بوابة بيع الأرقام المميزة مفتوحة للشركات داخل وخارج الأردن العدوان يؤكد من الكرك: تمكين الشباب أولوية وطنية وتطوير الخدمات مستمر رغم الصعاب .. "الجيش الأردني" يواصل تنفيذ الإنزالات الجوية على قطاع غزة بمشاركة دول شقيقة وصديقة توزيع الكهرباء: لن يتم قطع التيار عن أي مشترك بسبب تراكم الذمم المالية خلال الموجة الحارة

الرواشدة يكتب : ‏قمة فلسطين: ما الثمن السياسي المطلوب؟

الرواشدة يكتب : ‏قمة فلسطين: ما الثمن السياسي المطلوب؟
‏حسين الرواشدة
‏بصراحة ، يدفع العرب والفلسطينيون الثمن السياسي لما جرى منذ 7 أكتوبر ، قمة فلسطين التي عقدت في القاهرة كانت خطوة في طريق وقف "التدهور " ، ومحاصرة الهجمة التي قامت بها ،وما تزال ، تل أبيب ، برعاية أمريكية ودولية ، لتصفية القضية الفلسطينية ، وتوزيع استحقاقات هذه التصفية وخسائرها على الفلسطينيين والدول العربية ، الأردن ومصر تحديدا .

‏لا يكفي الرهان ، فقط ، على ما أنجزته القمة ، أقصد خطة إعمار غزة كرد على التهجير والتهديد باستئناف الحرب ، لكن يمكن الانطلاق منها ، من خلال بناء مواقف عربية وترميم الواقع الفلسطيني، لمقايضة مشروع ترامب وحلفائه بمشروع عربي قابل للحياة ، وقادر على فهم معادلة التحولات التي جرت في العالم والإقليم ، والتعامل معها بمنطق الهجوم السياسي المدروس، لا منطق الصدام او انكار الواقع القائم.

‏الخطة العربية سيتم وضعها على طاولة التفاوض ، وهي قابلة للتعديل ، تل أبيب رفضتها على الفور ، وحماس تحفظت على بعض بنودها، وربما يكون لواشنطن اشتراطات إضافية عليها ، بدون أن نرفع سقف التوقعات لابد أن نتصارح داخل الإطار العربي والفلسطيني حول الترتيبات السياسية والأمنية التي تشكل عصب الخطة، وتفتح أمام جميع الأطراف قابلية الاقتناع بها ، لبدء مشروع التعمير ، وطيّ صفحة التهجير ، وتكسير مستلزمات تمرير مشروع (أسرلة) المنطقة عبر صفقة قرن جديدة.

‏أسئلة مثل إدارة غزة ، ومصير حماس ، وإنهاء عسكرة المقاومة ، ومستقبل السلطة الفلسطينية وإمكانية إصلاحها ، وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني ، تحتاج إلى إجابات فلسطينية أولا وعربية ثانيا ، صحيح القضية الأساسية هي الاحتلال وما فعله من جرائم في غزة والضفة منذ 75 عاما ، صحيح ، لا يمكن لأحد أن يطالب الفلسطينيين بالتنازل عن حقوقهم المشروعة ، أو الاستسلام والقبول بأي عرض يصب في مصلحة تل أبيب ، وينجز لها ما عجزت عن انجازه في حرب الإبادة التي قامت بها في غزة والضفة.

‏لكن الصحيح ، أيضا ، هو أن الخيارات المتاحة لاستئناف المقاومة وفرض شروطها أصبحت محدودة ، كما أن مواجهة مشروع الحرب ودفع فواتيره السياسية التي نعرف من يقف وراءها ، يحتاج إلى استيلاد واقع عربي وفلسطيني جديد ، غير متوفر الآن ، وبالتالي لابد أن نعترف أننا لسنا جاهزين لهذه المواجهة ، ولا لدفع ما يترتب عليها من خسارات كبيرة ، هذا الاعتراف يتم تداوله في الغرف المغلقة، ويُستدعى غالبا لتوجيه النقاش حول ضرورة التفكير بواقعية أكثر ، وتقدير المواقف السياسية بحسبة عقلانية مجردة من العواطف والطموحات الكبيرة .

‏قمة فلسطين لم تطرح كل الأوراق على سكة خطة الأعمار، وتعمدت ، كما يبدو ، أن لا تقدم الأثمان السياسية التي تريدها واشنطن وتل أبيب دفعة واحدة ، لكن يبدو أن ماراثون التفاوض سيبدأ الأسبوع القادم مع الأطراف الدولية ، وربما يحمل مفاجآت وأفخاخاً تشكل امتحاناً لقدرة الدول العربية على المناوره السياسية وتلقي الصدمات ، وعلى تقديرحسبة الأرباح والخسائر في بورصة تديرها واشنطن الجديدة ، وتغامر فيها تل أبيب ، ونجلس -كعرب وفلسطينيين - أمام شاشاتها بأقل ما يمكن من أرصد سياسية ، هذا هو الواقع الذي نحن فيه للأسف ، ولابد أن نحدد الوصفة المتاحة للتعامل معه، بلا تزيين أو إدعّاء أو إنكار.