
د. نسيم أبو خضير
في كل مرة يظن أعداء الوطن أن بإمكانهم زعزعة أمن الأردن وإستقراره ، يفاجئهم الأردنيون – قيادةً وأجهزةً وشعبًا – بردٍ صلب وحازم ، يؤكد أن هذه الأرض لا تقبل التلاعب ، وأن هذا الوطن لا يعرف الإنكسار .
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة ، مرة أخرى ، أن القيادة الهاشمية الحكيمة كانت وما تزال الدرع الأول في حماية الدولة الأردنية ، وأن جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية ، وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة ، هم العين الساهرة التي لا تغفل ولو للحظة ، والحصن المنيع الذي يحبط كل محاولة إختراقٍ أو تهديد ، مهما طال وقت التخطيط لها .
ما تم الإعلان عنه لم يكن مفاجئًا لمتابعي الشأن الأمني الأردني ، فالأجهزة المعنية ، ومن خلال متابعة دقيقة ومراقبة متواصلة إمتدت لأكثر من ثلاث سنوات ، كشفت عن مخططات إرهابية تهدف إلى العبث بأمن الوطن وسلامة مواطنيه . جهود جبارة ، وعمل إستخباري عالي الدقة ، يُسجَّل بكل فخر لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
ولا يقل وقوف الشعب الأردني الأصيل عن هذا الأداء المؤسسي وطنيًا ؛ فالشعب الأردني ، بكل أطيافه ، عبّر عن رفضه الواضح لتجاوز القانون ، وعن إيمانه العميق بأن أمن الوطن خط أحمر ، لا يُسمح لأحد بتجاوزه . وأكدوا من جديد أنهم يقفون صفًا واحدًا خلف القيادة الهاشمية ، وجيشهم العربي ، وأجهزتهم الأمنية ، لا يفرطون بوطنهم ، ولا يساومون على أمنه وإستقراره .
إن الكشف عن مثل هذه المخططات يتطلب التعقل ، والإبتعاد عن التسرع في إصدار الأحكام من غير الجهات المختصة ، والحرص على حماية أمن البلد وإستقراره . كما أنه يحتم علينا أن لا نسمح للنفوس المريضة أن تستغل الموقف ، ولا أن نعطي الفرصة للمزاودين أصحاب الألسنة المعسولة الخبيثة ، والقلوب السوداء أن يعبثوا بمصير وطن بأكمله .
نحن على ثقة راسخة بأن أجهزتنا الأمنية والقضائية فهي قادرة على الوصول إلى كل من تآمر وخطط وشارك داخلياً وخارجياً ، وأنهم سينالون العقاب الذي يستحقونه ضمن إطار القانون والعدالة . فهذه الدولة لا تُدار إلا بالحكمة ، ولا تُحكم إلا بالقانون ، ولا تُحمى إلا بالرجال المخلصين .
حفظ الله الأردن، وأدام أمنه وإستقراره ، وأبقى قيادتنا الهاشمية ذخرًا وسندًا ، وأجهزتنا الأمنية حامية للديار ، وشعبنا الأردني سدًا منيعًا في وجه كل من تسول له نفسه العبث بهذا الوطن العزيز .